في انتظار «جودو»


لست من الذين هنأوا انفسهم بفوز الرئيس اوباما بجائزة نوبل للسلام. والسبب انني من الذين يعتقدون بأن الرجل لا يستحق هذا التقدير وان الجائزة ستكون لعنة على حاملها. لم يمض الرئيس اوباما اكثر من تسعة أشهر في منصبه كاول رئيس اسود يحتل البيت الابيض ولم يحن الوقت بعد لتقييم انجازاته التاريخية رغم كثرة الكلام والوعود.

لقد انتطر الكثيرون من الرئيس الجديد ان يقلب المقادير ويوفي بوعوده لكن في عالم السياسة لا تحسب الامور هكذا. وكما في مسرحية صامويل بيكيت "بانتظار جودو" فان العالم انتظر دون جدوى وصول المنقذ رغم الارهاصات التي اشارت الى قدومه.

في مسرحية بيكيت ينتظر رجلان قدوم جودو لكنه رغم يقينهما بوصوله فانه لا يأتي. من هو جودو؟ المنقذ والمخلص الذي ينتظره كل واحد منا؟ هو في نهاية المطاف ، بحسب بيكيت ، بطل ننتظره لكنه لن يأتي ابدا. وهكذا في مسرحية بيكيت فان الانتظار يكشف عن كذبة كبيرة نتعرض لها جميعا برضانا.

واوباما هو جودو الذي ينتظره الجميع. هو المخلص الذي لا يأتي ابدا. هو البطل الرومانسي الذي يعيش في الوجدان. وفي حالة اوباما فانه الرئيس الاسود الاول في تاريخ اميركا ، والديمقراطي الذي يعود ليمحو حقبة الرئيس بوش ، والمحامي المناضل الذي يتوعد الاشرار ويطلق سحابة أمل في شتى ارجاء العالم.

لكن اوباما رجل كسائر الرجال. وهو في نهاية المطاف مخير بين ان يكون بطلا تراجيديا او سياسيا قنوعا. في اغلب الظن ان اوباما سيختار السياسة وطقوسها. ان فضيحة نوبل لم تكن في حسابنه لكنها لن تغير كثيرا في مسار الرجل.

كغيره من السياسيين سيختار اوباما ان يلعب بحسب اصول اللعبة ، وذلك يعني انه سيهادن كثيرا وسيحاور معارضيه بهدف الوصول الى قواسم مشتركة. ان عبء التفرد يقتضي ان يقدم اوباما تضحيات كبيرة.

اخطأت لجنة نوبل كثيرا عندما منحت اوباما امتيازات لا يستحقها. فالرجل وعد لكنه لم يحقق شيئا بعد. ان انتظار وصول اوباما لا يختلف كثيرا عن انتظار الرجلين في مسرحية بيكيت لقدوم جودو. ان الفوز بنوبل يعد ادانة لاوباما ولو كان بوسع الرئيس لاعتذر عن التكريم خوفا من حكم التاريخ. انه تطويب مبكر لقديس لم تثبت قداسته بعد،.




تعليقات القراء

الصحفي زياد البطاينه
توقفت طويلا امام هذه الكلمات استعرض فحواها ومعناها فوجدت انها تنصف التاريخ وتضع الحروف على النقاط فالمتامل من هذا الرجل الذي كان العالم والعرب خاصة يمنون به انفسهم لم يرو منه شيئا وكنت احد المراهنين على قدرة هذا الرجل امام اللوبي الصهيوني وانه مهما اختلفت الفناجين فالقهوة هي هي
استاذي تبقى الكاتب القدير على توظيف للكلمه لوضع القارئ بالواقع الحقيقي بعيدا عن الزيف فلا غراة اذ توقفت امام تلك المقاله لاخرج بجمله واحده نعم انه الواقع شكراواتمنى من المخدوعين والذين يجرون وراء السراب ان يتاملوا الواقع ويعودوا للتاريخ كمنعش
13-10-2009 07:36 AM
والد العنود
كل شي ولا تتوقف بعدين بتطلعلك العنود !!!
14-10-2009 11:24 PM
ابن البلد
الى اكاتب المميزكل الحب والاحترام متنين لك التوفيق والى الاخ البطاينه اقول انصفت الكاتبوقلت مابالنفس فشكرا لك وله
16-10-2009 05:14 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات