المؤتمر الاقتصادي المصري


ان تجميل الاقتصاد , والنظام المصري بنفس مستحضرات التجميل الغربية " والانفتاح " على طريقة السادات لن تنهي التبعية لصندوق النقد , والبنك الدوليين , ورهن الاقتصاد المصري بعجلة الاقتصاد الاميركي , وتحول دون تعميق ازماته الناتجة اصلا عن هذه التبعية ، برغم الحصيلة السياسية التي عادت على النظام بالتفاف اقليمي ودولي لكنها ستبقى حصيلة مؤقتة , ومحض مساحيق قد تخطف الابصار مؤقتا" لكن قبح وبشاعة الاقتصاد ونهج التبعية سيزداد عمقا" وطحنا وفتكا" بفقراء مصر , وباقتصادهاى ويظهر على صورته الحقيقية البشعة بعد زوال تأثير المساحيق .

ان اسباب الازمة الاقتصادية لا زالت باقية , ولا زال الاقتصاد المصري , وكذا الارادة السياسية مرتهنين للمركز الاميركي الرأسمالي مصدر العلة , وجوهرها .

اجتياز الازمة الاقتصادية وتفادي تفاقم الفقر وتهميش الغالبية العظمى من الشعب المصري من العمال والفلاحين والكادحين الذين يناهزون ال ٨٥ مليونا من الفقراء، لاتكون بالعمل على مشاركة الدول , والجهات المعنية بالاستثمار في مصر والتي تسعى لجني المكاسب , والارباح عبر المشاريع الاستهلاكية قصيرة الامد نسبيا وغير المعنية باستهداف الشرائح الدنيا صاحبة المصلحة , اي ال ٨٥ مليونا بل باستهداف طبقة الاغنياء من والوسطاء , والوكلاء التجاريون الذين سيحققون المكاسب من العمولات, والوساطات ويعمقون مساحة الفساد , ونهجه .

كما ان اميركا الدولة المهيمنة على كل الدول المشاركة المساهمة ماليا ستحول دون استثمار الموارد , والثروات الوطنية , ودون بناء تنمية وطنية مصرية لا تعود بالربح على الشركات والاقتصاد الاميركي وهي السياسة الثابتة للرأسمالية التي نشهد تجلياتها ونماذجها في ايران , وروسيا , وفنزويلا , والبرازيل , وسورية , وكوريا الشمالية , الدول التي تواجه حربا راسمالية شرسة للحيلول دون تحررها واستقلالها الوطني , والاجتماعي , والاقتصادي ..

و لم ترفع الحضر عن تزويد مصر بالاسلحة , وطائرات الاباشي السمتية , السلاح الامثل لمجابهة الارهابيين في سيناء , وهي اشارة بالغة الوضوح على الرعاية الاميركية للارهاب الذي سيكون عائقا حقيقيا بالغ الخطورة في وجه التنمية الاقتصادية المصرية .

وقد جاءت المشاركة الاميركية محاولة للالتفاف على اي توجه مصري لروسيا , والصين , وايران , واي توجه في المؤتمر قد يساهم في فك التبعية المصرية ، ويمكنها من بناء تنمية وطنية جذرية حقيقية بسواعد وعقول مصرية .

ان الموقف الاميركي لم يتزحزح قيد انملة يتزحزح عن مواقفها الثابتة ، بل ذهب لابعد من ذلك فيما اعتبر زلة لسان لكيري حين قال :

لابد ان نسعى جميعا لمستقبل اسرائيل , وان السيسي سيستهدف بناء اسرائيل ، في تجل صريح وواضح على ان العدو الصهيوني معسكر اميركا المتقدم, وراس حربة مشروعها الاستعماري ياتي في المقام الاول من الرعاية والدعم الاميركي وليست مصر هي المستهدف .

كما ان غياب الملك السعودي والاستقبال الفاتر للسيسي والحفاوة الملفتة باردواغان الذي تزامنت زيا رته للسعودية مع زيارة السيسي مؤشر على سياسة اميركية جديدة تعيد بعث الحياة للاخوان المسلمين ليلعبوا ادوارا وفق السيناريوهات الاميركية التي تصب في مصلحتها دون الالتفات للمصالح المصرية وخطر الارهاب الاخواني الذي يستهدف تدمير اقتصاد مصر , وفي ذلك وضوح بالغ في ان اميركا غير معنية لا بمصر ولا بالوطن العربي . وان مشروعها الاستعماري يستهدف تدمير الوطن العربي وتفكيكه وليس بناءه , وبان المؤتمركان مجردا من المضامين , ومجرد مسكنات للوكيميا الاقتصاد المصري الذي يحتاج لثورة حقيقية على نهج التبعية لا للمسكنات ومستحضرات التجميل .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات