شكرا


منذ انطلاقة مواقع التواصل الاجتماعي وخدمة الانترنت المنخفضة التكاليف ، والجمهور يمارس هواياته مع هذه الخدمة بطرق كثيرة ولعل من ابرزها أنه أصبح لديه قدرة ومهارة التعبير عما يجول في خاطرة من افكار على كافة الأصعدة سواء الخاصة منها أو الاجتماعية أو السياسية ، واصبحت تلك الوسيلة مصدرا مهما للكثير من الاخبار بعد أن دخل بها السياسين ورجال الدولة .

وشكلت تلك الوسيلة في التعبير عن الرأي مصدرا مهما للأفراد كي يتمكنوا من التواصل الفكري فيما بينهم بعد أن كان هذا التواصل متقصرا على الجلسات الخاصة ، وكان لبعد المسافة دورا كبير في احداث قطيعة اجتماعية وفكرية بين الأفراد ، وهنا اذكر موقفحدث مع ابني قبل سنتين عندما حضر عمه من السفر وكنا في استقباله في البيت ، وعندما أقدم ابني للسلام على عمه شعرت بأن هناك برودة حادة في تحيته لعمه وسلامه عليه ، وعند طرح السؤال الاستغرابي على ابني اجاب بأنه ليلة أمس كان يتحدث مع عمه على موقع الفيس بوك وقام بارسال صورته لعمه والعكس .

وبهذه السهولة من التواصل بين الأفراد وكسر الحدود الجغرافية بين الأفراد في كافة المجتمعات ؛ لم يعد للزمن أو المسافات أية قيمة وبالتالي لحميمية العلاقات الاجتماعية كذلك ، وهذه المقدمة طرحتها بعد أن اصبحنا نشاهد ونقراء كل يوم عن قيام جهات رسمية أو غير رسمية برفع دعاوي قضائية ضد أفراد أو جهات قامت بقذفهم أو شتمهم أو الاساءة اليهم عبر تلك الوسائل الاتصالية ، وعلى مستوى الجوانب الأمنية وهي الأكثر أهمية أصبحت تلك الوسائل الاتصالية مجال مفتوحا للمراقبة من قبل الجهات الأمنية ، والذي شجع ذلك هو قدرة تلك الجهات على تتبع مصدر أية راسلة أو كلمة أو صورة يتم تدوالها عبر تلك السوائل ، مما جعل من وجود دوائر خاصة بالقضايا الالكترونية على مستوى الأجهزة الأمنية والمؤسسات الحكومية والرسمية وضعا قائما على أسس قوية .

وخلاصة الحديث هنا أن القرن الواحد والعشرين أصبح أكثر دكتاتورية وقمعية لحرية الرأي والتعبير مما كانت عليه القرون السابقة بعد ظهور وانتشار الانترنت وتلك المواقع ، واصبح قدرة الدول على مراقبة أفرادها عالية جدا وقوية وذات فعالية ، وعلى صعيد الزمن أو الوقت أصبحت تلك المراقبة تختصر كثيرا من هذا العامل المهم الذي أصبح يتحكم بزمننا الحالي ، وبالتالي لابد من تقديم الشكر لهذه المواقع وللإنترنت ولكن من عليه أن يشكرها ؟.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات