طابور خامس


تمثل ظاهرة المواقف السياسية للكثير من ابناء الأردن نحو كل من العراق وسوريا حالة لابد من بحثها من قبل الجهات ذات العلاقة بالشأن الأكاديمي أولا والسياسي ثانيا ، ويأتي الجانب الأكاديمي وهو المحور الرئيسي هنا من كون أن غالبية من يقفون مع معسكر بشار الأسد أو صدام حسين " سابقا " هم خريجوا جامعتي دمشق وبغداد ، وهما عاصمتي الدولتين اللتين تمثلان هما عربيا أسود وثقيل على قلب التاريخ العربي والإسلامي في القرن الواحد والعشرين ، وهناك من يتمسك والى اليوم بمقولة " من علمني حرفا كنت له عبدا " ، ورغم أنها تمثل اساس العلاقة بين المدرسوالطالب في المراحل الأساسيةفي الدراسة ؛ إلا انها أصبحت وفي مرحلة الدراسة الجامعية الأولى وما يليها محركا رئيس للفكر والانتماء والولاء ليس للمعلم صورة التقليدية بل للنظام السياسي الذي وجد في التعليم المجاني هدفا حقق من خلاله إستمرارية لوجوده وان مسح عن الأرض جغرافيا وسيايا كالعراق ، وللنظام الذي وظف تلك " العبودية " كطابور خامس في الكثير من الدول العربية وخصوصا الأردن .

وهذه الحقائق التاريخية والتي امتدت لأكثر من ثلاثين عاما من التعليم الجامعي فرضت على الكثير من الأنظمة السياسية العربية وخصوصا الأردن واقعا إجبرت على التعامل معه ، من منطلق أن خريجي تلك الجامعات وهم من أوائل خريجي البلد وجدو لأنفسهم مواقع سواء اكاديمية أو نقابية أو جزبية فاعلة على الساحة المحلية ، وهذه الفاعلية جعلت من هؤلاء الأشخاص مؤثرين في اجيال من ابناء الوطن نتيجة لإستمرارية نفوذهم لدى تلك الأنظمة أو ما تبقى منها .

والشيء الملفت هنا أنه ونتيجة لوجود هذه الحقائق التي يقابلها حقائق أخرى تستند على فئة من الاكاديميين اللذين قدمت لهم الدولة فرصا في التعليم والترقي في المناصب الحكومية؛ وجد لدينا في البلد وجهين للسياسة الفردية الخارجية، وهما وحهان أوقعت الدولة في متاهة تحديد اتجاهاتها السياسية الخارجية ، وفي حالة كل من سوريا اليوم والعراق اليوم تمثيل واضح لهذا الانقسام الذي قد يؤدي ولاسمح الله الى انشقاق في الصف الوطني عندما تصل الأمور الى قرارات مصيرية ، وهنا ارجوا ان لانكون نتحدث عن طابور خامس ولكن بنفس اكاديمي يثير الريبة ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات