هيبة الدولة والحمامة


مشهد بسيط وقصير جدا ؛ولكن مدة تكوين هذا المشهد ربما أخذت شهور وسنوات وكل ساعة وربما كل دقيقة من تلك الشهور أو السنوات تم فيها أنتهاك " هيبة الدولة "، وهذا الانتهاك جاء من قبل حمامة واحدة أو ربما اثنتين وجدت في سقف نافذة الطابق الثالث المطل على القاعة الرئيسية لقصر " البهو" العدل في عمان عشا لها ، وكنتيجة طبيعية لوجود هذا الحمامة كان هناك كمية كبيرة من برازها يغطي نوافذ هذا الطابق وقد أخذت شكل الخطوط نزولا وبلون بين الأبيض والرمادي مما جعل ظهورها واضحا للعين كون لون زجاج النوافذ بني . 

كيف انتهكت هذه الحمامة " هيبة الدولة " ؟ ، بكل بساطة جاء هذا الانتهاك عن طريقين؛ الأول تمثل بسوء تنفيذ تصميم مبنى قصر العدل كون الجهة الهندسية المنفذة لم تأخذ بعين الاعتبار أن تلك النوافذ بحاجة للتنظيف الدوري ليس من براز الحمام بل من كميات الغبار التي تسقط عليها لأن البوابة الرئيسية لقصر العدل لايمكن إغلاقها على مدار ساعات العمل اليومية ، ورغم وجود دربزين على الحافة الخرامية للطوابق إلا أن وجودها يؤكد على حقيقة وهي أن تلك النوافذ لم تكن ضمن المخطط الرئيسي للبناء أصلا .

والطريق الثاني تمثل بأن براز تلك الحمامة قدم لكل من يشاهده صورة ذهنية عن طبيعة الأداء الحكومي في علاقتها مع المال العام ، وهي صورة أكدتها الحمامة وبرازها بأنها سلبية أفقدت " هيبة الدولة " عند كل من شاهدها أحد ركائزها كدولة تخطط للأمام وتأخذ بعين الاعتبار كل المتغيرات التي تحدث على مدار السنوات القادمة ، وخصوصا جانب الصاينة الدورية لهذا المال العام .

وهنا لن نتحدث عن مشاهد أخرى تؤكد فقدان " هيبة الدولة " داخل قصر العدل من مثل ؛ برابيش مكيفات الهواء تنولق على جدران القاعة الرئيسية بعشوائية واضحة ، واهتراء الحواف السفلية للبوابة الرئيسية للمبنى ، ووجود كتاب الاستداعات الذين يفترشون الأرصفة الأمامية لقصر العدل وهم يؤدون دور الدولة ومن باب " الاسترزاق " ، وأخيرا كم هي المشاهد التي تمر امامنا ويتم فيها انتهاك هيبة الدولة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات