تحايا وحكايا للمرأة


تحية للمرأة بتقدير جهدها وصبرها وعطائها، وتحية لها وهي تعلم أنها الفاعل الأساس وقطب الرحى في التكوين, وبأنها المتفاعل الإيجابي في المشهد الإنساني المتغير بكل تجلياته. تحية طيبة مباركة لها وهي تدرك المتغيرات ومتطلبات الحياة المتحركة كما الديمغرافيا والعادات والسلوك والتكنولوجيا. وتحية لها وهي تعلم علم اليقين أن لها منظور ثابت وآخر متغير. ففي المنظور الثابت أن المرأة, هي الأم وان علت والابنة وما ولدت وتناسلت, وهي الأخت والزوجة والحبيبة الملهمة ومصنع الأجيال. وهي مصدر النطق في اللغة وفهرست الحياة. وهي الرحمة والسكينة ومكامن الفعل وردات العواطف والشجن, وهي ابتسامة الكون ودمعة الحزن والشفقة, كما هي السر المعجز في الوجود الإنساني. يهتز لها وتر الوصل فيوصل من وصلها ويقطع من قطعها بأمر ربها. وهي المروءة والشجاعة والشرف الرفيع وهي البصمة الجينية من الأرحام إلى الأرحام. ويعلم البشر أجمعين, أن هذا المشهد هو ثابت ومستقر في اليقين, لا يتبدل ولا يتحول ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا. وعليه, تبقى المرأة هي الجمال والحبور والحضور وفاكهة الحياة, وهي السكنى بجعل ربها للحب وروع الرجال, وبلسم ما بعده بلسم للوصل والمعايشة مع مشقات الحياة. إنها الفاتنة والومضة والبريق والصديق والجليس, وسلوى الهم والحزن, وليست الفتنة كما يكيد لها النساء والرجال, كلما حل الخصام بدل الوئام. وفي الحاضر المعاش, تحية لها وهي تتصدر ناصية الإعلام و نقل الخبر, تزين الشاشات وتزدهي بها الأحداق وتسافر فيها العيون ويطرب إليها السامعون. تحية لها وهي تعلم ان معشر الرجال, يريدونها زوجة مدبرة لا مبذرة وفاعلة لا مراقبه ومربية وناصحه. وسلام على الرجال الصيد، إن تفهموا الواقع الفطري للمرأة، ولم يتبرموا منها وبها، وهم يعلمون أن المرأة مفطورة على الكماليات والمظهر والسعي، طلبا للكمال في قدها وموجودات بيتها, وإدارة شؤون تفاصيل الحياة المتعبة, لحظة بلحظة ومستجيبة للذوق وللمذاق في إعداد لذيذ الطعام لمن تحب وتهوى, راضية مرضية. وهي معرضة بشكل دائم للتقييم وللنقد, والمشابهة والتقليد، اصبروا عليها, يرعاكم الله !


أيتها المرأة ألأردنية, أقنعي أبنائك وزجك وأخوتك وعشيرتك والناس أجمعين بجدارتك وقدرتك على تمثيل الأزمة الطاحنة من حولك, مثلما أقنعت الجميع بالأمومة والتربية والطبابة والتدريس, وكنت حتى عهد قريب الرديف في الزراعة, عصب الإنتاج في الحقول وجني المحصول. أرفضي المغالاة في التكاليف الباهظة, لمشهد الزواج, كالحفلات التي تنقضي خبرا ومظهرا ولا تفيدي منها ومن حولك جوهرا. ولا ترضي وتقنعي "بالكوتا" النسائية في الانتخابات المحلية والبرلمانية فأنت أكبر من رقم يمنح إليك ليداري المشهد ويواريه. حصتك الكاملة 50% بالتمام والكمال, اسعي إليها بإقناع من حولك لانتخابك بقدراتك المثبتة بجهدك ومضاء عزمك علاوة على انك نصف الامة، ولا تتخذي المرأة صديقة لدودة لك أولا", ولا الرجل منافسا" حميما ثانيا, تحسبينه فحلا" ذكرا" وحسب ! بل اتخذيه الشريك والأنيس والثقة الموثوق كلما استطعت إلى ذلك سبيلا, فبيت الرجل جنته كلما كنت حوريته أنت يا عزيزتي. أعيدي أبنائك وبناتك إلى سفرتك بعيدا" عن الوجبات السريعة "الدليفري" التي يعتاد عليها أهل بيتك رويدا فرويدا. اجعلي البيت جنتك والرحمة المهداة لمن هم في معيتك, ولا تتوجسي قلقا ولا خوفا, وتعدي العدة لمطاولة الرجال ! فلكل دوره سيدتي, ولكل جهده ومقدرته. فسلاحك أمضى في الحب, ودمعتك هي سر قوتك, والأمومة مجس إلهامك وحضنك مهد العاطفة الأبدية. أما ابتسامتك فهي مستقر للأمل والعزيمة ومهبط الرجاء. إليك مني أجل التهاني وأحلى الأماني بعيدك في يوم المرأة العالمي وكل ايامك من السنة، وانت الرحمة المهداة للكون في الحياة الدنيا, والجائزة للفائزين بالتقوى في الدار الاخرة وهي الحيوان في كتابه وكلماته جل من قائل، ورحمة الله على الأمهات والجدات الغائبات عنا, الحاضرات في رحمة الله وملكوته. وكل عام ولحظة وأنت بخير وسرور ووئام، وطبت كما جعلك الله في آياته شقيقة النفس مزدوجة مع الشق الآخر في عالم الخلق والتكوين "النساء من انفس الرجال" مصداقا لآيات الله المحكمات التامات في كتابه الكريم " ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون"



تعليقات القراء

اخي الكاتب
انا امرأة وما تقوله عن النساء صحيح ولكن لاتزال هناك نظرة دونية للمرأة بأنها دون الرجل وان بدأت تخف وفي طريقها الى الزوال ان شاء الله
11-03-2015 05:08 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات