دائما يقال في تحديد العلاقة ما بين الأنظمة السياسية والجماعات أو الأفراد سواء السياسية منها أو الاعلامية؛ بأن هناك سكة حديد تتمثل في توجهات وسياسات تلك الأنظمة والمطلوب من تلك الجماعات أو الأفراد السير عليها كي تتحقق ثوابت وجذور تلك العلاقة ، وفي حال قيام أي من تلك الجماعات أو الأفراد مخالفة تلك السياسات أو التوجهات فأنه بذلك يخرجون عن تلك السكة ، والنهاية تشابه لحد بعيد خروج القطار عن سكة الحديد نهاية كارثية وقاتلة ولا يمكن إعادت سيرها على تلك السكة دون أحداث تغييرات كبيرة في هيكل تلك الجماعات أو الأفراد ، وربما تصل الأمور الى إلقاء تلك الجماعات أو الأفراد في سكراب تلك الأنظمة السياسية واستبدالها بشيء جديد كي يبقى القطار يسير على السكة .

وفي الأردن يوجد امامنا الكثير من تلك الحالات التي خرج بها أفراد أو جماعات سياسية وإعلامية عن سكة الحكومة ، وكانت نهايتهم تدهور مروع وكارثي أدى لتغيير كبير في هيكال هؤلاء الجماعات والأفراد ، ووصل الأمر في حالات معينة أن تم القاء تلك الجماعات وهؤلاء الأفراد في سكراب الدولة ، وما يحدث مع جماعة الإخوان المسلمين في الأردن يمثل تطابق واضح لحالة خروج القطار عن سكته ، وهو قطار استمر بالسير على تلك السكة لأكثر من سبعين عاما وهو يتنقل بين محطات الوطن الكثيرة من يمين ويسار ووسط ، وقد وصلت احدى محطاته لمجلس النواب ولبعض المناصب الحكومية ، وكانت أخر مظاهر تغيير سكة مسار هذه القطار أو ما يطلق عليه " التحويلة " التي تؤدي للفراغ ومن ثم الهاوية هي موقف الجماعة غير الواضح من " داعش " وعلاقتها بجماعة إخوان مصر ، وأخيرا وجود رغبة رسمية في وصول القطار الإخواني لطريق مغلق على سكة حديد الوطن .