يا فؤادي لا تسل اين الوطن


منذ عصور وعلى أطلال الخطابات السياسيّة ونحنُ نقولُ أنَّ غد الاردنٍ أفضل وأنّ ارثَ الرصاصةِ الفارغة سيُخيفُ أحداً ما تجوّل هناك يتربّصُ أضلع قاصرة بين متاهات الوطن الحائر في قلوبنا,ولكن الرصاصة الحقيقية التي أُطْلِقَتْ من فوّهاتِ متسلقو الازمات المفتعلة في حجرات الوطن قد برهنوا انّ ميراث الخيانة قائم ويُثْبِتُ نَفسهُ في ثقافة السيوف والخناجر....

لم تُصْنع فزّاعةُ الفقرِ الا بنقصٍ من ايمان ولم تُكْتَبْ صفحات فساد الا بأيدٍ لم يُقامُ عليها حد السرقة جيلاً ما..هناك في مؤتمر غاب عنه شعر الصعاليك نسجوا على هواء الحريّة الغربية نموذجاً فاسقاً في عشق وطن تنازلوا فيه عن شرف أخر رسالة...
افتاءٌ بعنوان ديني أرْهقَ عقولنا الحالمة و تقبّلتهُ قلوبنا الجبانة أسقطه شرعنا الثقافي تاريخياً قبل ان تُرديه آيات قرأنية كافراً في انتظار ويل...لم يكن الحجاب فيه موضوعه المباشر حين تعرّت فيه المبادئ والقيم..

لم يكن هبوطنا حراً بل كان أضطرارياً حين أصاب جسمنا العربي خلل فني سياسي بين القومية واللاقومية, فكان توحدنا كذبة اجتماعية عبّدتهُ معاذات الارهاب دربا جديداً لعصر الفساد والخيانة بداعي الامن والتصوف المالي....

لقد شبعنا مصطلحات الانتماء حين اوصلتنا الى فقر الاخلاق و الامعاء وفي صراحة سكرات الموت لا بد اننا قد ساهمنا جميعاً في حياكة النسيج الوطنيّ الواهن الذي سيلاقي مصيره العفن قريباً حين يتخلى عنه راعوا الرذيلة وحين فجر من النور قد يطلّ.....

ليس هناك ما ننتظره سوى وهم ساذج قد أنتظره شهداء القيلولة حين جاهدوا بتصريح سياسي وعلى نياتهم يرزقون... وليس هناك ما ينتظره المثقفون سوى تعديل يتلوه تعديل في أسماء تجارية رفضت صفقة آلهية في شراء الجنة....

لم تكتب الحلول يوماً على قوالب الحلوى بل أنّ احمرار الدم قد رتل بريحة مسكه تحرير امّة هكذا مصدرنا حين أقفلت ابواب الاعتراف والاستسلام....

لم يكن الأقصى يوما وصاية بل تنزيل ربانيّ لمعجزة السماء في الارض حين بات اسرائه في سيساستنا الرخيصة حائطا يهودياً ....
العبقريات الوطنية التي يعتقدون انها جائعة وخائفة هي في الحقيقة قد أُتْخِمَت من بلاهتهم وفي رقية شرعية لن ينالها شياطين الانس والجن...قريباً سنعود......



تعليقات القراء

ابو مازن
مقاله جميل ومميزه شكرا للكتب الفاضل !
03-03-2015 10:36 AM
ابو مازن
مقالة جميلة ومميزة شكرا للكاتب عبد الهادي شنيكات !! دوما كتاباتك معبره وذات مغزى هام
03-03-2015 10:41 AM
م.م . مشاقبة
شكرا ايها الكاتب الفذ،من اروع ما قرأت من مقالات، فكل سطر فيه حكمة، بل كل كلمه في مكانها تنطق بوجع طال، ولكن يا صديقي الكاتب لا تقل فجرامن نور قد يطل، بل سيطل حتماً، وعندها سنجر كل الفاسدين في الشوارع.
03-03-2015 10:10 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات