غرايبة يكتب: فخار " الإخوان " !


خاص - كتب أدهم غرايبة - يتنافس محمد الشاكر , المتنبئ الجوي الاردني الصاعد و المحترف , مع " الاخوان المسلمين " في الاردن على الظهور الإعلامي اليومي , كلاهما أصبحا يظهران اكثر من دعايات الشركات التجارية على وسائل الإعلام !

يطيب للحكومة , حتما , و إعلامها ما ظهر منه و ما بطن تداول و رصد اي تصريح او تلميح او مقال او خبر يخص أزمة "الإخوان – فرع الأردن " لغايات تحويل الأنظار عن الأزمات الإقتصادية و الفشل الإداري من جهة , و من باب التشفي بجهة تعارض الحكومة على نحو ما من جهة ثانية , و تنفير الناس من العمل السياسي المنظم عموما, لبقاء الناس مشتتين ليبقوا بلا تأثير, من جهة ثالثة .

الصراع القائم اليوم بين " الجناح الوطني " في تنظيم الإخوان المسلمين في الاردن و أعداءه الأخرين ممن لا يعيرون الهوية الوطنية الاردنية و مصالح الدولة اي إعتبار , و يقدمون مصالح التنظيم العالمي على اية مصالح أخرى , ليس صراعا جديدا . بل انه أخذ مداه و عبر قادة المبادرة الاردنية للبناء " زمزم " قبل بضع سنوات عن مخاضات هذا الصراع و حظيوا بوابل من التهم و الوعيد الذي لم ينفذ, لأن وجهة النظر التي تقدمها " زمزم " تحظى بالتداول و القبول العام على أقل تقدير .

التنابز بالألقاب بين أطراف الصراع الإخواني و جوهر شقاقهم يقوم على أساس " الموقف الوطني " , و هذا بات واضحا في اللغة التي يستخدمها قادة " زمزم " الذي أدركوا أن ثمة تغيرات جوهرية في الخطاب الشعبي عبر عنها بيان الأول من أيار المجيد و بدايات الحراك الشعبي قبل أن يتم حرفه عن مساراته و تشويهه و اجراء عمليات انزال متعددة الاطراف و الغايات . " الموقف الوطني " لا يمت بصلة للاصول و المنابت التي نعرف معانيها التقليدية , لأن الإنقسام الحاصل هو إنقسام أفقي لا إنقسام عامودي إجتماعيا و ان كان على نحو اقل مما نتمنى . بمعنى أن بعض الأردنيين من اصول فلسطينية ينخرطون في " زمزم " و يقفون بلا هوادة مع مسألة حسم الهوية الوطنية لأنهم يدركون ان هذا الحسم ضروري لغايات منع مشاريع التسوية على حساب الاردن و اهله , و هو أساسي لمنع إقتلاع الفلسطينيين من وطنهم التاريخي . مثلما أن بعض الأشخاص في تيار التأزيم بجماعة الإخوان من أصول " شرق اردنية " تكفر بالدولة و لا تعنيهم مصالحها .

لا يمكن لأي وطني أردني , أيا كان أصله , أن ينظر لما يجري من " غزوات إعلامية " و تهويشات تنظيمية و بوادر إنقسام غير مسبوق في تاريخ الحركة الاسلامية على قاعدة " فخار يكسر بعضه " !

ربما لأن فخار الإسلاميين , تحديدا, حينما يتكسر يصيبنا بعض الاذى من شظاياه , سيما ان تيارا في تنظيم الإخوان يرى أن الجو مناسب تماما لمزيد من التطرف و تفعيله في ظل النقمة العامة على احوال الدولة و تردي الأحوال المعيشية و بوجود تنظيمات أخرى خارجية تستطيع توفير ما يلزم .
مثلما لا يمكن , منطقيا , ان يبقى فخارهم متماسكا سيما ان الصراع يتصاعد يوميا و يتجه للإنقسام .

من غير المنطقي فعلا أن يبقى قادة " زمزم " العقلانيين و الداعين للإنفتاح و المتمسكين بنهج وطني و المرحبين بالشراكة من القلب لإنقاذ الاردن عبر النضال السلمي المشروع ضمن مجموعة لطالما احتقرت المشاركة السياسية مع من يختلفون معها في توجهاتها و تسخرهم لغاياتها فقط و تنظر لهم على انهم " جوييم " حتى لو أنهم يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و يحجون البيت ! فإذا كان هذا التنظيم ينكر تضحيات و جهود مراقبة العام الأسبق الاستاذ عبد المجيد الذنيبات و يغمز من قناة قادة " زمزم " - و هم من كبار قادة الاخوان ايضا - فما بالك بتعامله مع من يخالفه من خارج هيكله ؟!

الصراع المتأجج اليوم استشعر به افراد من اليسار الوطني قبل سنوات و نظروا له و رحبوا به و شجعوا على قيامه لانهم يشاركون" زمزم " موقفها الوطني و همومها الاجتماعية و ينفر كلاهما من اداء الحكومات و المعارضة التقليدية على حد سواء التي لا تعنيها مصالح الاردنيين . و لذا فإن فرصة تاريخية تبرز لتشكيل تيار سياسي متنوع الايدولوجيات و المواقف الفكرية لكنه متوحد بالموقف الوطني و كل ما ينقصة هو ان يبدأ بنية صافية بحوارات عاجلة , مستثنيا كل الاشخاص الذين تحوم حولهم شبهات الفساد حتما .



تعليقات القراء

م . م
كلام للتأمل حقا .
24-02-2015 12:33 PM
ababneh
nice
24-02-2015 03:26 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات