جراسا -

من مراسلنا في رام الله - نهاد الطويل - قال عضو اللجنة المركزية ومفوض العلاقات الدولية بحركة فتح نبيل شعث اليوم الاثنين إن السلطة الفلسطينية تواجه أزمات حقيقية مركبة ومعقدة ما يمنعها من القدرة على تحمل مسؤولياتها الوطنية تجاه شعبها الى جانب تحمل تبعات التنسيق الأمني مع الاحتلال.

ولفت شعث بأن مسألة التنسيق الأمني مع "اسرائيل" سيتم طرحها بقوة في اجتماع المجلس المركزي الذي سيعقد في بداية الشهر القادم.

وجدد شعث في تصريحات هاتفية لـ"جراسا" على أن التنسيق الأمني مرتبط بإنهاء الاحتلال وانسحاب كامل للاحتلال من القدس الشرقية وحدود الـ 67.

وفي رده على سؤال لـ"جراسا" حول العقبات التي تواجه اعمار قطاع غزة المحاصر،حمل شعب  "إسرائيل" المسؤولية في هذا الملف.

ولفت شعث الى إن القيادة الفلسطينية لم تتخل عن مسؤولياتها في إعادة اعمار غزة، كما أن عباس يطالب الدول بالاعمار بالسرعة القصوى،مطالبا في الوقت ذاته حماس بتسهيل مهمة لجان الإعمار أمام، داعيا لتحمل المسؤولية وتعميق الحوار السياسي بين الأطراف الفلسطينية والسير نحو الوحدة الوطنية.

وعن الأزمة المالية التي تواجهها السلطة كشف شعث على أن السلطة اتفقت مع دولا غربية لمنحها قروضا مالية بدون فوائد، على أن يتم تسديدها مباشرة في حال أفرجت"إسرائيل"عن مستحقات الضرائب المحتجزة لديها.

وأكد بأن الدول الأوربية وافقت على ذلك، ما يجعل تلك الدول ضاغطا على "إسرائيل" بالإفراج عن العوائد الضرييبة المستحقة للسلطة وبالتالي سداد القروض الأوروبية.ته

كما أكد على ضرورة الدعم الأوروبي والعربي للسلطة كي تستطيع الوفاء بالتزاماتها وحل مشكلة الرواتب من خلال التنسيق مع الدول العربية.

وتطرق شعث إلى الحديث عن محكمة الجنايات الدولية قائلا: "سنذهب إلى محكمة الجنايات وشكلت لجنة لهذا لغرض" مشيرا إلى أن (إسرائيل) ترفع دعاوى قانونية ضد السلطة في المحاكم الأمريكية للمطالبة بتعويضات.

وحمل شعث المسؤولية للولايات المتحدة لإحباطها جهود الحوار مع وزير خارجيتها جون كيري التي استمرت (9 أشهر).

وقال : "إن الولايات المتحدة تستطيع تهديدنا بقطع الأموال والمساعدات، لكنها لا تستطيع إجبار إسرائيل على وقف الاستيطان".

وفيما يتعلق بالانشقاقات داخل حركة "فتح" أعترف شعث ضمنيا بوجود انشقاقات عميقة وتيارات انقسامية تعصف بالحركة متمهما في الوقت ذاته من وصفه بـ"المفصول" محمد دحلان بالعمل على تدبير إنشقاق وانقلاب داخل الحركة.

وقلل شعث من حجم القاعدة الفتحاوية التي يحظى بها القيادي دحلان - المفصول والمطلوب للقضاء الفلسطيني .

وأكد شعث أن حركته عصية على الانشقاق، وكل من انشق ذهب لمزبلة التاريخ، وليس لديه سوى بديل من بديلين:" ينتهي من العمل السياسي يا يلاقي دولة تموله."

وأكد شعث على ضرورة التصدي تنظيمياً واعلاميا لمحاولات شق وحدة حركة فتح.

وعن علاقة حماس ودحلان قال شعث أنها علاقة "نفاق ومصالح عابرة سرعان ما تذهب مع الريح وهي مبنية على الكذب".

وحول عجلة المصالحة المعطلة اعتبر شعث أن الظروف توحي بأنه لا بد من العودة للمصالحة لتحقيق مصلحة الطرفين في غزة والضفة"معربا عن أمله في أن يتمكن وفد منظمة التحرير الفلسطينية من السفر الى غزة في القريب العاجل للقاء مسؤولين في حماس وبحث ملفات المصالحة.

وكان شعث أكد في تصريحات سابقة ان حركته مستعدة لوضع ضمانات من اجل الوحدة الوطنية مع حركة حماس في سبيل إنهاء الانقسام الفلسطيني بصورة جذرية.

وأكد شعث المتواجد في مدينة رام الله نحن ندرك ان الانقسام الفلسطيني احدث حالة من الانقسام الاجتماعي الداخلي، على اثر تراكم الـ8 سنوات، ونحن مستعدون لوضع ضمانات دولية او إقليمية وتختار حماس الدولة التي تريد لأجل هذه الضمانات، بعد تسليم قطاع غزة، إذا كانت تخشى من ردة فعل بعد 8 سنوات من تراكم الانقسام الفلسطيني، مضيفا "حركة فتح والسلطة الفلسطينية حريصة على اعادة اعمار غزة، والمساهمة في دفع عملية الوحدة الوطنية، ويجب ان يكون هناك ردة فعل ايجابية من حماس ويجب عليها ان تخرج عن ترددها تجاه الوحدة، هي بالفعل تريد الوحدة ولكنها لا تعمل عليها وتريد ان تبقى مسيطرة على غزة.