نسوان اخر زمن
ايتها السيدات مشان الله لاتواخذني بنفسي كلمتين بدي اقولهن مش لقصد بس حتى استريح
كان الناس يتزوجون (بطيخة) لا يدرون إن كانت قرعة أو حمراء.. ولكن الزواج يدوم طيلة العمر، أما في هذه الأيام فإن الناس يتزوجون (على السكين) وبعد زواج بالمجهر، ولكن الزواج ينتهي بعد بضعة اشهر أو سنوات على أبعد تقدير. ياستات
الفرق بين سيدة الزمن السالف والحالي كالفرق بين الزهرة الطبيعية والأخرى الصناعية. فأيهما الأحسن؟
بين يدي صورتين..أحدهما لجدتي يوم كانت صبية فيها من غبش التصوير ما فيها عندما كان المصور امام بلدية اربد ابو جواد يدخل رأسه في كيس أسود اللون ولا أدري ما الذي كان يفعله فيه وهو يحرك يده ويومئ لي قربت قربت لكي يخرج لنا صورة قرد بدل الإنسان.. والأخرى لصديقة يوم كان فن التصوير على شيء من التقدم.في ما اسموه استوديو اللوتس
ورغم أن الصورة الأولى لم تستخدم فيها تكنولوجية التصوير الحالي فقد كانت جدتي جميلة.. عيناها تمتد عريضة مثل عيني بقرة هولندية مكحلة.. وقد استخدمت لتكحيلهما (مرودا) و خدودها موردة مثل التفاح، وفمها الضيق مثل زهرة برية لم تتفتح بعد، وحاجباها..آه من حاجبيها..إنهما مثل منجل الحصاد مرسومة على ورقة من البردي الفرعوني الجميل.. ويمتد عنقها عبر (الشال) الأبيض الذي تعتمره كأنما هي ملاك قادم من السماء لكي يمسح جراح الآخرين.
أما الصورة الأخرى.. تلك التي صديقتي ، فإنها تزخر بمزيج من الألوان مثل قوس قزح ،ورغم أنها كانت قد جاوزت الثلاثين عندما تصورت إلا أنها من الواضح قد استخدمت كل الأدوات التي تجعل المراهقين يغرسون أظافرهم في حجر البيت عندما ينظرون إلى الصورة.
(فالريميل)الذي استخدمته لتزيين عينيها كأنما صنع خصيصا لها في باريس، وعلبة البودرة الحمراء التي استخدمتها قد جعلت خدودها مثل تفاح الجبل ولكنه دون طعم.. ورموشها .. يا عيني على رموشها .. كانت واقفة مثل النخيل على شط العقبة فإذا ما لامستها حقيقة خزت يدك كأنما هي مجموعة من المسامير مرشومة على جفنيها، ورغم أن عينيها ضيقة فإنهما في الصورة قد أصبحتا مثل فناجين العسل.. واسعة وعريضة وذات حواف مخطوطة (بالبيكار) وبين الجدة والصبية تلك
.. كانت هناك المشكلة، فقد كان الناس يتزوجون (بطيخة) لا يدرون إن كانت قرعة أو حمراء.. ولكن الزواج يدوم طيلة العمر، أما في هذه الأيام فإن الناس يتزوجون (على السكين) وبعد زواج بالمجهر، ولكن الزواج ينتهي بعد بضعة اشهر أو سنوات على أبعد تقدير..
ورغم أن الناس كانوا يتبعون حيلا يوقعون بها بعض البلهاء ..كان يتزوج الرجل فتاة جميلة رآها وهي تحصد بحقلها ثم يكتشف ليلة الدخلة بأنها قد تبدلت بأخرى، ربما كانت بعين واحدة أو مقطوعة الرجل أو حتى ضريرة أو تكتنفها الأمراض أو مقعدة أو غير ذلك.. إلا أن الزوج كان يرضي بنصيبه فيمضي طيلة عمره وهو يخدم زوجته الجديدة ولا يفكر في طلاقها لأن نصيبه قد قاده إليها.
أما في هذه الأيام، فقد يكتشف الرجل بعد الزواج وتحديدا في الأسبوع الأول أن الفتاة التي اختارها قلبه والتي حفيت قدماه وهو يحاول إقناعها بالزواج منه قد أفاقت من نومها دون أصباغ وظهر (القرد)على حقيقته فإنه ينسرب إلى أول قاض شرعي في طريقه لكي يقول له (امرأتي طالق بالثلاثة ,
ليس ذلك فحسب.. بل إن أخلاق المرأة السالفة في بيتها تختلف اختلافا كليا عن أخلاق المرأة الحالية.. ليس بفعل التطور أو تقدم الزمن، ولكن بفعل بساطة الأولى وعنجهية الثانية.
وربما كان السبب الرئيسي في ذلك أن الأولى لم تستطع أن تغطي عيوبها مثلما تغطيها المرأة الحالية.. فقد كانت الأولى متواضعة إلى درجة الهبل، أما في هذا الزمن فإن المرأة (هبلة) إلى درجة التواضع.
وقد كانت الأولى صادقة في كل ما تقوله وما تفعله.. بسيطة .أما الثانية فإنها تكذب حتى تصدق هي كذبتها.
المرأة في ذلك الزمان كانت تدرك أنها جميلة .. ومع كل ذلك فإن هذا الجمال كان جمالا متواضعا تعرف أن الله منحه لها لكي تعطيه لزوجها فقط.. أما في الزمن الحالي، فإن الله إن منحها مسحة من الجمال فإنها تذرع الشوارع جيئة وذهابا لكي يشاهده الناس ويغدو منظرا لكل من هب ودب.. ليس ذلك فحسب ..فالأولى كانت تدرك أنها جميلة أو بشعة، تعرف ذلك جيدا فترضى بما قسمه الله ، أما الثانية فإنها إن كانت بشعة فإنها تظن أنها أجمل ما خلق الله ..إذ يكفي أن تكون جميلة في نظر نفسها، وقد يتعوذ زوجها من الشيطان عندما تنهض من نومها دون أصباغ، فعينيها ضيقة ولكنها تظن نفسها أنها فريدة عصرها وقائدة عسكرها.. ووجهها مسطح مثل مسطرة عليها أرقام حسابية، ولكنها تظن أن هذا الوجه فريد في شكله ونوعه وتخلق منه أسطورة بين صويحباتها.. وخدودها بارزة مثل المسامير في أكفان الموتى ولكنها تظن أن تلك الخدود مثل التفاح الشامي عقوله جدتي المروي على طريقة مطر السماء، وليس على طريقة التنقيط الحديثة.. وجسدها (مدعدر) هنا ومسحوب هناك مثل (سيجارة اللف العربية الهيشي دبل حواكير )ولكنها تقف أمام المرآة ساعات طويلة لكي تتغزل بجسمها الملفوف مثل لفات الخس الطرية المتناسقة ..فإن قلت لها غير ذلك فالمصيبة قد تقع .. وقد تطلب منك الطلاق فحاذر!!
وقد تلجأ امرأة العصر الحديث إلى محاولة تغييب عيوبها كأن تلبس مشدا محزوقا عليها وتحشر نفسها فيه فتغدو مثل (الروبوت المتنقل) أما سيدتنا القديمة فقد اختارت أن تستنشق الهواء العليل وتأكل الطعام الطبيعي الذي لا تخالطه الكيمياء فغدا جسمها ممشوقا مثل مطرق الرمان الطري.او شجرة الحور اسم الله عليها
أما في العمل فحدث ولا حرج.. فلا ينكر أحد أن المرأة الأولى كانت عاملة في حقلها أو حتى (حاكورة)بيتها.. وقد تتسخ ملابسها وقدميها (لأنها كانت تسير في معظم الأحيان دون حذاء) ولكن المساء عندها شيء آخر.. فقد كان الزوج يأتي لكي يرى امرأة مختلفة عما شاهده في الحقل.. نظيفة الثياب والوجه والخلق.
أما في عصر ( الحب غير العذري) هذا فإن المرأة ترسم جسمها في العمل على (البيكار) وتتحدث إليك بكل إتيكيت الكلام الجميل، ولكنها في بيتها شيء آخر، إذ ما أن تأتي إلى فراشها في الليل فإن رائحة الكلوروكس وأدوات التنظيف او البصل والثوم وريحة الملفوف تجعلك تقفز من فراشك بحجة أنك سوف ترى برامج التلفزيون وفي الحقيقة أنك تهرب من هذه الرائحة.
وقد كانت الأولى ترضى بالقليل القليل إن كان زوجها معسرا ، ففستان واحد في السنة ربما يكفيها شر الموضات التي تقتلنا في هذه الأيام ، وقد يأتي لها الزوج بفستان آخر على عيد الأضحى أو الفطر أو الفصح أو أي عيد آخر، فترضى وتبتسم وتشكره ويكمن في قلبها دفق من الحنان والحب الذي لا يتصوره إنسان.. أما امرأة اليوم فإنها تكدس الفساتين والذهب والخواتم والصباغ والدولارات والليرات، ولكنها في النهاية تلقي بكل فساتينها وأحذيتها في أكياس الزبالة لأنها لم تعد تجاري الموضة، فقد تغير كل شيء في هذا العام عن العام الماضي ولم يعد ملائما لها.
وقد نتحدث عن الفشخرة الكاذبة.. فالمرأةبالأمس كانت لا تعرف معنى كلمة (الفشخرة) إذ كان الناس يعرفون إن كان زوجها غنيا أو فقيرا منذ اللحظة الأولى التي ينظرون فيها إلى وجهها، فقد كان الوجه مرآة صادقة لما في داخلها. أما اليوم ، فلم تعد تعرف إن كان الزوج غنيا أو فقيرا، بسيطا أو متعجرفا، وذلك بفعل ما تقوم به زوجته من خراب لبيته لشراء ما يجاري جاراتها أو من تعرفهن من النساء.
فإن اشترت أم ..... فستانا بخمسمائة دينار مثلا، فإن ...... يجب أن تشتري نفس الفستان بنفس المبلغ، فجارتها ليست أحسن منها، وحتى وإن كان زوجها لا يمتلك الدنانير المطلوبة فإنها على استعداد لأن تجبره على الاستدانة حتى تبقى في نظر جارتها غنية وتلبس احدثالصيحات .
وقس على ذلك ما يمكن أن ينطبق عليه الوضع، فإن اشترت إحداهن تلفزيونا جديدا أكبر من تلفزيون جارتها فهي تريد مثله، وإن عطست جارتها فيجب أن تعطس مثلها .. وإن اشترت شيئا حتى وإن كان كماليا لا يستفيد منه البيت فيجب أن تشتري مثله .. وكم من النساء يملأن أكياس القمامة بأشياء دفعت أثمانها آلافا من الدولارات يوم كانت محتاجة لتلك الأشياء ثم استغنت عنها لأنها لا تريد أن تكون (متخلفة) وتستخدم تكنولوجيا قديمة كما تقول .
وأخيرا.. هل امرأة اليوم هي حفيدة امرأة الأمس.. أغلب الظن أن ذلك مشكوك فيه، فمن حيث عملية التطور والخلق فهو صحيح . أما من الناحية السيكولوجية فذلك أمر آخر، إلا ما ندر ولكل قاعدة شواذ.
جدتنا، أما المرأة الحديثة فهي زوجتنا وأختنا وربما كانت أمنا، ولكن الذي يظل قائما ولا مجال للتغيير فيه، أن المرأة الحديثة لا تحتمل النقد ولا تحتمل قولة الحق ، فبعد كل هذه الطائفة من المجانسة والمقارنة، فإننا نعرف أننا سوف نتلقى العديد من المكالمات الهاتفية من نساء بعضهن يشتم ، وبعضهن يسخر.. والبعض الآخر ممن بلغ بهن السن حدا أصبحن فيه كاملات العقل.. سوف يقلن لنا بارك الله فيكم..) قلتم ما لم نستطع قوله ( لكناتنا ) اللواتي استولين على أبنائنا ويعاملوهم كما تقولون في مقالتكم هذه.
ويقينا أننا مع العجائز في آرائهن، فهن الخير والبركة.. وهن اللواتي فتحن لنا الطريق إلى هذه الحياة بخيرها وشرها.. حلوها ومرها.. وهن اللواتي تحملن من عبء الحياة ما لم تحتمله المرأة الحديثة التي عاشت وتعيش على الحليب والبسكويت (السيريال) إضافة إلى الهامبورغر والهوت دوج والمشاوي المحروقة حتى لا تتخن أو يختل جسدها. ولله في خلقه
pressziad@yahoo.com
ايتها السيدات مشان الله لاتواخذني بنفسي كلمتين بدي اقولهن مش لقصد بس حتى استريح
كان الناس يتزوجون (بطيخة) لا يدرون إن كانت قرعة أو حمراء.. ولكن الزواج يدوم طيلة العمر، أما في هذه الأيام فإن الناس يتزوجون (على السكين) وبعد زواج بالمجهر، ولكن الزواج ينتهي بعد بضعة اشهر أو سنوات على أبعد تقدير. ياستات
الفرق بين سيدة الزمن السالف والحالي كالفرق بين الزهرة الطبيعية والأخرى الصناعية. فأيهما الأحسن؟
بين يدي صورتين..أحدهما لجدتي يوم كانت صبية فيها من غبش التصوير ما فيها عندما كان المصور امام بلدية اربد ابو جواد يدخل رأسه في كيس أسود اللون ولا أدري ما الذي كان يفعله فيه وهو يحرك يده ويومئ لي قربت قربت لكي يخرج لنا صورة قرد بدل الإنسان.. والأخرى لصديقة يوم كان فن التصوير على شيء من التقدم.في ما اسموه استوديو اللوتس
ورغم أن الصورة الأولى لم تستخدم فيها تكنولوجية التصوير الحالي فقد كانت جدتي جميلة.. عيناها تمتد عريضة مثل عيني بقرة هولندية مكحلة.. وقد استخدمت لتكحيلهما (مرودا) و خدودها موردة مثل التفاح، وفمها الضيق مثل زهرة برية لم تتفتح بعد، وحاجباها..آه من حاجبيها..إنهما مثل منجل الحصاد مرسومة على ورقة من البردي الفرعوني الجميل.. ويمتد عنقها عبر (الشال) الأبيض الذي تعتمره كأنما هي ملاك قادم من السماء لكي يمسح جراح الآخرين.
أما الصورة الأخرى.. تلك التي صديقتي ، فإنها تزخر بمزيج من الألوان مثل قوس قزح ،ورغم أنها كانت قد جاوزت الثلاثين عندما تصورت إلا أنها من الواضح قد استخدمت كل الأدوات التي تجعل المراهقين يغرسون أظافرهم في حجر البيت عندما ينظرون إلى الصورة.
(فالريميل)الذي استخدمته لتزيين عينيها كأنما صنع خصيصا لها في باريس، وعلبة البودرة الحمراء التي استخدمتها قد جعلت خدودها مثل تفاح الجبل ولكنه دون طعم.. ورموشها .. يا عيني على رموشها .. كانت واقفة مثل النخيل على شط العقبة فإذا ما لامستها حقيقة خزت يدك كأنما هي مجموعة من المسامير مرشومة على جفنيها، ورغم أن عينيها ضيقة فإنهما في الصورة قد أصبحتا مثل فناجين العسل.. واسعة وعريضة وذات حواف مخطوطة (بالبيكار) وبين الجدة والصبية تلك
.. كانت هناك المشكلة، فقد كان الناس يتزوجون (بطيخة) لا يدرون إن كانت قرعة أو حمراء.. ولكن الزواج يدوم طيلة العمر، أما في هذه الأيام فإن الناس يتزوجون (على السكين) وبعد زواج بالمجهر، ولكن الزواج ينتهي بعد بضعة اشهر أو سنوات على أبعد تقدير..
ورغم أن الناس كانوا يتبعون حيلا يوقعون بها بعض البلهاء ..كان يتزوج الرجل فتاة جميلة رآها وهي تحصد بحقلها ثم يكتشف ليلة الدخلة بأنها قد تبدلت بأخرى، ربما كانت بعين واحدة أو مقطوعة الرجل أو حتى ضريرة أو تكتنفها الأمراض أو مقعدة أو غير ذلك.. إلا أن الزوج كان يرضي بنصيبه فيمضي طيلة عمره وهو يخدم زوجته الجديدة ولا يفكر في طلاقها لأن نصيبه قد قاده إليها.
أما في هذه الأيام، فقد يكتشف الرجل بعد الزواج وتحديدا في الأسبوع الأول أن الفتاة التي اختارها قلبه والتي حفيت قدماه وهو يحاول إقناعها بالزواج منه قد أفاقت من نومها دون أصباغ وظهر (القرد)على حقيقته فإنه ينسرب إلى أول قاض شرعي في طريقه لكي يقول له (امرأتي طالق بالثلاثة ,
ليس ذلك فحسب.. بل إن أخلاق المرأة السالفة في بيتها تختلف اختلافا كليا عن أخلاق المرأة الحالية.. ليس بفعل التطور أو تقدم الزمن، ولكن بفعل بساطة الأولى وعنجهية الثانية.
وربما كان السبب الرئيسي في ذلك أن الأولى لم تستطع أن تغطي عيوبها مثلما تغطيها المرأة الحالية.. فقد كانت الأولى متواضعة إلى درجة الهبل، أما في هذا الزمن فإن المرأة (هبلة) إلى درجة التواضع.
وقد كانت الأولى صادقة في كل ما تقوله وما تفعله.. بسيطة .أما الثانية فإنها تكذب حتى تصدق هي كذبتها.
المرأة في ذلك الزمان كانت تدرك أنها جميلة .. ومع كل ذلك فإن هذا الجمال كان جمالا متواضعا تعرف أن الله منحه لها لكي تعطيه لزوجها فقط.. أما في الزمن الحالي، فإن الله إن منحها مسحة من الجمال فإنها تذرع الشوارع جيئة وذهابا لكي يشاهده الناس ويغدو منظرا لكل من هب ودب.. ليس ذلك فحسب ..فالأولى كانت تدرك أنها جميلة أو بشعة، تعرف ذلك جيدا فترضى بما قسمه الله ، أما الثانية فإنها إن كانت بشعة فإنها تظن أنها أجمل ما خلق الله ..إذ يكفي أن تكون جميلة في نظر نفسها، وقد يتعوذ زوجها من الشيطان عندما تنهض من نومها دون أصباغ، فعينيها ضيقة ولكنها تظن نفسها أنها فريدة عصرها وقائدة عسكرها.. ووجهها مسطح مثل مسطرة عليها أرقام حسابية، ولكنها تظن أن هذا الوجه فريد في شكله ونوعه وتخلق منه أسطورة بين صويحباتها.. وخدودها بارزة مثل المسامير في أكفان الموتى ولكنها تظن أن تلك الخدود مثل التفاح الشامي عقوله جدتي المروي على طريقة مطر السماء، وليس على طريقة التنقيط الحديثة.. وجسدها (مدعدر) هنا ومسحوب هناك مثل (سيجارة اللف العربية الهيشي دبل حواكير )ولكنها تقف أمام المرآة ساعات طويلة لكي تتغزل بجسمها الملفوف مثل لفات الخس الطرية المتناسقة ..فإن قلت لها غير ذلك فالمصيبة قد تقع .. وقد تطلب منك الطلاق فحاذر!!
وقد تلجأ امرأة العصر الحديث إلى محاولة تغييب عيوبها كأن تلبس مشدا محزوقا عليها وتحشر نفسها فيه فتغدو مثل (الروبوت المتنقل) أما سيدتنا القديمة فقد اختارت أن تستنشق الهواء العليل وتأكل الطعام الطبيعي الذي لا تخالطه الكيمياء فغدا جسمها ممشوقا مثل مطرق الرمان الطري.او شجرة الحور اسم الله عليها
أما في العمل فحدث ولا حرج.. فلا ينكر أحد أن المرأة الأولى كانت عاملة في حقلها أو حتى (حاكورة)بيتها.. وقد تتسخ ملابسها وقدميها (لأنها كانت تسير في معظم الأحيان دون حذاء) ولكن المساء عندها شيء آخر.. فقد كان الزوج يأتي لكي يرى امرأة مختلفة عما شاهده في الحقل.. نظيفة الثياب والوجه والخلق.
أما في عصر ( الحب غير العذري) هذا فإن المرأة ترسم جسمها في العمل على (البيكار) وتتحدث إليك بكل إتيكيت الكلام الجميل، ولكنها في بيتها شيء آخر، إذ ما أن تأتي إلى فراشها في الليل فإن رائحة الكلوروكس وأدوات التنظيف او البصل والثوم وريحة الملفوف تجعلك تقفز من فراشك بحجة أنك سوف ترى برامج التلفزيون وفي الحقيقة أنك تهرب من هذه الرائحة.
وقد كانت الأولى ترضى بالقليل القليل إن كان زوجها معسرا ، ففستان واحد في السنة ربما يكفيها شر الموضات التي تقتلنا في هذه الأيام ، وقد يأتي لها الزوج بفستان آخر على عيد الأضحى أو الفطر أو الفصح أو أي عيد آخر، فترضى وتبتسم وتشكره ويكمن في قلبها دفق من الحنان والحب الذي لا يتصوره إنسان.. أما امرأة اليوم فإنها تكدس الفساتين والذهب والخواتم والصباغ والدولارات والليرات، ولكنها في النهاية تلقي بكل فساتينها وأحذيتها في أكياس الزبالة لأنها لم تعد تجاري الموضة، فقد تغير كل شيء في هذا العام عن العام الماضي ولم يعد ملائما لها.
وقد نتحدث عن الفشخرة الكاذبة.. فالمرأةبالأمس كانت لا تعرف معنى كلمة (الفشخرة) إذ كان الناس يعرفون إن كان زوجها غنيا أو فقيرا منذ اللحظة الأولى التي ينظرون فيها إلى وجهها، فقد كان الوجه مرآة صادقة لما في داخلها. أما اليوم ، فلم تعد تعرف إن كان الزوج غنيا أو فقيرا، بسيطا أو متعجرفا، وذلك بفعل ما تقوم به زوجته من خراب لبيته لشراء ما يجاري جاراتها أو من تعرفهن من النساء.
فإن اشترت أم ..... فستانا بخمسمائة دينار مثلا، فإن ...... يجب أن تشتري نفس الفستان بنفس المبلغ، فجارتها ليست أحسن منها، وحتى وإن كان زوجها لا يمتلك الدنانير المطلوبة فإنها على استعداد لأن تجبره على الاستدانة حتى تبقى في نظر جارتها غنية وتلبس احدثالصيحات .
وقس على ذلك ما يمكن أن ينطبق عليه الوضع، فإن اشترت إحداهن تلفزيونا جديدا أكبر من تلفزيون جارتها فهي تريد مثله، وإن عطست جارتها فيجب أن تعطس مثلها .. وإن اشترت شيئا حتى وإن كان كماليا لا يستفيد منه البيت فيجب أن تشتري مثله .. وكم من النساء يملأن أكياس القمامة بأشياء دفعت أثمانها آلافا من الدولارات يوم كانت محتاجة لتلك الأشياء ثم استغنت عنها لأنها لا تريد أن تكون (متخلفة) وتستخدم تكنولوجيا قديمة كما تقول .
وأخيرا.. هل امرأة اليوم هي حفيدة امرأة الأمس.. أغلب الظن أن ذلك مشكوك فيه، فمن حيث عملية التطور والخلق فهو صحيح . أما من الناحية السيكولوجية فذلك أمر آخر، إلا ما ندر ولكل قاعدة شواذ.
جدتنا، أما المرأة الحديثة فهي زوجتنا وأختنا وربما كانت أمنا، ولكن الذي يظل قائما ولا مجال للتغيير فيه، أن المرأة الحديثة لا تحتمل النقد ولا تحتمل قولة الحق ، فبعد كل هذه الطائفة من المجانسة والمقارنة، فإننا نعرف أننا سوف نتلقى العديد من المكالمات الهاتفية من نساء بعضهن يشتم ، وبعضهن يسخر.. والبعض الآخر ممن بلغ بهن السن حدا أصبحن فيه كاملات العقل.. سوف يقلن لنا بارك الله فيكم..) قلتم ما لم نستطع قوله ( لكناتنا ) اللواتي استولين على أبنائنا ويعاملوهم كما تقولون في مقالتكم هذه.
ويقينا أننا مع العجائز في آرائهن، فهن الخير والبركة.. وهن اللواتي فتحن لنا الطريق إلى هذه الحياة بخيرها وشرها.. حلوها ومرها.. وهن اللواتي تحملن من عبء الحياة ما لم تحتمله المرأة الحديثة التي عاشت وتعيش على الحليب والبسكويت (السيريال) إضافة إلى الهامبورغر والهوت دوج والمشاوي المحروقة حتى لا تتخن أو يختل جسدها. ولله في خلقه
pressziad@yahoo.com
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
فما نحتاجه اليوم قليل من المصارحة الخالصة بين الأزواج لكي يسود الودُّ بينهم، وتعمر وتطول العلاقة الزوجية إلى أبد الآبدين. وأتمنى من جيل الأمس ألا يبخل على جيل اليوم بالنصيحة والمشورة لكي يستفيد هذا الجيل من تجاربهم السابقة الناجحة، كما أتمنى من جيل اليوم أن يسترشد ويستفيد ويستنير بتلك التجارب، فلنأخذ من عبق الماضي نفحة ترشدنا في ايامنا الحاضره كيف يكون الزواج وكيف تستمر الموده والأفه بين الازواج ولنرجع الى ما ربانا ديننا الحنيف عليه من اكرام الرجل لزوجته واكرام المرأه لزوجها التي خلق منها زوجها . شكرا.
لقد استطاع الكاتب الذي نتابعه باستمرار ونرصد نتاجه الغزير والمقيم بنجاح وتنوع المواضيع التي يطرحها واليوم يؤكد الزميل المحترم من خلال زخم القراء والمعلقين ان المواطن الاردني قد مل السياسة ونزع الى الخروج نحو دائرة المرح وهذا مانجح به الكاتب لضم الاكثر اليه واشراك الاكثر في طرحه فكانت خطوة رائدة لكنها مهمة في تاريخ الكتابة وتقييم المرحلة
الى جراسا التي تبنت تلك الفكرة كخطوةذكاء والىكاتبها المبدع كل التحية ونتمنى ان ننوع بهذا النهج الذي لايجرح ولا يهوش وبه فكاهة وتسليه واستماع للراي الاخر
كل الشكر والتوفيق للجميع
(حتى بطلوا يقبلوا بالسيريلانكيه)صاروا بدهم فلبيني هاهاها هاي نكته
واووووووووووووووووو صرنا ندور على ام وزوجه حقيقيات
ان الجمال معادن ومناقب اورثن مجدا
يااخوة والله اعرف امراءة دميمه الله يستر عليها وعندها قصر بل فيلا وعايشة افضل من كل نساء العالم لان اخلاقها عالية وعارفة كيف تساير جوزها وراضيه بالستر والحمد مش مثل غيرها بمكة مول وخرى مول وسهرات بس تاتفرغ جيوب جوزها وتقول له الصبح قوم
على انسوة ان يغرفن معنى الزواج والله مافي قط هرب من وليمه بخاطره
أنت كتير متأثر بالأسلوب التركي وهاز بدنك
تفضل حضرتك وطورنا بالأسلوب اللي شايفه عملي..ما بدنا بس خطابات
وأنا بنصحك بدل ما ظل قاعد بحكما !! أطلع وانفتح عل المجتمع شوية يا اخي!!!
سوس الخشب منه وفيه يا استاذ بطاينه ولحالك أفهمها والمشكله أنك بطاينه!!
وشكرا
العنود
الصف الثامن
عرفتك من خلال منصبك كمستشار بالحكومة وكاتب وقارئ وصحفي فكنت ممن اجبوا بنهجك وتابعو مقالاتك واليوم اجد طورا ومنحى جديد وجيد سلكته مما اشركت به الكثير في الراي والراي الاخر وهذا بحد ذاته نجاح شكرا ك
واود ان اخبرك ان مقالتك بالانجليزية حول رؤيا جلالته مميزة ولها اثرها
وبعدين يا كاتبنا المبجل ازا الستات متل ما وصفتهم انا بطالبك بمقاله اخرى اسمها اشباه الرجال اخر زمن .
بتحكيلنا فيها كيف الذكور ما بدي اقول الرجال لانهم صنف من المخلوقات قاعد بنحسر من الوجود .
تحكيلنا كيف بتتحول فئه منهم الى مخنثين وطنطات
وفئه تانيه بتتحول الى نسخه مقلده ومشوهه من شباب الغرب بالموضه وبالكلام وباللباس وبالعادات
بدنا تحكيلنا عن الشباب في بلدنا كيف صاروا اتكاليين وعند اول مصيبه بتعربش على برج او بنايه لينتحر.
بدنا كمان تحكيلنا عن الشباب اللي عند الزواج لما بواجه اول مشكله فورا بلجأ للطلاق لانه اسهل حل وبنات الناس لعبه
احكيلنا عن اللي بخونوا زوجاتهم مع عشيقاتهم وصاحباتهم وبرجع للبيت وبطلب زوجته تأديله فروض الولاء والطاعه وهو عارف حاله انه مش بني ادم سوي وبدور ورا مرته وبناته وبشك فيهم لانه عند ازدواجيه بالشخصيه واللي على راسه بطحه بحسس عليها
احكيلنا عن الموظف كيف بكون زوء مع زميلاته والمراجعات وعلى الاتيكيت ولما بروح بتشوف بوزه شبرين والعقده والكشره على وجهه وبتسقط الاقنعه وببين الوجه الحقيقي اله ..
احكيلنا عن الشب اللي حامل سيف الشرف وبهت على خواته فيه وهو اول منتهك للشرف وابجدياته
احكيلنا عن الشباب اللي عشقان النت والشات والدردشه والفيس بوك وبفكر انه مسموح اله يلغوص باعراض الناس هادي حرية شخصيه وطيش شباب والشب ما بعيبه شي .
احكيلنا عن الشباب كيف برضى يقعد بالبيت ويستنى الوظيفه لما تيجي حتى لو قعدت سنين بدون ما يفكر انه يشتغل ولو عامل لانه الشغل مو عيب
احكيلنا عن مرتادي النوادي الليليه ولاعبي القمار اللي تاركين بيوتهم وببيعوا بعرض نساؤهم .
احكيلنا عن الشباب كيف تحولوا بين ليلة وضحاها من رجال الى عاله على ضهور نسوانهم العاملات وفوقها متحكمين فيهم وكأنهم عاملات سخره جوه البيت وبره البيت حتى اختلطت عليهم الامور وبطلوا يعرفوا حالهم هم رجال ولا على رأيك نسوان .
احكيلنا واحكيلنا وضلك احكيلنا لما تحكوا عن النساء وتنتقدوهم تذكروا انه لو في رجال حقيقيين ما كانت النساء اشباه نساء ولا الرجال اشباه رجال
وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح.
كل ما قيل في الاعلى بحكي عن فئه من الناس ولن اعمم لان بالتعميم ظلم كبير.
وكما هو معروف فان الله سبحانه وتعالى اعطى الولاية للرجل لانه اقدر على حملها .. ولكنه مع مرور الزمن فقدها او تنازل عنها واصبح يتغى بها فقد.. رحم الله ايام زمان ورجال زمان ؟؟؟؟؟