لا تربية .. ولا تعليم،،


هذا العنوان لكتاب صدر حديثا وصاحبته مربية عربية ذات باع طويل في مجال التعليم هي الدكتورة هناء وهبة ، وهو اذ يصدر بمناسبة نادرا ما تحظى باهتمام عربي يليق بها كيوم المعلم ، انما يقرع جرسا لينذر بان ما آل اليه التعليم والتربية معا في عالمنا العربي هو اخطر باضعاف ما نظن ، فالتعليم اصبح بضاعة ، وله تجاره واسواقه السوداء..وما يثار حول الامية الاكاديمية يدفعنا الى الاعتقاد بان الجامعات العربية تحولت الى حاضنات لتفقيس الموظفين ، او من كانوا محظوظين بالحصول على فرص عمل في زمن البطالة الاخطبوطية ذات الاذرع العديدة بدءا من السياسة حتى العلم والثقافة والمواطنة.

ما انتهت اليه هذه المربية العربية بعد احصاءات وحكايات ومقاربات منهجية هو لا تعليم ولا تربية في عالمنا العربي ، وهي تذكرنا بالتقارير الاقليمية والدولية عن الانيميا لا التنمية التي تفتك بعافيتنا القومية ، حيث تتدنى نسبة القراءة لتصبح امثولة ، ويقل عدد النسخ المباعة من اشهر الكتب عن خمسة الاف نسخة في نطاق قومي يبلغ تعداده ربع مليار ، بحيث تكون حصة النسخة الواحدة من الكتاب خمسين الف امي عربي.. واذا اضفنا الى ذلك نسبة عدد الاسرة في المستشفيات قياسا الى عدد المواطنين فان الدائرة السوداء تكتمل.. ناهيك عن احصاءات اخرى ممن يعيشون دون خط الفقر ومن يهاجرون بحثا عن الرغيف ومن يموتون او يسقطون سهوا على الطرقات وفي المستشفيات والحروب الطائفية.

لقد نسي العرب او تناسوا ما قيل لهم عن المعلم الذي اوشك ان يكون رسولا ، ونسوا ايضا ان افضل صفة كانوا يطلقونها على الفيلسوف والمصلح والرائد هي صفة المعلم ، منذ اطلقوا على ارسطو لقب المعلم الاول وعلى الفارابي الذي ينافسه على هذا اللقب ابن رشد وابن سينا لقب المعلم الثاني،

وقد لا يعرف كثير من الاعراب ان الالمان يعتقدون بان من ينتصر في حروبهم هو المعلم ومن يهزم هو المعلم ايضا ، لان الوعي العام والتربية السائدة هي من منجزاته ، واحتراما وتقديرا منا لهذه الشريحة الفاضلة من الرواد والمعلمين لن نذكر الارقام المتعلقة بدخلهم ، وحاجتهم الى ممارسة مهن اخرى كقيادة سيارات الاجرة او المحاسبة في شركات صغرى ، اضافة الى الدروس الخصوصية التي تحولت الى طقس برجوازي اصابت عدواه الفقراء ايضا.

لا تربية ولا تعليم..هذا هو الشعار الذي يرفع في مطالع الالفية الثالثة على امتداد وطن عربي بسعة قارة.. وضيق زنزانته ، فهو وطن له كل مواصفات المنفى ، غني حد الفقر المدقع وفقير حد الهجرة ، كثير حتى الندرة.. وقليل حتى العزلة والحصار والتسول.

لقد بدأت دول مثل تركيا باعادة النظر بما لحق بالمعلم ، وتحاول الان استدراك ما تبقى ، والذين ادركتهم مهنة التعليم هم اكثر عددا واقسى ظروفا ممن قيل عنهم بان مهنة الادب ادركتهم ، فما الذي تتوقع حصاده في العقود المقبلة اذا كان الهشيم قد حل مكان الاخضر وسطت سحابات الغربان على حقول الحنطة ، اذ لو كان فان جوخ حيا لقال بان ما كان يقصده بتلك اللوحة الصفراء هو احوالنا.

وهناك تجار حقائب مدرسية وطباشير اشد خطرا ممن نسميهم تجار الشنطة ، فالتعليم بالنسبة لهؤلاء استثمار عاجل ، وسريع الربح ، ما دامت البضاعة هذه الاكوام من اللحم ، في مجتمعات تتناسل بلا تخطيط او استراتيجيات وتعيش من يوم الى يوم ، وربما من وجبة الى وجبة ، تماما كما يفعل المتسولون.

ان مهنة المعلم تهين ثقافة برمتها اذا استمرت على هذا النحو من الاهمال وعدم الانصاف وعلينا ان لا نفاجأ بالعواقب ، والتي زكمت انوفنا بواكيرها..،،




تعليقات القراء

فيصل تايه
ان الوضع سيكون خطير على الفرد والمجتمع والوطن وستفشل جميع خطط التربية في "النهوض بالتعليم" وتذهب مخصصاتها أدراج الرياح إلا إذا كان قصد من وضعها أو مفهومهم من التعليم هو القراءة والكتابة فقط .. فالمشكلة أن التعليم يدخل في أدق التفاصيل في الحياة البشرية .. من القيم والاتجاهات السليمة فمن سيغرسها .. ومن سينشر ثقافة السلام والمحبة.. وعشق الوطن والاعتزاز بتراثنا وثقافتنا وقيادتنا الهاشمية الفذة

سيخسر المجتمع من حيث لا يدري القدوة الحسنة .. المعلم .. في تصرفاته وسلوكه وانتمائه وإخلاصه وتوجيهه للطلاب وإرشادهم وتقديم النصح لهم باستمرار ... فهو القادر على العطاء وهو المثل الحي لتلاميذه ومجتمعه. فمن يقوم بدور القائد الواعي الذي يعرف القيم والمثل والأفكار التي تحكم سلوك المجتمع... سيخسر المجتمع تكامل رسالة المعلم مع رسالة الأسرة في التربية الحسنة لأبنائها.
بالطبع إخوتي ... المعلم هو جزء من المجتمع ... والمجتمع هو التعليم بأكمله .. بالتالي فالخسارة ستكون للكل من دون استثناء
08-10-2009 11:23 PM
معلم
إن الوضع على أرض الواقع أسوأ مما ورد وقد يرد في أي كتاب ومن جميع النواحي:
فمن جهة المعلم: أصبحت هذه المهنة غير مشرفة لصاحبها، لا ماديا ولا اجتماعيا
ومن جهة الطالب: لا يريد أن يتعلم بل يريد أن يحصل على المرتبة الأولى دون تعب أو بحث أو حتى كتابة واجب.
ومن جهة القوانين: كل القوانين تصب لإهانة المعلم والتعليم وتضخيم الطالب، فأصبحت القوانين تسن للتضييق على المعلم وكأن العملية التعليمية والتربوية انحصرت بمسألة الضرب والإهانة دون النظر لملابسات باقي العملية التعليمية
09-10-2009 06:49 PM
معلم هههههههههههههه
المعلم بائس مريض متشائم فقير مهان
10-10-2009 01:39 AM
معاني حر
والله ياأخي الكريم هذه سياسة ممنهجة ومفروضة علينا ان يكون بدل التربية والتعليم التجهيل والتعهير
11-10-2009 09:35 AM
حسام
انا ليا طلب عندكم انا عايز اشترى نسخة من الكتاب ومش لاقى لو حد يعرف ممكن اجيبه منين يبقى عمل ليا معروف كبير (انا من القاهرة)ولكم جزيل الشكر وده رقمى علشان لو فى رد منكم واكون شاكر لكم واسف على ازعاجكم
0119125917
28-10-2009 04:45 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات