يا جولييت ، خذي كليتي


شاب وشابة ، مخطوبان منذ ست سنوات ولا يجدان وسيلة للزواج ، بما يتطلبه الأمر من مصاريف حفل ، وتأسيس بيت ومن ثمّ التفكير بالباقي حيث الأبناء ، فيأتيهما الحلّ من السماء على شكل تاجر يؤمن لهما بعض ذلك ، ولكنّ المقابل خطير ، وقبيح ، ومؤلم: أن يبيع كلّ واحد منهما جزءاً من جسده.

أتصوّر أنّهما خاضا مليون نقاش ونقاش ، وتبادلا التحفّظات الصحيّة ، والدينية ، والأخلاقية ، ولكنّ قصّة الحبّ كانت هي القاسم المشترك ، فلا بدّ لهما من الاجتماع في بيت مُعلن أمام البشر ، ولا بدّ لهما من قضاء وإنهاء هذا العمر معاً ، فيتوصلان معاً في لحظة بأنّ بيع جزء من الجسد لا يمكن إلاّ أن يكون وسيلة مبرّرة بعد أن تقلّصت وتقلّصت السبل حتى ضاعت ، لتقفّ أمام هذا الحلّ والمأزق في آن.

يُسافر الاثنان ، فيبيع هذا كليته ، وتبيع هذه كليتها ، ويؤمنان مبلغاً تافهاً سيؤهلهما للزواج ، لا أكثر ، لتبدأ مشاكل الدنيا ، وتبدأ جراحات العمليتين النفسيتين ، ويبدأ عُمر من التشاكي والتباكي ، وليأتي أبناء يعيشون بين أب وأمّ مقهورين من قصّة حبّ بدأت بوعد وانتهت بمشروع حرب.

أنا لست كاتب مثل هذا النوع من القصص ، أو السيناريوهات ، ولكنّها هنا أمامي في تقرير للزميل حسن الشوبكي على "الجزيرة" ، حيث أساس واقعي للقصّة بأنّ شاباً وفتاة مخطوبين منذ ست سنوات باعا عضوين من جسديهما للزواج ، وأنا من اخترع الأحداث الباقية ، فتصوّروا روميو وجولييت أردنيين لا يموتان بالسمّ ، و"شيكسبير" أردنيا معاصرا لنا الآن يكتب عنهما شعراً ، ليقول: يا حبيبتي جولييت... خذي كليتي ، وهي تعرف القصّة من أوّلها إلى آخرها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات