"نتانياهو" ليهود أوروبا: "إسرائيل موطنكم"


لم يعد خافيا على اي كان ان اسرائيل هي صاحبة العلاقة الرئيسية بدعم اصحاب الفكر الارهابي والمتطرف بعالمنا العربي , فالارهاب الذي تتحدث عنه امريكا واوروبا هذه الايام هو وليدة فكر صهيوني قام لاشعال المنطقة برمتها , اسرائيل بالطبع ارادة كسب اكبر تاييد دولي لها من خلال تسليط الضوء على ايدولوجيات الفكر الاسلامي على حدودها لاقناع دول العالم كله بشرعية وجودها كدولة ديموقراطية تحارب الارهاب , فلماذا دعمت المنظمة الصهيونية العالمية وجود الارهاب بوطننا العربي؟! وهل حقيقة ان اسرائيل دولة تعاني من الارهاب الاسلامي الفلسطيني العربي؟!!!! وللاجابة علينا تسليط الضوء على سياسة دولة الكيان الصهيوني منذ عشرة اعوام مضت وحتى الان , ففي اواخر تسعينيات القرن الماضي صدر منشور سري تداوله اعضاء مهمين بتجمع يهود اوروبا يفيد بأن الاقبال على الهجرة اليهودية لدولة اسرائيل المزعومة قد تناقص عما كان قبل ذلك التاريخ بعشرين عاما , وان اهم الاسباب لذلك النمو البطيء في الهجرة يعود لقناعة اغلبية يهود العالم بأن الاراضي الاوروبية وبعض المناطق في العالم العربي كما هوالحال بشمال افريقيا وايضا بشرق اسيا اكثر امنا من ارض دولة اسرائل, وهذا كان من الاسباب الهامة جدا بتحديد معدلات السفر والهجرة بقصد التوطين باسرائيل , فقد ابرمت اسرائيل بعض معاهدات السلام مع دول الجوار ليس رغبة بالعملية السلمية بحد ذاتها فالصهيونية لاتؤمن الا بالحرب والدمار واعادة توطين يهود العالم بكيانهم المزعوم , وخير دليل على كلامي هذا هو ان اسرائيل مازالت تتامر على كل دول المنطقة بما فيهم ما تعتبره اصدقائها الجدد, اذا فان السبب الرئيسي لمفاوضات السلام التي مازالت تدور رحاها بين الفلسطينين واليهود الاسرائليين وكذلك معاهدات السلام المبرمة مع دول المنطقة هي لتسليط الضوء على ان دولة اسرائيل دولة تربطها مواثيق ومعاهدات سلمية لتنشيط حركة التهجير الطوعي ليهود العالم لبيئة اصبحت امنة , الا ان المجاميع اليهودية في اوروبا وبعض اجزاء الشرق الاوسط وافريقيا لم يقتنعوا قناعة تامة لتكون الهجرة باولوياتهم الرئيسية لما لمسوه من عدم الجدية بسياسات الامن والاستقرار المزعومة من القيادة الاسرائلية , عندها بدا التخطيط الصهيوني الخطير جدا (حيث كان عرابه هنري ليفي) بخلق صراعات داخلية ودعم الجماعات الارهابية بالبلاد العربية واعطائهم الدعم الاستخباراتي لممارسة سياساتهم في العراق والشام وشمال افريقيا ومصر وبدعم امريكي غير ملحوظ وغير مباشر , حيث تكون المكاسب مزدوجة بين الصهاينة والغرب , فاسرائيل تستطيع من خلال دعمها الخفي للارهاب من تشجيع يهود العالم على الهجرة لما يسمى باسرائيل حيث ابرز الاعلام الصهيوني بأن اسرائيل من اكثر دول العالم امنا لخلوها من العصابات الارهابية والمتطرفة , وبالنسبة لامريكا واوروبا فان وجود الارهاب والمتطرفين ببلداننا العربية يكون بمثابة ذريعة دائمة لهم للاستمرار باستنزاف خيرات العرب من نفط وغاز ومقدرات مالية ضخمة ,وكذلك توجهت اسرائيل بخطابها الاعلامي لجلب يهود العالم الغربي بعد ان مهدت لعمليات ارهابية ببعض الدول الاوروبية والتي كانت الاصابع الصهيونية واضحة وجلية على تلك المخططات , فبدأت اسرائيل تناشد اليهود بالهجرة وعلى اعلى المستويات وهاذا واضح بخطاب نتنباهو رئيس دولة الكيان الصهيوني الذي وجهه ليهود اوروبا عندما قال لهم :" اسرائيل موطنكم والهجمات الارهابية ستستمر" , اي بأنه ربط هجرة اليهود بالارهاب بينما كانت وعوده بالماضي مبنية على معتقدات دينية بحتة لم تقنع اغلب من استقر من اليهود بالعالم الغربي,وهذا يؤكد ان هنالك علاقة وطيدة بين انتشار الارهاب وسياسة اسرائيل العنصرية , فمن خلال الحرب التي تشتعل بمنطقتنا العربية على الارهاب استفردت اسرائيل بقراراتها المصيرية مثل التوطين وبناء المستعمرات والمستوطنات وبالتالي محاولة جر الكم الاكبر من يهود العالم لدولتهم المزعومة ,والسؤال المطروح على السنة الكثيرين منا هذه الايام : لماذا نقف مكتوفي الايدي عن محاربة الداعمين للفكر الارهابي عندما تكون دولة مثل اسرائيل هي الداعمة والراعية لذلك الفكر ونبقى مستمرين بتطبيع علاقاتنا وتواصلنا معها!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات