المتابع لطفرة العنف التي يشهدها الاردن يلاحظ أن المؤسسه التربويه لها نصيب وبنسبه أصبحت تشكل ظاهره غير مألوفه في مجتمع تم تأسيسه على تقـديس دور المعلم الذي ينشىء الاجيال المتعلمه التي تعتبر المكون الاساسي لتطور وارتقاء الأمه مع الحفاظ على الارث العلمي والحضاري وتخريج اجيال هم بناة المستقبل وقادة الغـد .
فمن الناحيه الدينيه فنعلم أن إسم ( العليم ) من اسماء الله الحسنى و ان اول شيء خلقه الله قبل السماوات والارض هو ( القلم ) وأن أول كلمه في اول آيه في القران الكريم هي (إقرأ باسم ربك الذي خلق ) وقال عز جلاله : ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) وفي غزوة بدر كان لنا أول درس من أعظم معلم في تاريخ الانسانيه عن أهمية العلم ، فكان يفك أسر الاعـداء الذين قاتلوا المسلمين وقتلوا من الصحابه الكرام إذا قام أحدهم بتعليم عشره من المسلمين ، إكراما للعلم وحامله ، كمـاحضنـّا الرسول والمعلم ان نطلب العلم ولو في الصين وان نجتهد في طلبه من المهد الى اللحد.
أمـا أمير الشعراء أحمد شوقي فقد وضع المعلم في مرتبة ما بعد الرسل إذ قال : كاد المعلم أن يكون رسولا... و المتنبي افتخر بعلمه قبل فروسيته واكثر من شجاعته ، من خـلال تـفـاخره بمستوى شعره وتأثير كلمته فقال : أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي ... وأسمعت كلماتي من به صمم .
وفي حاضرنا فإن المدرسه أصبحت من منظـور الطـالب أنها محطة مرور لا بد لـه أن يمر بها حيث يقوم المجتمع بفرض نظريات تربويه وأساليب تعليميه على المعلم , مع العلم انه الأقـدر على تقدير الموقف مع تلاميذه كـونه على احتكاك مباشر وتواصل مستمرودائـم معهم ، وكما السفينه لها قبطان واحد كذلك يجب أن يترك للمعلم الدور في تربيّة طلابه ومن ثم تعليمهم ليتمكنوا من تلقي التعليم الصحيح وهم على مستوى تربوي قـويم فالتربيه قبل التعليم في إسم الوزاره .
وحتى ننصف المعلم فيجب أن يتم النظر الى مستوى دخله المتدني حيث أن بعض الطلاب يتمتعون بمصروف اعلى من راتب المعلم وأضرب مثالا في بريطانيا فإن الراتب الشهري للمعلم في بريطانيا هو( 5500 جنيه استرليني ) أي ما يعادل ( 6300 ) دينار صحيح أن هذا رقم فلكي بالنسبه لمعدل الدخل في الاردن ولكن للاستدلال على الدور الرئيس للمعلم ورسالته التي يؤديها للمجتمع ، فإن صلاح المجتمع يبدأ بتصويب أوضاع المعلمين وإعادة الإعتبار لهم من خلال التعامل معهم بكل إحترام وإجلال من قِـبَلْ الآبـاء فينعكس ذلك على احترام الابناء للمعلّم ودوره الفاعل والأساسي في بناء الانسان الذي نفاخر به .
وبعـد أن نقـدّم ما علينا للمـعـلّـم فمن حقـنـا أن نحاسبه عن أي تقصير أو إهمـال قـد يبـدرمنه على إعتبار أن ذلك تصـرف فردي ولا يجوز فيـه التعميم وأن لكـل قاعده إستثـنـاء .والسؤال كيف لا نقدر الإنسان الـذي نضع أبناؤنـا أمــانة بين يديه في كـل يوم ...؟؟؟
Ahmedhyr@Gmail.com