الاعلام البيئي


المنتدى الذي اقامته وزارة البيئة حول المدن الرفيقة بالبيئة في حوض البحر الابيض المتوسط خلال اليومين الماضيين كان من الاهمية بمكان بحيث كشف عن وجود تباطؤ وتراخْ وعدم اكتراث اعلامي بقضايا البيئة الذي رافقه ذات التجاهل لمثل تلك القضايا الهامة من قبل المواطنين.

على هامش المؤتمر كانت الندوة الاكثر اهمية هي تلك التي تحدثت عن دور الاعلام في التثقيف البيئي التي شارك فيها وزير الشؤون الاعلامية ناصر جودة والدكتور نبيل الشريف رئيس التحرير المسؤول لـ"الدستور" والدكتور فهد الفانك والدكتور رائد قاقيش وتم فيها تسليط الضوء على دور الاعلام ، وقد قيل في هذه الندوة الشيء الكثير الذي يحتاج الى دراسة وحل من اجل ان تحتل قضايا البيئة اولوية لدى المواطن الاردني حتى لا نصل الى مرحلة قاسية من التلوث الذي يصيب مصر على سبيل المثال في كل عام عندما تحتل سماءها كتلة دخانية سوداء تصيب الملابس البيضاء بـ"السخام" الاسود وتتسبب بحالات كثيرة من الربو الذي تعاني منه شريحة واسعة من المصريين.

في ذات الندوة كانت لدي مداخلة اكدت فيها اننا يجب ان ننطلق من القاعدة في بناء اي شيء ، فاذا كنا نتحدث عن قضايا بيئية تهم المواطنين فان من الواجب ان نبدأ بتأمين قاعدة اعلامية لمجموعة من الصحفيين المثقفين بقضايا البيئة حتى يستطيع هؤلاء عكس تلك الاهتمامات من الثقافة وتحويلها الى قضايا بيئية مكتوبة تلفت انتباه المواطنين وتحذرهم من تهميش قضايا البيئة لانها بالنتيجة تؤثر في حياتهم الاجتماعية والصحية بطريقة او باخرى.

وربما لا يدرك كثيرون ان قضايا صغيرة في البيئة يمكن ان تتحول الى "مستصغر الشرر" اذ لا يعلم كثيرون ايضا ان صناعة اكياس البلاستيك تؤثر سلبا في الثروة الحيوانية للبلاد ، اذ من المعروف ان تناول الماعز والخرفان لهذه الاكياس يتسبب بوفاتها لان مثل هذه الاكياس لا تتحول ولا تتآكل وتؤثر في جودة التربة ايضا ، مما يعني ان المطالبة بعودتنا لاكياس الورق تعد مطلبا بيئيا صحيا من اجل حماية ثروتنا الحيوانية وثروتنا الزراعية.

قصة البيئة ليست فقط قصة ثقب الاوزون والتلوث المنبعث من عوادم السيارات ، بل تتعدى ذلك الى قضايا محورية ومفصلية هامة يجب ان تكون حاضرة في مناهجنا الدراسية كي ننشئ جيلا يمتلك الحد الادنى من الثقافة البيئية لمحاولة اصلاح ما افسدته التكنولوجيا.

اذن.. نحتاج الى تضافر الجهود لخلق شريحة اعلامية مثقفة بيئيا ، وقاعدة شعبية تبدأ من المدارس للبدء بتوعية واسعة تلزم الجميع على تطبيقها ، فما تقوم به وزارة البيئة شيء عظيم لكنها لا تستطيع وحدها منفردة صنع الاشياء كاملة.

Hashem2007@yahoo.com


 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات