بين يهوديته وفلسطينية عباس

ريتشارد غولدستون هو قاض ورجل قانون جنوب أفريقي ذو أصل يهودي يبلغ من العمر (71 عاما) متزوج، له بنتان وخمسة أحفاد، وهو من خريجي جامعة ويتووترصراند في جوهانسبورغ عام 1962. وترأس غولدستون جمعية أصدقاء الجامعة العبرية في القدس بجنوب أفريقيا وكتب عدة مقالات متعلقة بالقانون الدولي لحقوق الإنسان- على مدى 25 عاما وزار غولدستون عدة مرات إسرائيل حيث تعيش إحدى ابنتيه منذ أكثر من عقد من الزمن، حسب صحيفة معاريف .

في أبريل/نيسان 2009 عين غولدستون رئيسا للجنة التحقيق التابعة الأمم المتحدة في انتهاكات الجيش الإسرائيلي خلال حربه على غزة واستمرت 22 يوما.وكان مستر غولد قد ادان كلا من إسرائيل و (حماس) -- رغم كونه يهوديا -- بارتكابهما جرائم حرب أثناء تلك الحرب ،ومن أبرز تصريحاته وقتئذ قوله إنه "صدم، باعتباره يهوديا" من تعيينه رئيسا لهذه اللجنة.ووفقا لتقرير لغولدستون المؤلف من 574 صفحة فإن البعثة خلصت إلى أن جيش الاحتلال "ارتكب أفعالا تصل إلى جرائم حرب وربما بشكل أو بآخر جرائم ضد الإنسانية" حيث "استهدفت شعب غزة بأكمله" من أجل "معاقبة" السكان كما اعتبر غولدستون استمرار الحصار وإغلاق المعابر عقوبة جماعية تمثل جريمة ضد الإنسانية وكان غولدستون قد أوصى رئيس الادعاء السابق في محكمتي رواندا ويوغسلافيا السابقة، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بأن يطالب إسرائيل ببدء تحقيقات "مستقلة وتتفق مع المعايير الدولية" بشأن تلك الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل.وأضاف أنه إذا لم تقبل إسرائيل بذلك فيجب على مجلس الأمن
أن يحيل الوضع في غزة إلى مدعي المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي .

خارج بلاده عمل من 1994 حتى 1996 مدعيا عاما رئيسيا في المحكمة الدولية التي كلفت بالتحقيق في جرائم الحرب في يوغسلافيا السابقة ورواندا. ومن سنة 1999 حتى 2001 شغل منصب رئيس لجنة التحقيق الدولية في كوسوفو، ثم عينه كوفي عنان للإشراف على التحقيق في فساد مرتبط ببرنامج النفط مقابل الغذاء في العراق. وكانت رفضت البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في جنيف مضمون التقرير ووصفته بأنه منحاز، وقالت في بيان "كان تكليفها (بعثة تقصي الحقائق) منحازا بوضوح ويتجاهل آلاف الهجمات الصاروخية التي شنتها حماس على المدنيين في جنوب إسرائيل والتي جعلت عملية غزة ضرورية".كما وقد رفضت إسرائيل التعاون معه مما أجبره على الدخول إلى قطاع غزة عبر مصر، في المقابل لقي تعاونا من قبل حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
واخيرا يفاجأ العالم بعباس وليس غولد أرجأ بحث مناقشة تقرير تقصي الحقائق التابع للأمم المتحدة إلى دورته المقبلة في شهر آذار المقبل، وذلك بناءً على اتفاق فلسطيني- أمريكي، وفق ما أعلن الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو.

والسؤال هنا يبرز بوضوح مع اجابته من خدم اليهود اكثر يهودية غولد ام فلسطينية عباس ...اخيرا تضيع دماء الشهداء والابرياء زالعلم عند الله ما هو الثمن !!

atef_atmeh@yahoo.com