بل هي معركتنا


لا فرق بين من يرسمون ويصدرون كاريكاتيرات تسيء للدين السمح وللنبي عليه الصلاة والسلام وبين من يسيؤون للإسلام ولتعاليم رب العزه ويخرجون عليها ويتجاوزون حدودها كما تفعل داعش وأخواتها .. 
المشكلة أن من يسيء للنبي وللإسلام هناك في بلاد الغرب ليسوا مسلمين ، وأن ما اصدروه بحق ديننا ونبينا عليه الصلاة والسلام لم يكن إلا انعكاس لصورة " قبيحة " قدمناها نحن المسلمون للعالم بفعل سلوكنا وممارساتنا وذبحنا لبعضنا البعض ، صورة اختلط فيها الدم بالسكين بالرقاب وبالتفجير والقتل وسبي النساء واغتصابهن وتكفير الأخرين والدعوة لذبحهم لمجرد خلاف يجري بينهم .
فيما هنا يمارس المسلمون " الجدد " بعقيدة ونهج وفقه جديد كل تلك الممارسات بحق إخوتهم يشرعون ويقتلون ويحرقون الخصم من المسلمين حتى منهم السّنة مخالفين قاعدة إحياء النفوس التي أمر الله بها .
خرجنا كثيرا انتصارا للنبي عليه السلام ، وانكرنا وأدنا كل اساءة وجهت للنبي وللإسلام ارتكبها بعض "الحمقى " هناك في فرنسا والدانمرك وهولندا واستراليا وغيرها ، فيما لم يحرك البعض ساكنا للدفاع عن دينه وتعاليم نبيه عليه السلام التي شوههها وتجاوز عليها من خرجوا علينا ب" دولة الخلافة " يقتلون ويحرقون ويدمرون ويهجّرون البشر تحت مسميات الحرب وإقامة دولة الخلافة التي تخيل البعض ممن قدموا من اوروبا والعالم العربي أن البغدادي سيحولها الى دولة خلافة عصرية يسود فيها العدل والتسامح و مشابهة لدولة الخلافة في عصر عمربن الخطاب او عمر بن عبدالعزيز !
إذا كانت تلك " الدولة " التي يدّعون تمارس هذه الممارسات قبل أن تطا قدمها الأرض وتحقق بناء الدولة ،وقد رأينا العقلية والفكر " الجديد " الذي يؤسسون عليه دولتهم مخالفين كل قيم الدين والإنسانية ، بل وتجرأوا على الله ليمارسوا الحكم بأسمه ويحرقون البشر أحياء وهو بإجماع العلماء محرم لا يجوز ،فكيف سيكون الحال حين تنشأ تلك الدولة ، واي حرية او عدل او تسامح سنرى !
دولة الخلافة التي يتحدث عنها الشيشاني والافريقي والخليجي والسلفي التكفيري تبشرنا بمرحلة سوداء من حياة الأمه ، وسيتحسر فيها الناس إن اقيمت لا سمح الله على انظمة حكم مستبدة وظالمه ،كما هو واقع الحال في ليبيا وما تعيشه من فوضة او في سوريا والعراق واليمن .
دولة الخلافة التي لابد وأن لأصابع الغرب واجهزته الأمنية وإيران وتركيا دورا في نشاتها تحت مسميات كاذبة ، تحولت تلك المليشيات الى مؤامرة ضد الأمة واختراق " قبيح " لتعاليمها السمحة وإنسانية دينا وعدالته ، وانطلقت لتقاتل أهل السنة وتذبح علمائها وخطباء مساجدها لمجرد أنهم انكروا افعالهم ورفضوها ورفضوا الاعتراف بالخلافة .
داعش ليست اكثر من اختراق " مؤقت " لأمتنا ولديننا لزرع الفرقة والشرذمة وتشويه صورة الإسلام الحقيقية القائمة على العدل والحرية والإختيار وإحياء النفس والتسامح والتي استبدلوها بالقتل والإرهاب .
لم يكن الأردن يوما مضادا او مقاتلا لتنظيم داعش في ظل الزرقاوي وفي ظل الإحتلال الأمريكي للعراق ، وكان الأردن يساند محاربة الطائفية ويدعم مليشيات السنة في مواجهة القتل الطائفي ،وكان ان هاجم الزرقاوي الأردن وارتكب مجزرة بحق الأبرياء في تفجيرات عمان ، لكن تلك القوى دفعت الأردن للدخول الى المعركة وملاحقة الزرقاوي حتى قتلته ، ولازال التنظيم " مذاكرا " وداعيا لتفجيرات أخرى وفوضى عارمة لا يخفي اعترافه ونيته القيام بها في بلادنا ،فكان قرار الأردن أن المعركة هي معركتنا ، وأننا اولى من الأمريكان وغيرهم بملاحقة التنظيم ومحاصرته وتصفيته قبل أن يستفحل الخطر وتهاجم عمان ويقتل الأبرياء وحينها سيقول البعض لماذا لم تتقدموا للتنظيم وتحاربونه قبل أن ياتي الينا !
حربنا مع داعش قرار سليم وتوقيته مناسب لايستدعي التأخير مطلقا ، فمثل تلك العصابات الإجرامية لايمكن السكوت عليها وهي تتقدم الينا ولا تبعد عن حدودنا الشرقية 100 كم. ولا زالت قذائف جبهة النصرة تصيب ابنائنا في الرمثا ، فيما الجهلة يرددون أن علينا الإنتظار حتى ياتوا ومن ثم يكون لنا قرار المواجهة !!!!!
الحرب على داعش لا تمثل انتصارا للأنظمة التي نطالب بإصلاحها ومحاربة فسادها كما يدعي البعض ، فالجماهير العربية قادرة على تصويب المرحلة واستعادة حقوقها بطريقتها وليس بتلك الطريقة التي اختطتها تلك العصابات المشكلة من شباب قدموا من اوروبا وافريقيا وتركيا والشيشان وغيرها بدعوى محاربة أنظمة الكفر كما تدعي،والأصل ان يحاربوا الفساد والكفر في بلادهم هناك وليس في بلادنا ، وهي اصلا لا تحارب تلك الأنظمة سواء أكان في سوريا او الشيشان المحتلة والقفقاز والمغرب والجزائر وتونس ، بل تقتل وتسبي وتحرق حتى جندها الذين يرفضون تلك السلوكات .
من يرفض الحرب على داعش إما أنه يخشى المواجهة والتحد وهو موقف جبان كما يدعوا البعض ، او أنه مضلل لازال غارقا بأوهام الخلافة والعدل التي ينتظر أن يحققها له البغدادي والشيشاني وفلول المنهزمين الفاشلين في بلادهم من السيكوباثيين والمرضى النفسيين الذين لايجدون بدا من حرق الناس أحياء واغتصاب الحرائر باعتبارهن "سبيّات" الحرب !!!
الحرب على داعش انتصارا وحماية للوطن قبل أن ياتي " البرابرة " الينا هنا ونحن " نتجادل ببيزنطية " لا فائدة منها إن كانت حربنا ام لا ،وهي انتصار للدين وللنبي العظيم عليه صلوات الله وسلامه كي تتوقف كل الممارسات التي تضاعفت في تشويه ديننا وصورة نبينا عليه السلام الذي أخبر الأمة عن هؤلاء ومن على شاكلتهم بقوله عليه السلام : سيخرج قومٌ في آخرِ الزمانِ، أحداثُ الأسنانِ، سفهاءُ الأحلامِ، يقولون من خيرِ قولِ البريَّةِ، لا يجاوزُ إيمانُهم حناجرَهم، يمرُقون من الدينِ كما يمرقُ السهمُ من الرمِيَّةِ، فأينما لقِيتموهم فاقتلوهم، فإنَّ في قتلِهم أجرًا لمن قتلَهم يومَ القيامةِ.



تعليقات القراء

معن القدومي
احسنت يا استاذ، الجبناء وحدهم من يقول انها ليست حربنا ،
08-02-2015 09:32 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات