حكومات جلالة الملك والجاحدين


من يطالع اخبار الوطن في الصحف اليومية والاسبوعية, ويسمع تحليلات الاعلاميين عبر الفضائيات والمجالس الكلامية, لا بد له إلا أن يضع يده على قلبه, كمن يرثي ولده في ساعاته الاخيرة لسببين الاول: أن من يكتب ويتناول قضايا الوطن كأنه لا يمت له بصلة وبينهما عداوة وثأر, والثاني: كأن تلك الكتابات والتصريحات والتحليلات جاءت جاهزة من اروقة اعداء الاردن في الداخل والخارج, من الذين امتهنوا خلق المشاكل والازمات له, لانهم لا يستطيعون العيش به دون إحداث شرخ في صميمه ليتغلغلوا من خلاله متى شأو, او متى أملي عليهم ذلك من اسيادهم خارج حدود الوطن.

قد يبدوا الأمر مستهجنا للبعض من القراء والإعلاميين, وقد يبدوا معروفا لهم ,فالأمر في الحالتين مهم جدا في الأولى: لانه ظلم كبير للوطن أن ُيجرح من قبل أهله ومن قبل من يفترض بانهم حماته وعزوته في النائبات, والثانية: لاننا صمتنا وسكتنا على ما يجري في ساحتنا , وكأننا نتوقع الحماية من الخارجين عن القانون, أو نتوقع بان الله سيغسل قذارة الوطن بشتائه هذا العام.

فالامر في الاردن بات محير ولكنه لم يصل لمرحلة الخطر بعد, لان جيشنا وامننا لا زالا خارج لعبة التضليل والخداع, وخارج لعبة الصراع, فهم ليسوا مع هذا ولا ذاك , بل مع الوطن وهذا ما نتمناه على الدوام لانه يمثل حالة فريدة في البلدان, ويعطي الاردن والاردنيين عزيمة وطمأنينة.

فالغريب هنا وجلالة الملك في قمة بحثه وتوجيهاته للحكومة بتخفيف العبئ عن كاهل المواطنين , نجد بيننا من يتناول في حديثه رحيل او بقاء الحكومة, وكأنه موظف لدى سياسة التخريب بترويجه لذلك لمصلحة قادم ولاعب جديد.فمن يقف وراء الايعاز لبعض الاقلام لفضح سياسة الحكومة الحالية, كنسخة كربون عن فضيحة سابقتها؟.

ومن الجدير ذكره هنا بأن تلك الاقلام والابواق المطالبة برحيل حكومة الذهبي كانت بالامس تطبل وتزمر لها, فما الذي تغير إذن؟.

دعونا نناقش بهدوء ورصانة وموضوعية وحيادية امر حكومة الذهبي , ونتسائل هل نجحت ؟ أم أُفشلت لصالح قادم جديد كما العادة؟.

فالموضوعية هنا تقتضي البوح بان الذهبي نجح الى حد بعيد في تحقيق رؤى جلالة الملك بامتياز, والدلائل والشواهد كثيرة على ذلك, والفشل يجب ان لا يلصق به وبحكومته, ولكن علينا الاعتراف بأن جشع المال السياسي وطمع التجار ومن يدور بفلك دنانيرهم وثروتهم , هو من افشل بعض سياسة حكومة الذهبي , لشعورهم بأنهم فوق القانون.

نعم , نعلم بأن ما قلناه حقيقة وللبعض حقيقة مرة, ولكننا اردنا من البوح بها ان نقول للجميع بأن الوطن اكبر من الجاه والثروة, وحسبنا بذلك القول اننا لا نستطيع العيش بوطن اخر وان توفرت لنا كل مغريات الحياة, فلنتقي الله بهذا الوطن وليعلم اصحاب الثروة والجاه من العازفين على لحن الفوضى, بان الخراب والفساد والفوضى إن عمت الوطن, لن تطال غيرهم لان الفقراء غالبية سكان الوطن سيتحولون الى درع حصين له لمنع الفتنة من الزحف على اجساد ابنائهم, فكفى خرابا وتأويلا وتدويلا لازمات الاردن والتي لا يخلوا مجتمعا في الدنيا منها.

بقي ان نقول باننا ندرك ما يرمي هولاء له من اهداف, الاول والاخير منها بقاء الاردن في حالة من عدم الاستقرار على الصعيدين السياسي والاقتصادي, ليتسنى لهم العيش في ظل ظروف اخترعوها, ودفعوا ثمنا باهظا لها لبعض السياسيين والكتاب, لادراكهم بان تلك الظروف لو تغيرت لكانت بداية موتهم وتلاشي ثروتهم , وقد فصلهم الله في لحن قوله " قد بدت البغضاء من افواههم وما تخفي صدورهم اكبر" . صدق الله العظيم.

Quraan1964@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات