أنقذوا الأجيالَ و الأوطان


لا بد لنا من مراجعةٍ شاملة لطريقة تعاطينا للدين و مفاهيمه و تصحيح ما شابها من أخطاء انتقلت من جيلٍ إلى جيل، لا بد لنا من وقفة مع أنفسنا نتفكر فيها جيداً هل نحنُ مسلمون حقاً هل علمنا أبنائنا حقيقة هذا الدين، أنا و منذ صغري فهمت بأنّ الجهاد و القتال و الحرب أولى أولويات هذا الدين و لم أجد من يصحح لي مفهومي الخاطئ هذا حتى نشأت و كبرتُ حاقداً على كل من هو غير مسلم و لا أتقبلُ أي رأيٍ في هذا الموضوع و كنتُ أعتبر الآخر كافراً واجبٌ قتله، و كذلك غيري الكثير و أجيالاً كثيرة أيضاً نشأت و لا زالت تنشأ على هذا الفكر المغلوط فالفكر المتطرفُ يتغلغلُ فينا.

علينا أن نحمي الأجيال من الغُلُو و التطرف و أن نزرع فيهم حقيقة هذا الدين و جوهره الثمين و سماحته دين الرحمة و المحبة و السّلام، حتى لا يكبروا و يصبحوا وحوشاً بشرية و أول من ينقضون عليه نحن أهلهم و آباؤهم و إخوتهم نتيجة تقصيرنا في توجيههم نحو طريق الصواب و الحق و الهداية

دعونا نعترف بأننا نشأنا و في داخل كل واحدٍ منا داعشيٌ متقوقع ينتظر أن يخرج للعلن بفكره المشوّه، ينتظر الفرصة ليشهر سيفه و يبدأ بتقطيع الرؤوس، لدى كل واحد منّا نزعة إجرامية تدفعه ليس فقط للحقد و الكراهية للآخر بل تدفعه لإبادته و القضاء على معتقده و دينه بل و بلده كاملاً، تلكَ حقائق أضعها أمامكم و هي واقعٌ نعيشه و نلحظه في الكثير من أبناء هذا الوطن، و من هنا وجب علينا أن نعيد التفكير و أن نعمل للتغيير

وبدءاً من الأهل و دورهم و انتهاءاً بالدولة و سياساتها التعليمية، واجب الاهل و دورهم كبير في زرع مفاهيم المحبة و السلام في نفوس الابناء و التأثير عليهم بأساليب كثيرة، و يأتي دور المعلم ليكون مؤهلاً لتعليم مادة التربية الإسلامية أو كما يسمونها الدين، و أن تكون هناك رقابة مستمرة على أسلوب المعلم و ما يلقنه لطلابه، و لا بد أن يكون للمسجد رسالةً معتدلةً واضحة المعالم تمثل دور المسجد بحق و ليس كما يهوى البعض ممن يعطون الدروس في التطرف و كل ما يهمهم الحرب على الاخرين و مهاجمة الشيوخ و السياسيين، و على كل من يعتلي منبر رسول الله أن يكون بحجم هذه المسؤولية من علمٍ و فقهٍ و ضمير، و أن لا يلقي كلاماً صاخباً من أجل الترويج لفئة أو جماعة ضالة هنا و هناك،

و يأتي دور الدولة أيضاً في محاربة الفقر و الغلاء و التمييز بين أفراد و فئات المجتمع لتسود روح من المحبة و السلام بين الجميع و لا يبقى مكاناً لأي نوعٍ من الأحقاد

كما و أقترح بأن تقوم إحدى مؤسسات الدولة بإنشاء ورش عمل و محاضرات تدريبية أو دورات للأهل و المعلمين و الشيوخ و لكل من يتعامل مع النشأ بشكلٍ أو بآخر من أجل ترسيخ مفاهيم الإسلام السمحة في أذهانهم لنقلها للأجيال القادمة لنحصل في النهاية على جيل واعٍ متفقهٍ يميز بين الحق و الباطل، جيل لا يسهل خداعه و انسياقه وراء ترهات البعض ممن يدعون الإسلام و ما هم بمسلمين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات