فجور البرابرة


نعزي أنفسنا وأسرة معاذ الكساسبة وخاصة والده ووالدته وزوجته، وعزاء مماثلا لأسرة الصحفي الياباني كنجي غوتو، ولكل من صعد شهيدا قبل معاذ وكنجي على أيدي مردة السوء والظلام والجاهلية العفنة.

كلنا للثأر لشهيدنا الطيار الملازم أول معاذ الكساسبة من شرذمة الشر وبؤرة البربرية. أنقذوا الإنسانية والإسلام من شر مستطير اسمه (داعش). ضربا على أعناق عصابة الشر التي لا تقيم للحياة الإنسانية قدرا. لا يعرفون العفو، فلن يكن لهم من فرسان الأمة إلا ما كسبت أيديهم.

فرقة أبا جهل تدعي أنها ترفع لواء الإسلام، وتدعي أنها تقيم الشرع وتتبع السلف الصالح. لقد كذبوا وخرج إبليس برمحه وأنفه المعقوف يقود شرذمة تعادي الله، وتتنكر لتعاليم الإسلام، وتتنكر لعقائد احترمها الإسلام، وأوصى بأتباعها وببني البشر عامة خيرا وحسنى. فرقة تزدري الشريعة الإنسانية، وتحتقر الحياة، وتدفع بالبشرية نحو الظلام والظلم والعبودية.

لقد قتلت "الدولة الفاجرة"، بقتلها معاذ، جزءا مني، وجزءا عزيزا من كل أردني وعربي وإنسان. لقد ظننا، قبل أن يجتاحنا الخبر الصاعقة، الخير في موطن الشر، وانتظرنا أن تفاجئنا "داعش" بالطلب من والد الشهيد ووالدته أن يأتوا لأي منفذ حدودي لاستلام إبنهم سليما كريما معافى، تصورنا ذلك لأن أيقونات الفروسية الإسلامية الإنسانية تدغدغ جوانحنا، وتفتح قلوبنا لكل ما هو إنساني. لقد ظننا الخير في من كيانه مطلي بالشر، لقد ظننا القدرة على التسامي عند من لا يوسمون إلا بالانحطاط والجبن، ظننا أن أطلالا من فضيلة العفو ما زالت باقية في مجاهل كيانات فصيلة الخديعة والغدر بالحياة البشرية. لقد اكتمل الفراق بين الأمة، بين الإنسانية، بين العقيدة السمحاء وجحفل أبي جهل. والله، أكاد أن أقول إنني أظلم أبا جهلا حين أعزو نماذج تعيش في أرقى عصور ازدهار الإنسانية، وتتغلف كذبا وزيفا بالانتماء إلى مسلمين أشاعوا النور، والعفو، والتسامح، والمحبة، والرأفة في دياجير دنيا كان الظلام يغرقها. فليعذرني أبا جهل لأنني لم أجد نموذجا أقبح منه لأقرنهم به رغم أن هناك نماذج معاصرة مثل بينوتشية، وبول بوت، وبشار الأسد، والقذافي، وصدام.

لقد ظن الأردنيون، سواء كانوا "عشائر فلسطينية وأردنية" كما قال السيد صافي الكساسبة، أو في المدن والمخيمات والقرى، أن لدى داعش بصيص ضوء من تعاليم الدين الحنيف، الذي شبه من قتل إنسانا بمن قتل الناس جميعا، يحول دون ارتكاب غيمة الظلام الداعشية أنكى الجرائم بحق أسيرنا الشهيد، وبحق رهائن أبرياء إخوة لنا في الإنسانية، وانتظر الأردنيون!! لم يكن الأسوأ في تصور أي منهم، لم يتصوروا أن الشر وممارسات الأشرار ستأتيهم بما لم يكن في أسوأ خيال وتصور.

لقد كانت النار بردا وسلاما على معاذ كما كانت بردا وسلاما على جده الأعلى إبراهيم عليه السلام، لقد صعدت الروح الطاهرة إلى بارئها بسلام، وبقي المجرمون يتلظون بنار أشعلوها، "قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود، إذ هم عليها قعود"، سيقتل أصحاب الأخدود المعاصرين بذات النار التي أشعلوها. لكن الألم بقي قابضا على قلوبنا ونحن نشعر بالندم أن يكون بيننا من يفعل كل ذلك. نعم نشعر بالندم، وننذر أنفسانا للثأر.

لتستقر روح معاذ في عليين مع الشهداء والصديقين، وإنا لله وإنا إليه راجعون.







تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات