الاسرة والامة ومعاذ !


بنيتي الغالية وولدي الحبيب، سوف ادون لكم وجيلكم الشاب بعض الخلاصات التي تجول بخاطري منذ ايام عن اسرتكما الصغيرة التي هي اسرتي والامة المنكوبة التي هي امتي ومعاذ طيارنا الاسير الذي هو منكم ورسالة للامل، واختتم رسالتي لكم بإقتباس من شعر شاعر النيل.
١. الاسرة:-
الوالد الذي هو انا، بلا فخر ولا منة، حوراني اردني من مدينة كبتولياس الرومانية العتيقة، وحاليا بلدة او قرية بيت راس/ اربد الكبرى، وأمكم دمشقية الاصل من حي الشيخ محيي الدين في سفح جبل قاسيون الشرقي من دمشق/ الشام. وجدتكم لأمكم من زحلة "جارة الوادي" التي هي في لبنان. اما جدتي لأمي فهي نابلسية، بدوية الاصل من بني صخر، من عرابة نابلس/ فلسطين. وعدايلي، وهم ازواج خالاتكم فاحدهم هاشمي من حي الاعظمية في بغداد/ العراق وثانيهم من حي القلعة في حلب الشهباء/سوريا الشام، وثالثهم من إجزم، حيفا، فلسطين، ويسكن في مؤتة الكرك/ الاردن من بلاد الشام، ورابعهم من بيت القطب من دمشق الشام.
٢. الأمة:-
اما امتكم يا أبنائي الغر الميامين المحجلين، فهي امة عربية مترامية الاطراف، من مراكش للبحرين، ومن المحيط الاطلسي حتى الخليج العربي، عددها دون نصف المليار من البشر تجمعهم اللغة وتفرقهم السياسة، ويوحدهم الدين وتنكل بهم الطائفية والعرقية والفئوية، تضاريسها متماثلة ويغزوها التصحر والجدب من كل جانب. امتكم غنية في بترولها ومناجمها ومعادنها وفوسفاتها وبوتاسها وركازها وكنوزها ومياهها وسهولها وجبالها، لكنها تشكو من البطالة والفقر ومن النقص في قمحها، وعدم تساوي الفرص بين ابنائها، وعسر في التنمية بسبب الفساد المالي والاداري، ومن انقطاع في الامل في اي شكل من اشكال الوحدة وحتى في التنسيق لموقف مشرف. امتكم تتكالب عليها الامم وتنهشها من كل صوب وعلى كل بقعة في ارضها، وهي منقادة ذليلة لغيرها من القوى الظالمة المجربة في حربها مع الاشباح التي احكمت علينا شروطها ومواثيقها، بمعادلات ظالمة، قبلتها الانظمة واحدة تلو الاخرى، وهي اما ان تحالفني وتحارب معي باموالك واولادك وعلى ارضك وفي بحارك واجوائك، واما نحتسبك مع الاشباح التي هي عدوتي وعدوتك وعليك المشي معي وتصديقي ! ولا يسمح لك بدور الا بطريقتي وساضع لك دورك ومحورك وحدودك، وما ينبغي عليك ان تقول وما لا تقول.
٣. طيارنا معاذ:-
فك الله اسرك يامعاذ الاردني، وعجل الله في فرجك، وانجح الله المساعي الحثيثة لعودتك سالما معافى لامك الصابرة وابيك المرابط، وزوجتك الشابة التي لا تمتلك لفدائك سوى الدمع السخين والنوم المتقطع، مع الترقب والانين. وسلمت لنا يا معاذ في الشمال كما الجنوب وفي الغرب كما الشرق من كل كرب، وتذكر ان اسرتك ليست في عي وحدها بل هي على بساط ارضنا من الطرة للدره ومن البحر الميت الى سقف الاردن في جبالنا الشماء في عجلون والشراه ومؤآب. يحميك الله يا ولدي من غياهب الجب الرهيب ومن دهاليز الاعلام وابعاد السياسة وظلم بعض القلوب المريضة التي قد تتربص بنا ومن الاشباح اللذين لا نعلمهم، الله يعلمهم ويرد كيدهم لنحورهم.
٤. رسالة للامل:-
ابنائي الاحباء وكل ابناء وطني، كل الاسباب والعناصر متوفرة في الامة والاسرة والمشاعر للامل والبناء عليه، فنحن امة واحدة رغم ما ترون من سوء طالع الامة في جيلنا، وتذكروا ان الدم الذي يسفك او يجري في عروقنا دم واحد وديننا دين واحد وثقافتا يمكن ان تكون ثقافة واحدة ومستقبلنا مشترك، فتوحدوا في الامل بعودة معاذ، وتصالحوا فيما اتفقتم وتوافقتم عليه، وأجلوا ما اختلفت عليه الآراء والإجتهاد، ولا تلوموني فيما ذهبت اليه !
وطاب صباحكم بنور الله العظيم وضياءه.
*مرفق مقتطفات من قصيدة شاعر النيل، المهندس/ حافظ ابراهيم؛
لِمِصرَ أَم لِرُبوعِ الشامِ تَنتَسِبُ *** هُنا العُلا وَهُناكَ المَجدُ وَالحَسَبُ
رُكنانِ لِلشَرقِ لا زالَت رُبوعُهُما *** قَلبُ الهِلالِ عَلَيها خافِقٌ يَجِبُ
خِدرانِ لِلضادِ لَم تُهتَك سُتورُهُما *** وَلا تَحَوَّلَ عَن مَغناهُما الأَدَبُ
أُمُّ اللُغاتِ غَداةَ الفَخرِ أُمُّهُما *** وَإِن سَأَلتَ عَنِ الآباءِ فَالعَرَبُ
أَيَرغَبانِ عَنِ الحُسنى وَبَينَهُما *** في رائِعاتِ المَعالي ذَلِكَ النَسَبُ
وَلا يَمُتّانِ بِالقُربى وَبَينَهُما *** تِلكَ القَرابَةُ لَم يُقطَع لَها سَبَبُ
إِذا أَلَمَّت بِوادي النيلِ نازِلَةٌ *** باتَت لَها راسِياتُ الشامِ تَضطَرِبُ
وَإِن دَعا في ثَرى الأَهرامِ ذو أَلَمٍ *** أجابَهُ في ذُرا لُبنانَ مُنتَحِبُ
لَو أَخلَصَ النيلُ وَالأُردُنُّ وُدَّهُما *** تَصافَحَت مِنهُما الأَمواهُ وَالعُشُبُ
بِالوادِيَينِ تَمَشّى الفَخرُ مِشيَتَهُ *** يَحُفُّ ناحِيَتَيهِ الجودُ وَالدَأَبُ
ما عابَهُم أَنَّهُم في الأَرضِ قَد نُثِروا *** فَالشُهبُ مَنثورَةٌ مُذ كانَتِ الشُهُبُ
وَلَم يَضِرهُم سُراءٌ في مَناكِبِها *** فَكُلِّ حَيٍّ لَهُ في الكَونِ مُضطَرَبُ
رادوا المَناهِلَ في الدُنيا وَلَو وَجَدوا *** إِلى المَجَرَّةِ رَكباً صاعِداً رَكِبوا
أَو قيلَ في الشَمسِ لِلراجينَ مُنتَجَعٌ *** مَدّوا لَها سَبَباً في الجَوِّ وَاِنتَدَبوا
سَعَوا إِلى الكَسبِ مَحموداً وَما فَتِئَت *** أُمُّ اللُغاتِ بِذاكَ السَعيِ تَكتَسِبُ
فَأَينَ كانَ الشَآمِيّونَ كانَ لَها *** عَيشٌ جَديدٌ وَفَضلٌ لَيسَ يَحتَجِبُ
هَذي يَدي عَن بَني مِصرٍ تُصافِحُكُم *** فَصافِحوها تُصافِح نَفسَها العَرَبُ
فَما الكِنانَةُ إِلّا الشامُ عاجَ عَلى *** رُبوعِها مِن بَنيها سادَةٌ نُجُبُ
لَولا رِجالٌ تَغالَوا في سِياسَتِهِم *** مِنّا وَمِنهُم لَما لُمنا وَلا عَتَبوا
إِن يَكتُبوا لِيَ ذَنباً في مَوَدَّتِهِم *** فَإِنَّما الفَخرُ في الذَنبِ الَّذي كَتَبوا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات