الاعلام الرسمي والمطبخ السياسي


بالامس كنت اشاهد الحلقه الاولى من المطبخ السياسي الذي قلب كل التوقعات بحيث لم يرقى بمستوى فهم المواطن ووعيه ولم يجسد الهدف الذي انتج لاجله وكان الدور الذي اعطي لمقدميه بعيدا عن مهنتهم وصفتهم بعد الكواضيع التي طرقها المطبخ عن ما اراده المواطن من جواب شاف وموضوع ساخن
في ظلال ما يسود المجتمعات عموماً من فساد وتحلل قيمي واجتماعي وأخلاقي نسبي، ومن تردي للمستويات العلمية والتعليمية، ومن تخلع وتخلف اقتصادي، و احتكار للسلطة السياسية ... يستدعي التأكيد على إبراز أهمية قراءة الواقع من جديد وفق آليات معرفية وعلمية تمتلك الإمكانية على إدراك الواقع وتحليله وتحديد آليات الخروج من الأزمات الراهنة .


وجال في خاطري سؤال وانا استعرض هذا الكم الهائل من الصحف والمواقع الالكترونية والاذاعات وتلك التسميات ونها اعلام رسمي واعلام خاص اعلام مقرؤ واعلام مسموع واعلام مرئئ الخ وتلك الجموع التي انضمت لنقابه الصحفيين حتى خلت انها دائرة جبايه الكل يدفع ولا يقبض شيئا لامعنويا ولا ماديا خاصة بعد ان طارت الطيور بارزاقها ووزعت الاراضي والهبلت على مستحقيها فكان ان راودني سؤال وسط مايتردد على اذني كل ساعه الاعلام الرسمي ....
هل يستطيع الإعلام الرسمي أن يكاشف نفسه بواقعه ومشاكله ?! ذلك هو السؤال الذي يفرض نفسه علينا اليوم.. والجواب, كما أظن, سيكون مثار جدل حار
بداية ما الذي تريده الحكومة اليوم من الصحافة محليه.. او رسمية باعتبارها المالك لها? وهل تسعى لتغيير مفردات خطابها بما ينسجم وعقل القارىء المنفتح على مختلف وسائل الإعلام التي أصبحت في كل بيت ةمقهر وناد ومطعم حتى بوسائل النقل ? وهل يمكن أن تتجاوب مع متطلبات التغيير التي تفرضها (طروحاتها) هي حول الشفافية والتطوير والتحديث?!‏
ومن جانب آخر ما الذي نريده نحن الإعلاميين من صحفنا في ظل الظروف التي نعيشها على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي? وهل نمتلك رؤى موضوعية لواقع عملنا وآفاقه المستقبلية? وهل يمكن أن نتحدث عن (سقف الحريات) الذي يشكل طموحا وحاجة للارتقاء بعملنا?‏ وايصال رسالتنا
قد يكون هذا غيض من فيض ولكن آن الأوان لفتح مثل هذا الحوار داخل البيت الذي يعني أهله أكثر من غيرهم, وعلى أرضية من الاحترام المتبادل والرغبة الصادقة بالتطوير.. والوصول الى ماترمي اليه رساله الاعلام النضط والمسؤول والذي من خلاله نستطيع ان نخدم مجتمعنا وامتنا وقضايهما بامانه
واسمحوا لي هنا أن أخص المسؤولين أصحاب القرار, ليس من باب المنة علينا, ولكن لأن القرار, ولنكن واقعيين, بأيديهم ان يغيروا من سياسات وبرامج الاعلام الرسمي ووسائله حتى يجذب المشاهد والقارئ والسامع صدق هذا الاعلام وشفافيته ومهنينه وحرفيته والتزامه بالدور المسند اليه
لان اكثر العاملين بحقل الاعلام الرسمي و كثيرون ممن ينضمون تحت مظله النقابه لاعلاقة لهم بالاعلام الا انها( سبوبه رزقه ) بعد ان تعثر حظه ولم يجد له عملا واقول البعض ولااعمم كما انه وجد الطريق السهل للوصول الى عضويه النقابه
واكثر العاملين بالاعلام الرسمي يعملون بالقطاع الخاص وبالاصل ليسوا خريجي صحافه ولم يمارسوا المهن هالا من خلال عملهم بالوظيفه الاعلاميه و لم يخضعوا لدورات تنشيطيه تنعش الذاكره وتنمي المهنيه واصبحت جدران الاعلام سهله واطيه يتسلقها الكل ويعتليها بسهوله لأن استجابته اصحاب القرار للحوار وتداعياته ضرورة تنبع من قناعتنا بأن الوطن وحب الوطن ليس حكرا على أحد وان علينا ان نحدث ونطور بما يتوائم ومسيرة الاعلام والظروف ومتطلبات ومستحقات ومعطيات المرحله للارتقاء ياعلامنا ليصل لمستوى المنافسة بالجودة والتنوع والابداع بما يخدم الصالح العام
فهل تستطيع حكوماتنا وضع التشريعات اللازمه لخلق اعلام رسمي هادف جاد ام نبقى في صوة مطبخ السياسه الذي لم يقفز بل تراجع بالدور الاعلامي خطوات ولم يخدم اعلامنا الرسمي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات