كمواطن اردني يرى ان فلسطين بضفتها وغزتها وساحلها وجليلها ونقبها هي توأم للاردن ، وكعربي لا يرى له قضية جديرة بالتبني غير القضية الفلسطينية وبالتالي توزين مواقف الامم الاخرى سلبا او ايجابا تبعا لموقفها من القضية الفلسطينية، وكأنسان لا يرى ان في التاريخ ظلما حاق بشعب كما حاق بالشعب الفلسطيني، اشعر بالصدمة والحزن الشديدين على موقف مندوب فلسطين الذي تبرع بانقاذ الكيان الاسرائيلي عبر طلب تأجيل مناقشة تقريرجولدستون الذي كاد ان يسجل سابقة في ادانة عدوان اسرائيلي همجي ضد اهل غزة وكان بالامكان ان يتحول قادة اسرائيل الى مطاردين بتهمة ""مجرم حرب""من خلال اقرار التقرير .

كانت العديد من المنظمات الدولية سبقت التقرير بالاعلان انه آن الاوان لاتخاذ اجراءات دولية كي لا يفلت مجرمو الحرب من العقاب، و""هيومان رايتس"" قالت نفس الكلام وزعماء لمنظمات حقوق انسان في اوروبا واميركا الشمالية استبقت التقرير بالقول ان العدوان على الشعوب لا ينبغي ان ان يمر دون عقاب، حتى ان بعض المنظمات قالت ان السعي الى اقرار السلام العادل لا بد وان يمر عبر انهاء الحقبة التي كان يفلت فيها المجرمون من العقوبة.

كل هذا الجو الدولي المهيأ لادانة اسرائيل والمدعوم بمواقف اربعة من خمسة اعضاء دائمين في مجلس الامن .. كل هذه الاجواء تم فرملتها واحباطها بطلب من قبل مندوب فلسطين في الامم المتحدة لتأجيل النظر في مناقشة التقرير بحيث صفع اقرب حلفاء الحق الفلسطيني.

المثير للحزن ان فرج مجرمي الحرب الاسرائيليين لم يأت عبر فيتو اميركي كان يمكن ان يحرج الادارة الامريكية التي لم تتورع عن ممارسته بل جاء الفرج من قبل الضحية ذاتها.. لقد انقذت الضحية جلادها من العقاب في سابقة سيذكرها التاريخ .

ان ما جرى لا يمكن تبريره تحت أي عنوان .. وبعد كيف نطالب بتضامن دولي ما دمنا نتبرع بانقاذ جلادينا؟؟.

يحق للجميع ان يسألوا لماذا هذه الخطوة وما هي مبرراتها؟؟.

 

Sami.z@alrai.com