أحلام الحرائر


ننحني اعجابا و اجلالا وتقديرا لأولئك الحرائر اللواتي ركلن الدنيا وما فيها لاجل الله ولاجل ثرى الوطن، والله اننا نتضاءل امام تضحياتكن ، ففي الوقت الذي نجد كثيرا من شاباتنا ونسائنا شغلهن اخر مغن واخر فيديو كليب واحدث موضة من العطور والملابس والماكياج و..و..الى غيرها من الاهتمامات السخيفة التي وللاسف باتت تعد اولوية ، قدمتن انتن زهرة شبابكن في سجون الاحتلال وحرمتن حتى من ادنى حقوق الانسانية ،فضربتن بهذا الثبات على الحق والصبر على المصاعب اروع الامثلة في الوطنية وحب الوطن ، تطبيقا عمليا على ارض الواقع ليس خططا في الهواء او خطبا يتشدق بها هنا او هناك، او اوراق عمل في افخم الفنادق، فلولاكن ولولا تضحياتكن لما استمرت مقاومة، فهنيئا للمقاومة بحرائر امثالكن وهنيئا لكن بهكذا مقاومة.

وهنا المفارقة ... ففي الوقت الذي نجد فيه خلافا بين الفصائل الفلسطينية وصل حد الاقتتال، نجد في اسماء الاسيرات وحدة في الصف الفلسطيني غابت لسنوات ، حرائر من فتح والجهاد والشعبية والمستقلات وحماس ، فلعل سنين الاسر وزنزانة العدو المشترك واسر الحرائر الفلسطينيات كفيلة برأب الصدع بين الاخوة مرة اخرى ، ولعل على عاتق أولئك الحرائر كما دافعن عن الوطن وقضين سنين في سجون الاحتلال بالامس ان يدافعن اليوم عن الوطن بتحقيق الاجماع الوطني على قضية الاسيرات و الاسرى ، ومن ثم الى جميع الاشكالات العالقة الوم بين الفلسطينيين فهناك الكثير الكثير مما يجمعهم ويحقق المصالحة الوطنية.

وفي غمرة لحظات العز والفخر والفرحة التي نعيشها في استقبال حرائر المقاومة ، ننظر الى اخواتهن اللاتي مازلن وراء القضبان بعين من الامل باللقاء القريب ، و نذكر على وجه الخصوص اسيرة القدس وهي الاسيرة الوحيدة التي تحمل الجنسية الاردنية الحرة" احلام التميمي"،فكيف يهنأ لنا بال وكيف يطيب لنا عيش وكيف ننام بملء جفوننا ولنا شابة اسيرة تعاني ظروفا صعبة وسنوات قاسية في سجون الاحتلال تمتد مؤبدات و مؤبدات وتحتاج الى اعمار فوق عمرها حتى تنهي مدة محكوميتها ، لا لذنب اقترفته سوى ما حمتله في جنباتها من حب للوطن وعشق للقدس ، و شوق لترى شمس الحرية ساطعة تشع بخيوطها الذهبية على فلسطين كل فلسطين، فهل منا من يحمل قضية "احلام" على محمل الجد حتى تعود وترى النور من جديدام ان ذلك مجرد احلام....؟؟؟ فأين لجان حقوق المرأة؟ واين لجان الحريات؟ واين الاحزاب ؟ واين القيادات النسوية؟ اين هم جميعا من تبني قضية الاسيرة المحررة "احلام" لتكون على سلم اولوياتهم عملا وفعلا لا مجرد اقوال ووعود؟؟!

اولئك هم الرجال حقا، ولا تملك الا ان تنحني اعجابا و اجلالا وتقديرا لهم ، اولئك من ضحو ا بارواحهم وفلذات اكبادهم ، اولئك من صبروا و صابروا ورابطوا واتقوا الله ، اولئك هم الرجال حقا من قدموا وجعلوا الاولوية لتحرير الاسيرات الفلسطينيات ، في اول صفقة لاحت لهم ، بكل ما تحمل كلمة المرأة الاسيرة في ثقافتنا العربية والاسلامية من معنى ، وبكل ما يعني ان تكون اول ثمار المقاومة ، وما اعزها واغلاها من ثمار..! وما اعظمها واشرفها من مقاومة...!

ولم اجد خاتمة خيرا من كلمات القائد الفلسطيني المقاوم د.محمود الزهار في تعليقه على صفقة تحرير الاسيرات قائلا:"اكثر ما يؤثر في ذلك الطفل الذي ولد في السجون لأسيرة من الأسيرات اللواتي سيحررن يوم الجمعة و هو يرى النور والحرية لاول مرة".



تعليقات القراء

جيفارا الصريح
الاخت الفاضلة اخت الرجال الرجال
اشكرك على قدرتك على ترجمة ما يدور بخلد كل انسان شريف
فالحرية الحقيقية ..... هى ان تلد نفسك وليس حين تلدك امك
والى الشريفات المحررات اقول
كتب القتل والقتال علينا................... وعلى الغانيات جر الذيول
02-10-2009 07:35 PM
نشمي
هل من مجيب..؟
02-10-2009 10:03 PM
سمر
الفضل لله اولا ،وبعد ذلك ليس غريبا لمقاومة قادتها تحمل هم حتى الطفل الرضيع ان يكتب لها النصر باذن الله
05-10-2009 08:54 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات