سيناريو غزة القادم .. ؟!


ما أن تعاظمت قوة حماس جماهيريا وعسكريا, حتى تطور تفكير مسحها من الخارطة السياسية في فلسطين, فكانت أولى هذه الخطوات (أوسلو) ودخول فتح وقياداتها إلى الضفة وغزة, وتشكيل السلطة؛ ففتح حركة نضالية تاريخية سبقت حماس في الكفاح المسلح, كما أن لها جماهيرها في الضفة والقطاع, وكان الكثيرون يرون بعض الأمل في استعادة ولو بعض الحقوق, ولما مضت السنوات ولم يتحقق ما وعد الناس به, عادت الكفة تميل لصالح حماس والكفاح المسلح مرة أخرى, فقد تبخرت الوعود بعودة الحقوق, وبات الكفاحيون ( للسلطة المنزوعة السلطة) طامحين, وعلى شعبهم مسلّطون, فلم تفلح خطة أوسلو في ضرب المقاومة ممثلة بحماس, بل ازدادت حماس قوة, وبات المتردد قبلا مقتنعا أكثر في نهج حماس, ورفضه لقرارات أوسلو وإفرازاتها, ثم كانت مرحلة اغتيال القيادات الأبرز لحماس في الضفة والقطاع في خطوة أخرى لكسر إرادة المقاومة وإنهاء حماس, لكن ما حصل أن أضحت هذه الدماء سببا في زيادة المتعاطفين والداعمين لها من جهة, وإصرارا أكبر على نهج المقاومة من جهة أخرى. فكانت بعد ذلك الانتخابات, فخوض حماس لها سيجعل من المؤيدين الكثيرين لها يضع علامات استفهام على خطها النضالي, فالسلطة مغريات, كما أن المراد هو أن تنجح حماس بنسبة لا يكون لها أي تأثير على القرار الفلسطيني, فتصبح كمن بلع الموس فلا هي مسيطرة فتتخذ القرارات بما يتوافق مع نهجها, ولا هي خارجة فتستمر في نضالها المسلح, ومرة أخرى تفشل الرهانات, وتفاجئ حماس العالم بفوزها الكاسح في الانتخابات, فأصبح لها الحق في تشكيل الحكومة, والتحكم بالقرارات, فبدأت المؤامرات باسم فتح ومحبيها, فكانت مرحلة دحلان وتنفيذ كل ما يمكن تنفيذه من أجل إفشالها وإضعاف الحكومة التي شكلتها, هذا في الداخل, أما في الخارج فالحصار والمقاطعة, وكان يراد من الشعب الفلسطيني الانقلاب عليها فتكون قد خسرت جماهيرها, وبالتالي انهيار مشروع المقاومة. ونتج عن ذلك مرحلة الحسم حيث تفردت حماس بالسلطة في غزة... فكان لا بد من الحسم العسكري بحرب ضروس عمياء استخدمت فيها إسرائيل كل ما لديها من قوة ضد حماس والمقاومة, والشعب الفلسطيني الذي خيب أملها في الانقلاب عليها وتحمل مرارة الحصار والمعاناة, حيث كان الفشل أيضا عنوان المرحلة, وكسبت حماس عسكريا وجماهيريا في الداخل, وتعاطفا عربيا وإسلاميا, بل حتى دوليا, وبقي الحصار وتبعات الحرب ومرحلة البناء, ولم تسقط حماس, ثم كان اللجوء إلى المثل العربي (لا يفل الحديد إلا الحديد ) فإسقاط حماس في الداخل شعبيا وعسكريا يحتاج إلى تلبيس على المواطنين؛ ولذلك لابد من حركة جهادية؟؟!! أساسها الدين والعمامة, يعني من فصيلة حماس, وتكون من أبناء غزة تدعو إلى الجهاد؟؟!! وترفع راية لا إله إلا الله, وتحمل اسما مناسبا (جند أنصار الله) فالناس سيتعاطفون معها (لأننا شعب عاطفته الدينية قوية ) وستكون الشبهة والفتنة, والنتيجة ستكون حاسمة, عند إعلان الإمارة, وبث بذور الفتنة بالعمامة, سواء كانوا (جند أنصار الله) على علم ودراية, أم أنهم كأحجار الشطرنج سيرمى بهم في النهاية, عند اكتمال المهمة, أو الدخول بغزة إلى صومال الأئمة, فتكون إسرائيل قد حققت ما فشلت بتحقيقه بالحصار والحرب والأزلام. أما النهاية فكانت حاسمة حمساوية دموية بامتياز, فدفنت الإمارة ولم تتجاوز يومها الأول, وبقيت حماس.
ولا أستبعد مع استمرار الإصرار الإسرائيلي على إقصاء المقاومة وحماس, وفشل المحاولات المتكررة وغير اليائسة؛ أن يكون السيناريو القادم محاولة بث بذور الفرقة والخلاف بين قيادات حماس, سواء من داخل غزة, أو من خارجها (لا يفل حماس إلا حماس). فإقصاء حماس سبيل للحل النهائي الذي تطمح له إسرائيل, وعودة دحلان أو من هو على شاكلته, لطي ملف القضية الفلسطينية, وفرض سلام الشجعان؟؟! على طريقة نيتنياهو وليبرمان.
rawwad2010@yahoo.com



تعليقات القراء

ريم الزيود
سلمت يداك دكتور ........ صدقا الخلاف والنزاع لا ياتيان الا بالمصائب .... ولا يسعنا ان نقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل
30-09-2009 04:33 PM
أبو قصي
في البداية أشكر الأخ الكاتب وأود الاشارة الى اني اوافقه الرأي فيما طرح وحلل وهو الطرح الذي تهدف له اسرائيل لانه سيوفر عليه الكثير من الجهود المادية والعسكرية وردود الرأي العام فالجهود لا تنتهي لبث بذور الفرقة والفتنة بين افراد الشعب الواحد وهي السمة التي تتميز بها المنطقة ككل فالحروب الداخلية توفر على اعداء الامة الكثير من الجهد والمال والاهم وهو حياة ارواح جنودها
انظروا الى الدول العربية والفتن الداخلية التي تظهر في كل مكان ومهيأة في اماكن اخرى
كما ان اسرائيل قد نجحت في غزة عندما دفعت الاخوة الى الاقتتال وهم ابناء البيت الواحد
ويبقى الاحتمال وارد الا اذا تيقظت حماس بكل قياداتها الى هذا الامر
30-09-2009 09:11 PM
وين الجديد يعني
الكاتب المحترم اين الجديدي في هذا الطرح واين التحليل واين التنسيق ولا هو مقال وبده ينزل و لا شو القصة بدنا نفهم

شكرا جراسا
الي طلب : اعرضوا مقالات كتابكوا على مختصين قبل ما تنزلزهم
04-10-2009 04:54 AM
العيون الخضراء
اللي بطرح هيك موضوع ولسه بذكر فلسطين واهلها أحسن بكثير من الناس اللي نايمة ولا على يالها .
04-10-2009 11:35 PM
القن
شفت يادكتور حسان ؟؟؟!!! هذول تبعون الامارة نفسهم الي (عندنا) ما جاؤا الا من اجل خراب الديار. يمزجزن بين الدين والعنجهية
08-10-2009 09:30 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات