الصور المسيئة وما وراءها


إن نشر الصور المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام ، الذي قال فيه رب العرش العظيم "وما ارسلناك الا رحمة للعالمين" ، هي واحدة من مسلسل هذه الإساءات ، لتحقيق الكثير من الأهداف والغايات الخبيثة ، مستخدمة الاساءة للرسول الكريم كسلاح لتحقيقها ..
فخير رد على هذه الأساءت ما جاء في قول الله تعالي : وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا .
لم نستفد مما جاء في القرآن وأحاديث الرسول الكريم ولا من نصائح الصحابة ، فقد تم إستغلال عواطف ومشاعر مخلصة للرسول المصطفى (ﷺ ) استغلالاً شرساً ، فخرجت بعض الفتاوى تتنافى مع قيم وتعاليم الإسلام الحنيف من هنا وهناك ، و أخرى استغلت عواطف بعض الشباب المسلم البسطاء لتحريضهم على العنف ، و جهات أستخدمت بعض المجرمين الذين أُخرجوا من السجون لهذه الغاية ، ونفذوا جرائم قتل والذبح بالسكاكين وممارسة العنف على الملئ ولصقها بالأسلام ، مع العلم بأن هناك من يُشكك بأن أجهزة استخبارية مغرضة والموساد الاسرائيلي وراء بعض العمليات ، حيث إستغلها الصهاينة لأثارة الكراهية وتشوية صورة العرب والمسلمين أمام شعوب العالم ...
نلاحظ هنا ، ما أن نشرت المجلة الفرنسية المثيرة للنعرات والاحقاد، صور مسيئة للرسول الكريم (ﷺ ) ، قام "الاخوان الإرهابيان " في مهاجمة مكتب المجلة قتل وجرح عدد من الفرنسيين ، بنفس الوقت تم مهاجمة مطعم يهودي في باريس من قِبل إرهابي وإرهابية وقتل وجرح عدد من اليهود ..
هنا نستسلم أمام الكثير من الأسئلة !!! ، فهل بمحظ الصدفة أن وقعا هذين الحادثين الأجراميين في نفس اليوم وبنفس البلد ؟؟ ، اليست غلطة الشاطر أن تتم الحادثتين في نفس الفترة ونفس البلد ولكن من قبل جهتين غير منظمتين لا رابط بينهما ؟؟
اليس لموقف فرنسا في الأمم المتحدة سبب وراء هذه التفجيرات وإنذار للدول التي ايدت برلماناتها الدولة الفلسطينية ؟؟ ، اليس وقوع هجوم ضد فرنسيين في الحادثة الأولى واستهدف المطعم اليهودي في الحادثة الثانية له حسبة معينة تستحق التحليل ؟؟ ، اليس لمشاركة نتنياهو في مضاهرة الجمهورية في باريس ، وإستغلال اسرائيل للمضاهرات التي انطلقت في الغرب في تلميع صورتها وتبرير جرائمها أمام العالم ؟؟ ، وإضفاء الشرعية على حربها على الشعب فلسطيني بأنه حرب على الإرهاب ، اليس هذا ردة فعل اسرائيل على إنظمام فلسطين لمحكمة الجنايات الدولية ؟؟، ولما تحقق من تعاطف عالمي مع القضية الفلسطينية وشجب للتوسع الإستيطاني والإنتهاكات الإسرائيلية اليومية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ..
إن ردود الأفعال السلبية و الغير عقلانية و الغير مدروسة ، فتحت الباب أمام كل طالب شهرة وحاقد ، متى ما شاء يستفز المسلمين بهذه التفاهات ليُحقق أغراضة وغاياته ، فهذه المجلة الفرنسية مثلاُ ، كي تخرج من ازمتها المالية وتحقق شهرتها ، قامت بنشر هذه الصور وأطلقت حملة إعلامية واسعة ، كان من نتائجها ، أن حققت المجلة ما تصبوا اليه ، فأنهت مشكلتها الماليه وحققت ارباح هائلة ، و حققت شهرة واسعة لم تحلم أن تتحقق ، فبعد ما كانت توزع بضع الاف من طبعتها ، أصبحت توزع الملايين وتُعيد الطباعة مرات عدة ...
استحظر هنا قصة اليهودي الذي كان يضع القمامة على باب بيت النبي (ﷺ ) كل يوم ، فيخرج النبي (ﷺ ) ويزيح القمامة ، إلى أن جاء يوم لم يجد فيه النبي القمامة ، فسأل عن اليهودي فأُخبر بأنه مريض ، فزاره في بيته ليطمئن علية ، تفاجأ اليهودي مما فعله النبي (ﷺ ) يهذا الخلق العظيم والسلوك الأنساني ، فما كان من اليهودي الا أن يعتذر لرسول الله (ﷺ ) و عتنق الأسلام...
سُئل الشيخ الشعراوي رحمه الله عن رأيه في كتاب أحد المستهزئين بالإسلام فذكر قصة من القصص ، أن كفار قريش كانوا يقولون قصائد تذم الرسول وصحابته الكرام، ولم تصل لنا هذه القصائد لأن المسلمين لم يتناقلوها ولم يعيروها أي إهتمام فأندثرت، وعلينا أن نتعامل مع المسئ بنفس الأسلوب ولآ نعطيه أكبر منَ حجمه فينتشر أكثر ، اعملوا بوصية عمر أبن الخطاب رضي الله عنه ( أميتوا الباطل بالسكوت عنه ولا تثرثروا فيه فينتبه الشامتون )
فكانت هذه الآيات والاحاديث والقصص رسائل معبرة تُقنع الأعداء قبل الاصدقاء بأن الدين الأسلامي لا يرد الاساءة بالإساءة ونما هو دين رحمة ومودة ومحبة ..



تعليقات القراء

خالد العبادي
تحليل دقيق ورأي سديد يسلم قلمك ، رجل دولة بأمتياز
20-01-2015 01:08 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات