موعد التغيير الحكومي .. !


ثارت في الآونة الأخيرة الكثير من التكهنات والتأويلات حول قرب رحيل وزارة الذهبي وتصاعدت حدت هذه الأحلام والتطلعات إلى التنبؤ بخليفة الذهبي ووريثة الشرعي ولعل الكثير منهم لجئوا إلى قراءة الطالع وفتح الفنجان أو استخدام الجان لمعرفة ما يدور داخل الأروقة السياسية . ولكن لماذا الكثير متحمس إلى11 قرب رحيل الوزارة الحالية ؟, وهل ستكون الحكومة القادمة أفضل من الحكومة الحالية ؟ , أم هل سنثقل كاهل الميزانية بمزيد من الوزراء الجدد ؟ , لذلك دعونا نلقي نضرة سريعة على الحكومات السابقة والطابع العام الذي امتازت به هذه الحكومات .

شهد الأردن بعدد سكانه المحدود الذي يقارب ستة مليون نسمة مرور الكثير من الأشخاص للتناوب على الكراسي الوزارية من حكومة دولة المهندس علي ابو الراغب بتاريخ 19/6/2000م الى حكومة دولة نادر الذهبي 25/11/2007م ليبلغ عدد الوزراء ما يقارب 146 وزير بدون تكرار موزعين على ست حكومات وهذا كله فقط خلال سبع سنوات ولعل نصيب النساء من هذه الوزارات كان محدودا و محسوما بتكرار بعضهن في أكثر من الحكومة فكان نصيب النساء ما يقارب الأحد عشر وزير وأكثرهن حضا كانت الوزير سهير العلي لتكون ضمن ثلاث حقائب حكومية (الذهبي و البخيت وعدنان بدران ) تليها بتساوي ضمن حقيبتان وزاريتان السيدة اسمي خضر و دكتورة علياء محمد علي و الدكتورة رويده المعايطة والسيدة تمام الغول . ومن هنا ننتقل إلى ما يسمى بالتفنن باستحداث الوظائف الوزارية البراقة وهذه منوطة برئيس الوزراء ووجهة نضرة الثاقبة و مزاجيته المتقلبة فقد تشكل الحكومة بعدد 21 وزير ولكن بعد التعديل الأول تقفز إلى ما يقارب 30 وزير عن طريق استحداث حقائب وزارية جديدة كما حصل في وزارة فيصل الفايز وهناك مثلا من استحدث وضيفة وزير المراقب للداء الحكومي كما حصل في حكومة الدكتور عدنان بدران فقط وهناك من استحدث بما يسمى وزير دولة لشؤون التنمية الإدارية و وزيرا للاقتصاد الوطني كما حصل في حكومة المهندس علي ابو الراغب وقد يكون هناك مثلا وزيرا للتنمية السياسية ووزير دولة للشؤون القانونية ولكن بعد التعديل يتم الفصل بينهما ليحمل كل منهما وزيرا على حده كما حصل في حكومة الذهبي وهنالك الكثير من المسميات الوزارية الغريبة التي برأيي ليس لها إي فائدة ويمكن الاستغناء عنها وهي ليست إلا نوع من الترهل الوزاري و وسيلة لإرضاء الأشخاص المحسوبين على دولة رئيس الوزراء .

وكذلك امتاز الأردن على غير من كثير من الدول بكثرة التعديلات الوزارية فما تُشكل الحكومة حتى يبدأ رئيس الوزراء بتفكير بإجراء تعديل وزاري , ولكن هل هذا التعديل للمصلحة الوطنية ؟أم لإرضاء أشخاص آخرين محسوبين على رئيس الوزراء أو ما يسمى الحاشية الوزارية ؟ ولو كان للمصلحة الوطنية لماذا لا يتم اختيار الوزير وفق أسس صحيحة وجادة لا على اعتبارات شخصية واهنة ولماذا لا يتم التعديل مباشرة لا بعد مرور ما يقارب سنة على تشكيل الحكومة فعلى سيبل المثال شكلت حكومة نادر الذهبي بتاريخ 25/11/2007 وتم التعديل 23/2/2009 وكذلك حكومة الدكتور معروف البخيت شكلت بتاريخ 27/11/2005 وتم التعديل 22/11/2006 وعلى نفس المبدأ في وزارة السيد فيصل الفايز التي شكلت بتاريخ 25/10/2003 وتم التعديل بتاريخ 25/10/2004 , وهذا يطرح الكثير من التساؤلات حول المنهجية والأسس والمشروع التي تسير علية الحكومة , أم هي تسير عشوائيا و اعتباطيا متخبطة بآرائها وبقوانينها ومبادئها والغريب في الأمر انه يمكن حدوث تعديل للشخص نفسه ولكن بحقائب وزارية مختلفة فعلى سبيل المثال أيضا المهندس سهل المجالي كان وزيرا للإشغال العامة والإسكان وبعد التعديل أصبح وزيرا للنقل وكذلك المهندس علاء البطاينة كان وزيرا للنقل ليصبح بعد التعديل وزيرا للإشغال العامة والإسكان وأيضا الوزير باسم خليل سالم السالم كان وزيرا للعمل وبعد التعديل أصبح وزيرا للمالية وعلى نفس المنوال السيدة نانسي باكير كانت وزيرا للثقافة ثم بعد التعديل أصبحت وزيرا للتطوير القطاع العام وأيضا السيد ناصر جودة كان وزيرا لدولة لشؤون الإعلام والاتصال ليصبح بعد التعديل وزيرا للخارجية وهذا ليس محصورا على حكومة الذهبي ففي حكومة الدكتور معروف البخيت كان السيد سالم الخزاعلة وزيرا لتطوير القطاع العام ليصبح بعد التعديل وزيرا للصناعة والتجارة وكذلك السيد محمد شريف" علي شريف الزعبي كان وزيرا للصناعة ليصبح بعد التعديل وزيرا للعدل وأخيرا السيدة اسمي حنا سالم خضر في حكومة السيد فيصل الفايز كانت وزير دولة لتصبح بعد التعديل وزيرا للثقافة . صدقا لا اعرف ما لحكمة او الفائدة الوطنية المرجوة من هذه التعديلات أو لعله نوعا من تبادل الخبرات أو هو تحويل الحكومة حقلا للتجارب لإثبات كفائت وزرائها وكيف سنحقق نموا في شتى المجالات في ضل هذه التعديلات والتغيرات الغير منهجية والغير مدروسة والتي تعطل في رأيي الكثير من المشاريع الوطنية الهامة .

والناضر للحكومات الأردنية المتعاقبة يلاحظ ظاهرة ما يسمى التوريث الوزاري فكثير من الوزراء الحاليين أو السابقين هم أولاد وزراء أو رؤساء مجالس نواب فمثلا المهندس سهل المجالي هو ابن رئيس مجلس النواب الحالي عبد الهادي المجالي والمهندس علاء البطاينة هو ابن معالي الوزير الدكتور عارف بطاينة و باسم خليل سالم السالم هو ابن الوزير خليل السالم وكذلك الأمر عند الدكتور صلاح الدين البشير هو ابن الوزير الشهيد الدكتور محمد عبد الرحمن البشيـر .

وكذلك انفرد الوزير الأردني بالقدرة على السير والمضي قدما بغض النضر عن الوزارة التي يتولاها أو المؤهل العلمي والتخصص الذي يحمله أي أن الوزير " بتاع كله " فعلي سبيل الذكر لا الحصر السيد باسم خليل سالم السالم عمل وزيرا للعمل وعمل أيضا وزيرا للمالية وهو يحمل بكالوريوس في الهندسة الكيماوية وكذلك السيد عيد الفايز كان وزيرا للعمل ووزيرا للعدل ووزيرا للشباب الرياضة وهو يحمل درجة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية وكذلك الأمر عند الدكتور صلاح الدين البشير فقد كان وزيرا للصناعة والتجارة ووزيرا للعدل ووزيرا للخارجية و وزير دولة لمراقبة الأداء الحكومي وأيضا السيد سعيد سميح طالب دروزه كان وزيرا للصحة على مرحلتين وهو وحاصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الصناعية وكذلك الأمر عند السيد عبد الرحيم العكور حيث كان وزيرا للشئون البرلمانية ووزيرا للشئون البلدية والقروية والبيئة ووزير دولة وأيضا السيد رائد رفعت أبو السعود وزيرا للإشغال العامة والإسكان ووزيرا للنقل و وزيرا للمياه والري وكذلك الأمر عند معالي السيد نادر الذهبي فقد كان وزيرا للنقل ووزيرا للسياحة والآثار ومن ثم رئيسا للوزراء .

وأخيرا في ضل هذه العشوائية المتبعة في تشكيل الحكومة وفي اختيار الوزراء الذي يغلب عليه طابع الشللية والمحسوبية والمصلحة الشخصية فأننا لن نصل إطلاقا إلى نهضة ملموسة في أي مجال من المجالات وسنبقى كما يقال" مكانك سر" وهذا واضحا للعيان في الحكومة الحالية فلم نلمس أي تغيير بل الأمور من سيء إلى أسوء. حمى الله أردننا وحمى الله مليكنا وأدامه سندا وذخرا وراعيا ومتراسا لنا وللأمة العربية والإسلامية .



تعليقات القراء

عنبتاوي
يسلموا ايدك على هذا المقال واكيد الحال مش راح يصلح في ضل غياب الالية الصحيحة لسير الحكومة الي هي في واد وشعب والدولة في واد
29-09-2009 08:29 PM
ياسين الياسين
صادق الوزير بيفهم بكلشي الا الوزارة الي بتولاها ولا كيف صار وزير هو لو بيفهم صار وزير الشغلة معروفة
29-09-2009 09:24 PM
المومني
طيب يا استاذنا العزيز شو الحل برايك وكيف سيتم معالجة هذا االخطا برايك والمسئولية الكبرى تقع على عاتق من (الملك , المافيا الوزارية , مجلس النواب , الشعب ÷)
30-09-2009 12:43 AM
ديكارت
جميعنا نعرف اان الحكوكات جميعها تسير بغيردستور lمشروع حكومي متغير ومتقلب ولهذا نحن كمواطنون لا يهمنا كثير من هو ات الى حكومة فكل حكومة تورث الحكومة القادمة مزيدا م العجز والديون المتراكمة والمشاريع المتعطلة فصدقت حينماقلت مكانك سر والافضل لو قلت للخلف در . امل ان توافقني الراي
30-09-2009 08:15 PM
غريب
هندسة صناعية يصير وزير صحة على مرحلتين والله غريييييييييييييب شو لكان انا لازم اصير رئيس وزراء
30-09-2009 08:19 PM
النمري
صحييييييييييييح بس لو حكيت للخلف در افضل من مكانك سر لانه ياريت ضلينا مكانك سر ما ارجعنا 100 سنة للورى حتى اكلنا هوى العين بصيرة والايد قصيرة شو العمل الله يعين ويحمي بلدنا وملكنا
02-10-2009 01:07 AM
بني خلف /بيت يافا bani khalaf /irbid
لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم
الوظائف العلياء عندنا تشريف لا تكليف
والحمد لله السلطة في الاردن متداولة لكن بين حفنة من ابناء عشائر معينة وفئات متنفذة
ونحن البلد الوحيد الذي يجعل الوزارة بالوراثة لا حسب القدرة والكفاءة
فالوزير الفلاني يبعث ابنه للدراسة على حساب الدولة بعد حصولة على معدل 55 في التوجيهي يبعثه ليأتي باعلى الشهادت ليكلف خزينة الدولة مئات الاف الدنانير وعندما يعود لن يتعب في البحث عن منصب في الدولة لتجده بعد سنة او اثنتين معالي الوزير
ففعليا اصبحت الوزارة مزرعة ابيه وجده من قبله !!!!!!
03-10-2009 10:20 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات