الغرب الحاقد !


واضح ان الغرب ما يزال يحمل حقده الاسود على الاسلام والمسلمين وليس لدية ادنى رغبة ليعترف بدور الاسلام والمسلمين في هداية البشر واخراج اوروبة من دياجير الظلم والقهر والجهل في العصور الوسطى الى اشعاعات الحضارة والتمدن حين كانت الكنيسة تحمل لواء التجهيل والتطرف وحين كانت السجون تعج بالاف البشر الذين كانت تسلخ جلودهم وتقلع عيونهم ويحرقون بالزيت حتى الانصهار لمجرد محاولتهم الخروج على الواقع المظلم .. كانت الزنازين صورة مصغرة عن الجحيم في الوقت الذي كان المسلمون ينعمون بحالة من التقدم شملت كافة مجالات الحياة .... 
لا أعرف ما الذي دها هذا العالم الاسلامي لينحدر الى هذه الدرجة من الانحطاط والتراجع ويصبح محط سخرية واستهزاء كل شعوب العالم المتمدن ..
والأكثر مرارة ان يتكالب هذا العالم على المسلمين فيمعنون فيهم قتلا وذبحا تحت مسميات كثيرة من ابرزها القضاء على الارهاب وكأن الاسلام والمسلمين هم مصدر الارهاب في العالم ,,,,
ان الغرب هو من صنع الارهاب وهو من صدرّه الينا وهو من احتضن كل ارهابيي الدنيا وحصّنهم بقوانين وتشريعات تحميهم من تبعات ما يقومون به من اعمال اجرامية ...
امريكا هي ام الجريمة وهي حاضنة الاجرام وهي من تشجع عصابات المافيا لتصدير جرائمها الى العالم الاسلامي ..
فرنسا التي سيظل سجن الباستيل وصمة عار في تاريخها الى الابد تعتبر الاساءة الى رسول البشرية محمد صلى الله عليه وسلم حرية شخصية وهي لا تعرف انها بذلك تخلق حالة من الاستفزاز لكل مسلمي الدنيا الذين سيدافعون عن نبيهم بكل الوسائل ...
كان الاجدر بالغرب ان يعرف تماما ان من يسيء الى الرسول محمد فانه يسيء الى كل الانبياء والرسل ..
وان الغرب المتعامي عن الحقيقة لا يريد ان يعرف مدى حب المسلمين للنبي عيسى ابن مريم واجزم انهم لو قرأوا القرآن الكريم الذي أفرد سورة كاملة للبتول مريم ولوانهم عرفوا مدى حب المسلمين لهذه الطاهرة الطهور لتوقفوا عن غيهم وتحريضهم لسفلة العالم على المسلمين ...
لقد فشل المسلمون في هذا الزمان في اعطاء الصورة الحقيقية عن الاسلام في الوقت الذي نجح فيه الغرب في تشويه صورة الاسلام والمسلمين .... وصار الاسلام والمسلمون من وجهة نظرهم عبارة عن مجتمعات متخلفة قوام حياتها القتل والذبح وحب النساء والسهر والمجون...
كنت اتمنى على العرب والمسلمين ان يقفوا موقفا حازما ضد كل من يسيء الى دينهم ونبيهم وان يوصلوا رسالة حاسمة صارمة بأن النبي خط احمر وان الاساءة له هي اساءة لكل المسلمين ... كانت ردود فعل الانظمة الاسلامية في كل مرة يساء فيها الى ثوابتنا ومقدستنا عبارة عن استنكار خجول وشجب باهت بينما تحركت كل الدنيا وبما فيها العالم الاسلامي ضد جريمة الاعتداء الاخيرة على مقر الصحيفة الفرنسية التي مارست الاساءة لنا ولرسولنا جهارا نهارا ...
كلنا ضد الاعتداء على الصحيفة وكلنا ندين هذا العمل الاجرامي لكنني اتساءل لماذ لم ينتفض العالم على اجرام امريكا وفرنسا ة وبريطانيا وبقية الدول المنافقة التي تدور في فلكها والتي حولّت الشعب السوري الى جماعات مهجرة تعيش في الخيام وتحاصرها الثلوج بينما لا يتوقف طيران هذه الدول عن ارتكاب افضع المجازر بحجة القضاء على داعش مع انهم كلهم ونحن معهم نعرف ان الهدف هو القضاء على الاسلام ليظل المسلمون على ما عليه من تفرق واقتتال ... ان فضائع الامريكان في العراق وان ما تعرض له العراقيون في السجون العراقية سيظل وصمة عار في تاريخ العالم الذي يصف نفسه بالمتمدن ... لقد خجلت الكلاب من اعمالهم ومع ذلك تتبجح امريكا بأنها تريد تحرير العراق وممن؟ من العراقيين...
ان جرائم بريطانيا التي قدمت فلسطين هدية لليهود وان دعم امريكا اللامحدود ومعها العديد من دول العالم ومن ضمنها دول للاسف عربية واسلامية لليهود الذين ارتكبوا مجازر لايوجد لها وصف في كل قواميس الدنيا ومع ذلك فان امريكا وحليفاتها ضربت بحذائها كل الدول التي حاول ان تنتزع منها مجرد استنكار ...
نحن كعرب مسلمين ومسيحيين امام حالة من الحقد الدفين للقضاء على حضارتنا العربية والاسلامية من خلال تشويه صورتنا امام العالم وللأسف فقد وجد من بيننا من ساهم في تعزيز هذه الصورة من خلال ممارسات واعمال لا تمت الى الاسلام بصلة وصارت هذه الاعمال هي القاعدة ..
شخصيا انا لست متفائلا من مستقبل الدول العربية والاسلامية التي ستشهد مزيدا من التشردم والتفرق والضعف والاقتتال وانني على يقين من ان خارطة الطريق التي رسمها اليهودي هنري كيسنجر عرّاب السياسة الامريكية والصهيونية في ثمانينيات القرن الماضي ستتحقق بشكل اكبر واسرع مما نتصور ...
ادرك تماما ان دور المسلمين كأمة وكيانات دينية وسياسية قد أخذ بالأفول ولكنني على يقين جازم من ان نجم الاسلام سيظل متألقا في القلوب والعقول في الشرق والغرب والشمال والجنوب رغم انف كل الحاقدين في الغرب والهمل ممن ينتسبون للاسلام والعروبة بالاسم \
اكرر ما بدأت به واقول ان كل مؤتمرات الدنيا والتي يشارك فيها العرب والمسلمون لن تحول دون ردود فعل غاضبة ودامية اذا حاول الغرب الحاقد الاساءة للرسول الكريم وللقرآن المجيد وللاسم الحنيف ..
وان ما يمنع اي مسلم من اي عمل غاضب ضد المسيئين هو ان تدرك اوروبا والغرب انه مهما بلغنا كعرب ومسلمين من ضعف وهوان فان الدين هو خط الخطر من يتجاوزه لن يسلم من عواقب ردود فعلنا... ولذلك فالاجدر بمن يخطط لهذه المؤتمرات ومن يحاول الصاق التهم بالاسلام والمسلمين ان يعيد النظر بحساباته فالاسلام دين الله في الارض وهو دين يحتم علينا الايمان بكل الانبياء والرسل وان لسيدنا عيسى عليه السلام وامه مريم مكانتة أثيرة ومحترمة اكثر مما هي في اذهان وعقول الغرب الحاقد ... وليعلم هؤلاء اننا مسلمين ومسيحيين ننطلق من منطلق واحد مفاده ان العيش المشترك بين ابناء الديانتين الاسلام والمسيحية هو النموذج السليم والصحيح الذي يوفر لنا السبيل نحو مستقبل آمن ندافع فيه عن كرامة الديانتين وعن حبنا للنبيين الكريمين محمد وعيسى عليهما السلام ونحن ندرك تماما ان اليهود هم من يقفون وراء كل محاولات النيل من الديانتين وهذا هو ديدنهم منذ الاف السنين... مجددا ادعو زعماء العرب والمسلمين الذي سيشاركون في اي فعاليات ونشاطات هدفها النيل من العروبة والاسلام بحجة مكافحةالارهاب ان يرفعوا صوتهم عاليا ويقولوا بكلام فصيح واضح ان أسوأ انواع الارهاب هو الارهاب الذي يمارسه الغرب ويستفز فيه العرب والمسلمون حين يسمحون بالاساءة للرسول وللاسلام والمسيحية وذبح الشعوب العربية والاسلاميةبهدف تركيعها واعادة استعمارها تحت مسميات جديدة ونهب خيراتها هذا هو الارهاب الذي ان سكت عليه زعماء الامة فانه سيكون الدافع نحو مزيد من الاعمال التي تدون في مصنفات السياسيين على انها ارهاب ولكنها تصنف في فهارس المجد والكرامة على انها شرف ما بعده شرف ...
ان الامم الضعيفة تذوب امام الامم القوية ولكن الامة التي تحترم دينها وشرفها وتتوكل على ربها لن تموت وستنهض من سباتها مهما طال الزمن ...
مرة اخرى علينا شعوبا وحكاما ان ندرك مدى حقد الغرب علينا عربا ومسلمين وان من استباح حرماتنا وهتك اعراضنا لن يتوانى عن ازالتنا من الوجود حين يحين موعد حصادنا .. للاسف ستكون رائحة الشواء عربية اسلامية لان من سيحرقنا ويبيدنا هم من يدعوّن العروبة والاسلام وسيكونون ادوات التنفيذ الحمقاء.
mkatishat@yahoo.co



تعليقات القراء

شادن فرح
الاستاذ محمود قطيشات تركنا ربنا وتوكلنا على اعدائنا فأصبحنا ذليلين الغرب حاقد على العرب وعلى المسلمين ولكن الله سينصر جنده وسيهزم الاحزاب انا متألم من حال الامة التي اصبحت سخرية للعير
15-01-2015 07:34 PM
ابو انور
تكلمت اخي محمود باسمنا كلنا الغرب كله متوحد لتفريقنا واضعافنا نعن اليهود هم من يتحكمون بمصير المسلمين والمسيحيين واذا بقينا على ما نحن عليه فسيكون مستقبلنل مظلما لا سمح الله
15-01-2015 07:57 PM
فتحي حميده
صدقني يا اخ محمود ان الغرب حاقد وشريّر لكن من الحمق ان نظل أغبياء يضحكون عاينا ويسيؤون لنا ونحن نداريهم ونجاملهم انت وضعت يدك على الجرح لكن نحن بحاجة الى صدمة تعيد الينا كرامتنا ..شكرا يا جراسا
16-01-2015 01:05 PM
فرحان صعيدي
بدون مجاملة جراسا دائما في المقدمة والكاتب القطيشات على الرأس كلام بديع وجميل ومؤثر بسبب تفرقنا صرنا غثاء

عزتنا بالعودة الى ديننا وتوحدنا ونبذ الفرقة والتوكل على الله وليس على امريكا عدوتنا
16-01-2015 01:21 PM
فيصل ناصر
عندما انهيت قراءة المقال حزنت كثيرا لما آلت اليه احوال الامة العاقل من يتعلم من اخطاء الاخرين اما نحن فلم نتعلم حتى من اخطائنا.. قكة الجهل
16-01-2015 02:44 PM
السوسنة السوداء
الحمد لله على نعمة الاسلام
16-01-2015 02:55 PM
ورود
مهما حاول الغرب الاساءة للاسلام فلن يفلح الاسلام دين الله على الارض
16-01-2015 04:37 PM
الهام شاويش
واضح ان جراسا افضل موقع اردني يهتم بقضايا الامة بعيدا عن الاسفاف اشكر جراسا واتمنى التوفيق لكاتب المقال واسأل الله ان تنهض الامة من سباتها
16-01-2015 07:20 PM
صباح الخير
صباح الخير لجراسا وصباح الاحترام للكاتب المحترم مقال واقعي واقع مؤلم وغرب حاقد ودول اسلامية متناحرة وشعوب لاحول لها ولا قوة واقع محزن بكل اسف
17-01-2015 10:59 AM
فايز الزعبي
خالص التحية من عشائر الزعبية في الرمثا وفلسطين للكاتب الذي تحدث بكل صراحة وموضوعية عن واقع الامة وتحدياتها واضح ان الامة تعيش اسوأ اوضاعها ربنا وحده القادر على نصرة دينه
17-01-2015 07:55 PM
مسيحي فحيصي
اشكر ابن السلط والبلقاء الاستاذ محمود قطيشات على المقال وهو ليس غريبا عليه فهو كما نعرفه رجل موقف ووطني مخلص وصحفي متميز نحترمه ونحترم كل ما يكتب والشكر الموصول لموقع جراسا موقع كل الاردنيين
17-01-2015 08:53 PM
salemabed
جميل ان تكون كل التعليقات ايجابية مما يدل ان الجميع يشعرون بنفس المشاعر ويتمنون للمسلمين والعرب ان ينهضوا من كبوتهم وبالنسبة لجراسا فالمقال فيها يعني لنا الكثير فجراسا تمثل نبض الشارع
18-01-2015 07:59 PM
راعي البعارين
نحن لازلنا في العصور الوسطى وهم تجاوزونا لانهم اغلقوا الكنائس واتجهوا للعمل الانساني والجاسوسية من خلال العمل الانساني لصالح حكوماتهم لساتك معي نحن يجب ان نزيل الغمة ونفعل مثلهم لساتك معي والاغيرت...
05-02-2019 10:09 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات