أوباما الرئيس الآلي


كلما نظرت إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما أشعر كأني أنظر إلى رجل آلي (روبوت)، فهو يتحركُ ويمشي ويتكلم ويتصرف بشكل مبرمج وفق آلية نمطية محسوبة بدقة على عكس بوش التلقائي الذي يذكرك بفتوتات رعاة البقر.

بل دعوني أصارحكم بإحساس غامض أني أظن أن أوباما الذي يظهر على شاشات التلفزيون وفي المؤتمرات والاجتماعات هو غير أوباما المرشح المغمور للحزب الجمهوري قبل سنتين أو أكثر؛ هل قُتل أوباما الحقيقي أم وُضع رهن الإقامة الجبرية أم أُعيد إلى أفريقيا أم ابتلعه مثلث برمودا؟ لا أدري ولكن ما أظنه أنا فقدنا أوباما الحقيقي إلى الأبد!!

وجه الخطورة في الموضوع أن الرئيس الآلي لا يمكن أن يتصرف بحرية وتلقائية لأنه فقد المشاعر والعواطف وفقد قبل ذلك حرية التصرف، ووقع تحت سيطرة قوة طاغية جبارة تسيره على المسطرة كيف شاءت دون أن يجرؤ على الاعتراض أو التمرد.

الابتسامات العريضة والخطوات الرشيقة والملامح الطيبة والكلمات المعسولة قد تخدع الناس فترة من الزمن ولكنها لن تطول، فسرعان ما ينكشف الزيف وتذوب هذه الابتسامة وتظهر الحقيقة المرة التي تؤكد أن أوباما ما هو إلا قناع ناعم لرئيس لا يقل فظاعة عن بوش إن لم يكن أشد.

الواقع المر والمؤلم في وادي سوات الباكستاني يدلل أن بوش لم يجرؤ أو لم يفكر في تدمير هذه المنطقة وتشريد أهلها، بينما فعلها أوباما وبقلب بارد، فجعل المنطقة دماراً وركاماً وآثاراً يصور مدى الجريمة الأميركية التي ارتكبها ويرتكبها صاحب الابتسامة الناعمة والقوام الرشيق والملابس الأنيقة، والأمثلة كثيرة في مناطق أخرى.

يتحمل أوباما ما يحدث باسم الولايات المتحدة في كل العالم رغم أنه مرغم على التنفيذ ولا يملك من أمره شيئاً، وإن صرَّح بما يعتقد أنه خروج عن الخط الأميركي في عهد بوش، فليس ذلك إلا للتسويق الإعلامي وبيع الوهم للمضبوعين هنا وهناك.

تحدثت تقارير صحفية قبل مدة من الزمن أن الرئيس الأميركي أوباما يعاني من فراغ كبير مما يجعله يتنقل في أرجاء البيت الأبيض ويمازح الموظفين والصحفيين ويخرج إلى حديقة البيت الأبيض، وبالتأكيد يمارس الرياضة، ولا أشك أنه يدمن الألعاب الإلكترونية، وكل ذلك لأنه غير معني بمتابعة القضايا الساخنة هنا وهناك بكف اليد، فوظيفته الحقيقية هي أشبه بوظيفة الناطق الرسمي يتكلم بما يُوحي إليه ممن يحكمون الولايات المتحدة فعلياً.

الأحلام التي بثها أوباما هنا وهناك تبخرت، والوعود التي قطعها تم التخلي عنها بحجة أو أخرى، والمستقبل الواعد الذي بشر به سيتبدد تحت ضربات الواقع المؤلم، ويا ضيعتنا يوماً إن ترحمنا على أيام بوش الثاني!!

إن الدراسة الواعية لمسيرة أوباما منذ بزغ نجمه حين انتخب عضواً في الكونجرس وحتى فوزه في الزفير الأخير رئيساً متوجاً للبيت الأبيض، وهو الأسود الزنجي ذو الخلفية الأفريقية المسلمة تؤكد أن وراء الأكمة ما وراءها، وإن انتخاب أوباما جاء لأغراض دعائية لتحسين صورة الولايات المتحدة الأميركية القبيحة كبلد ديمقراطي متسامح فحتى السود لهم فرصة، والأصول الأفريقية لا تحرم الأميركي من الوصول إن كان مناسباً، بل والخلفية الإسلامية لا تمنع ما دام الرئيس يحترم النظام الأميركي.

ولذا جاء أوباما كمكياج على الموضة لعصبة تحكم الولايات المتحدة، وجعلت من أوباما مسوقاً لمخططاتها وفق سياسة الأفعى الناعمة، والسم طيب المذاق، والقتل الرحيم على أنغام الموسيقى!

وقد آن الأوان أن نستيقظ من أوهام التحرر على يد أوباما، وأن نخرج من شرنقة الرئيس الجنتلمان الدمث الذي ينسج لنا بيت العنكبوت وهو يشبعنا ابتسامات يوزعها في كل اتجاه، ولا بد أن نكون عمليين نحاسب على الأعمال والأدوات لا الأقوال والأمنيات وبيع الهواء في عالم لا يعترف إلا بالحقائق مهما كانت مرة أو مؤلمة!!

mosa2x@yahoo.com

 



تعليقات القراء

أميمة الرواجبة
لكن من وراء أوباما أي من وراء هذا التزوير كله أرجو أن تفهم قصدي و تكتب مقال عن الذي من وراء الكواليس و جزاك كل خير على مقالك
29-09-2009 03:47 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات