السخيفة الفرنسيّة إيبدو .. " مسمومةٌ هي لحومُ العلماءِ .. فكيف بلحومِ الأنبياء! "


الخبر : صدر اليوم عدد جديد من مجلة شارلي إيبدو " الفرنسية يتضمن رسماً كاريكاتيريًا للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم- ، وطبعت منه ثلاثة ملايين نسخة لتوزيعها في أكثر من عشرين دولة ، واعتبرت واشنطن أن الصحيفة لها الحق في ذلك.!! 
جوابنا : ليست هذه المرّة الأولى التي يُظهرون فيها – لنا – سَوْءاتِهم ؛ لكنّهم ( يطوِّرون ! ) في أساليب وأشكال صَوْلاتهم .. فمن ( مقولات وتصريحات ) إلى ( صور كاريكاتوريّة ورسومات ) ، وأخرى : ( كتب ومؤلفات ) ، إلى ما رأيناه – قبل مدّة – من إنتاج ( الأفلام ) المشينة التي تستهدف شخصَ النبيّ الكريم – عليه أفضل الصلاة وأتمُّ التسليم- وتحاول النّيل مِن الإسلام .

ولئن كان يملؤنا الغضبُ والغيظُ والقهرُ مما – عنه - سمعْنا ، ولئن فُجعْنا ؛ لكنّا ما فُجئنا .. فهكذا هم – أهل الكفر والطغيان - : غِلٌّ وبغضٌ لأهل الإيمان ، وأصحاب حقد – عليهم - وشَنَآن ، صفاؤهم للمسلمين خِداعٌ و مكرٌ ، وحالهم مع المؤمنين كرٌّ – في السّرّ - وفرٌّ ، { وما تُخفي صدورُهم أكبر} .

{ أولئك هم شرّ البريّة } ؛ قد بلغوا من الانحطاط الخُلُقي مبْلغاً عجيباً ، وبَلَعوا من القَذَر قدْراً رهيباً ؛ فما ظننا بأمثالهم وملّتهم .. ليس شيئاً غريباً
!
وإذّاك قد صدر من أولئك اللئام ؛ فكيف ننتصر- اليوم - لنبيّنا محمدٍ – عليه السلام - ؟
ليس بغير حُسْن الإتّباع لهديه – صلى الله عليه وسلم - ، واقتفاء أثره ، وتعظيم سنّته ؛ فليست هي إلا بضع سنين من بعثة النبي – صلوات الله وسلامه عليه - ؛ حتى كان حوله رجالٌ يعجز البليغ عن وصفهم ؛ و' لو لم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم معجزة إلا أصحابه لكفوه لإثبات نبوته' ؛ وهذه عبارة تناقلها العلماء في كتبهم ؛ وجرت على الألسن حقّاً مبيناً؛ فإنّ من طالع سيرتهم – رضي الله عنهم – ووقف على أخبارهم ؛ عرف – يقيناً لا ريب فيه – أن من علّمهم وربّاهم لا يكون إلا نبيا ً مُرسلا من عند الله – جلّ في علاه – ؛ علّمَه وربّاه ، وأدرك أن أولئك الصحابة الكرام لم يكن ليبلغوا هذه المنزلة إلا بتحقيق كمال الإتّباع ، واجتناب ما كان فيه مخالفةٌ أو ابتداع ؛ وهذا يقتضي العناية بأقوالهم وأفعالهم واجتهاداتهم ، والوقوف على علمهم وعملهم ؛ ومن هنا يُفهم قول نبينا – صلى الله عليه وسلم – : " .. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ" .

إنّ التزام السّنة وتعظيمها ، وتوقير أهلها ؛ لهو الانتصار الحقّ لنبيّنا – عليه الصلاة والسلام - ؛ فأمّا ما يكون من انفعالات ، وحماسيات ، وهبّات غضب عابرة سرعان ما تزول مع انقضاء الوقت ؛ فهذا ما لا ينفع الأمة شيئاً ، ولا يردُّ عنها كيْداً ، ولا يغني عنها من الذلّ مقدار حبّة من تراب .
والعاقل الذي يرى حال العرب اليوم – وقد عاد فيهم كثيرٌ من أدران الجاهلية ؛ يعلم – يقيناً – ما لبعث السّنة في حياتنا من أثر بالغ عظيم – جداً – في العودة إلى ماضي المجد والعزّة والمَنَعَة ؛ حينئذٍ لن يجرؤ كائنٌ من كان على تعدّي أدنى حُرماتنا! .
وشانئُ النبيّ – عليه الصلاة والسلام - ؟
قال شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى – في كتابه ( الصارم المسلول على شاتم الرسول ) :
" إنَّ الله منتقمٌ لرسوله ممن طعن عليه وسَبَّه، ومُظْهِرٌ لِدِينِهِ ولِكَذِبِ الكاذب إذا لم يمكن الناس أن يقيموا عليه الحد ، ونظير هذا ما حَدَّثَنَاه أعدادٌ من المسلمين العُدُول، أهل الفقه والخبرة،عمَّا جربوه مراتٍ متعددةٍ في حَصْرِ الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية، لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا، قالوا:كنا نحن نَحْصُرُ الحِصْنَ أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنعٌ علينا حتى نكاد نيأس منه،حتى إذا تعرض أهلُهُ لِسَبِّ رسولِ الله والوقيعةِ في عرضِه تَعَجَّلنا فتحه وتيَسَّر، ولم يكد يتأخر إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك،ثم يفتح المكان عنوة، ويكون فيهم ملحمة عظيمة، قالوا: حتى إن كنا لَنَتَبَاشَرُ بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه ، مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوا فيه "
وقال في نفس المصدر :
" ومن سُنَّةِ الله أنَّ من لم يُمكن المؤمنين أن يعذبوه من الذين يؤذون الله ورسوله فإنَّ الله سبحانه ينتقم منه لرسوله ويكفيه إياه، كما قال سبحانه: { فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}
والقصة في إهلاك الله واحداً واحداً من هؤلاء المستهزئين معروفة ، قد ذكرها أهلُ السِّيَر والتفسير، وهم على ما قيل: نفرٌ من رؤوس قريش، منهم: الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، والأسودان بن المطلب وابن عبد يغوث، والحارث بن قيس.
وقد كتب النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى كِسرى وقَيصَر، وكلاهما لم يُسْلِم، لكنَّ قَيصر أكرم كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأكرم رسوله، فثَبَتَ ملكُه، فيقال: إنَّ الملك باقٍ في ذريته إلى اليوم، وكسرى مزَّق كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم، واستهزأ برسول الله، فقتله الله بعد قليل، ومزَّق مُلكَه كلَّ مُمَزَّق، ولم يبق للأكاسرة ملكٌ.
وهذا والله أعلم تحقيق قوله تعالى : { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} ؛ فكُلُّ من شَنَأَهُ أو أبغضه وعاداه فإنَّ الله تعالى يقطع دابره ، ويمحق عينه وأثره ، وقد قيل : إنها نزلت في العاص بن وائل ، أو في عقبة بن أبي معيط، أو في كعب بن الأشرف، وقد رأيتَ صنيع الله بهم؛ ومن الكلام السائر : لحوم العلماء مسمومة فكيف بلحوم الأنبياء - عليهم السلام - ؟ " ا.هـ.
وبعدُ ..
فإنّ ما يصدر - من أولئك الأفّاكين السّفَلَة – لا يزيد المؤمنين إلا حُبّاً لنبيّهم – صلى الله عليه وسلم – وتعظيماً واتّباعاً ، وتمسّكاً بسنّته وهديه ؛ والذي ينبغي أن يدفع مثلُ هذا الحدث الواحدَ منّا إلى نشر وتعليم شمائل وأوصاف النبيّ – عليه السلام - ؛ الخَلْقيّة و الخُلُقيّة ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ؛ فهذا خير ما تنتصر به لنبيّك – صلى الله عليه وسلّم – ، ويغيظ الكفرة الفَجَرَة أكثر وأكثر من غيظهم هذا الذي يظهر .



تعليقات القراء

معن
المقاطعة المقاطعة
14-01-2015 03:09 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات