شمع !!


فجأة ودون أية مقدمات انقطع التيار الكهربائي ، والسبب أن ابني كان نائم واستيقظ من نومه أو ربما لأن زوجتي نقلت قدمها اليمين ووضعتها امام الصوبة أو ربما لأن ابنتي خرجت من غرفتها وهي تبتسم بعد سماعها نكتة من ابني الصغير ؛ الذي بمجرد أن انقطعت الكهرباء خرج من صومعته واشعل فلاش جهازه الخلوي لأن أحرص الجيمع على بقاء هاتفه مشحون دائما .

وجاء الحل بسرعة البرق ..أين باكيت الشمع الذي احضرته احتياط قبل العاصفة "هدى "وبعد رحلت بحث مضنية بين ادراج خزائن المطبخ وبقية غرف المنزل خرج باكيت الشمع وبدأنا البحث عن القداحة التي تفقد دائما عندما ارغب بإشعال سيجاره .

البيت على أضواء الشموع ولاوقت للرومانسية وانت تجلس مع ثلاث أطفال أصغرهم في الصف الثامن واكبرهم متشائم لأن الكهرباء قطعت العام الفائت عندما كان سيقدم امتحان مادة الرياضيات وقد أوقعه بها الوزير ولاشيءغير الوزير؛ أذا هناك فأل شؤم بانتظار امتحانه القادم ؟، وفشلت جميع محاولات اتصال زوجتي مع رقم طوارىء شركة الكهرباء الذي اصبح صوت الخط الشمغول هو المسيطر على جو البيت .

وبدون مقدمات بدأ الحديث يأخذ مجراه في جو المنزل وبقيادة زوجتي التي امتلكت قدرة خلق الحكايات والروايات بمهارة كاتبة قصة وتمر الان بمرحلة كتابة الرواية ، وخرج صوت أطفالي وهم ينتظرون بقية القصص المبتورة التي روتها لهم عن ليالي زمان وكيف كان يؤدي انقطاع الكهرباء الى خروج الجيران من منازلهم ويجتمعون على درج وادي الحدادة من دخلة الصناعة ، وصغيري يؤكد لها أن " هدى " ما زالت تجر ما تبقى من ثلوجها وصقيعها على البلد ، والصيف غير عن الشتاء يا أمي .

والمهم في الموقف ان هواتف المنزل الخلوية والتي عددها خمسة مشحونة بالكهرباء ، ومضاف لها جهاز كمبيوتري المحمول الذي تبين لي انه فاشل مقارنة ببقية اجهزة الخلوي التي في المنزل ؛ إذ انه لايوجد شبكة انترنت وبالتالي مصدر اخبارنا عن الطقس ومواعيد الدوام هو هاتف ابني الصغير الذي كان احرص اخوانه على بقاء اشتراك الانترنت لديه لأطول فترة ممكنة .

والجميل هنا انه لايوجد حديث في السياسية التي اختلطت مع الثلج والصقيع والعطلة وتهديدات رئيس الحكومة ووزير داخليته ، وحل مكانها صحن البزر وبقايا ما ترك من طعام الغداء أو ما أطلق عليه مواد التسمين التي فرضتها علينا " هدى " والجلوس حول صوبة الغاز ، وكمحاولة للدخول في اجواء الرعب الحكومي أصر ابني الصغي على اسماعنا لصوت صفارات الإنذار في عمان ، مع تعليق بسيط جدا وهو لماذا عمان فقط دون غيرها من مدن المملكة ، جاء الجواب من ابني الأخر الذي قال .. الدولة في عمان وليس في أي مكان أخر من الوطن .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات