غرايبة يكتب:" ثورة " هنا و إرهاب هناك !


 خاص - كتب ادهم غرايبة - مَن مِن بين عشرات " قيادات " المسلمين الذين سيشاركون في " مسيرة باريس " إستنكارا للحادث الإرهابي الذي تعرضت له الصحيفة الفرنسية " شارلي ايبدو " سيتصدى لقول ما يجب أن يقال بخصوص حملة العهر الدولية التي تصور الإسلام كدين إجرامي و اتباعه على انأم قتلة يدمنون الدماء ؟!

من  مثلا ، سيستفزه ضميره الانساني و يحرضه فكره ليقول أمام حشد رفيع المستوى من زعماء العالم و بحضور كبرى محطات التلفزة الدولية أنه لولا تحريف الصحيفة إياها لمعاني حرية التعبير و تحريفها لقيم حرية التفكير و نزوحها للشتم بدلا من النقاش الموضوعي و تواقحها على شخصية الأنبياء جميعهم , لا محمد " ص " وحده , كانت سببا في هكذا جريمة , و أنه في الوقت الذين نتبرأ فيه من هكذا عمل أثم فإننا ندين أيضا تشويه قيم الحرية التي لم تعد تراعي المعتقدات التي يجب أن تحظى بالنقد الموضوعي و الجدال لا التجريح و الشتم ؟!

ومن سيقول أن المعايير المزدوجه في توصيف الإرهاب ستسهم في إذكاء نيرانه ؟ . و أن إحترام حرية الشعوب و حقها في العيش الكريم و السعي لتحقيق السلم الدولي شروطا أساسية لمحاصرة " الإرهاب " الذي لا تعريف واضح له , ففي الوقت الذي يصنف فيه حادث باريس الإجرامي عملا إرهابيا , و هو كذلك حتما , فإن فرنسا ذاتها تعتبر أن البيئة التي خرج منها قتلة باريس بيئة لثورة مشروعه ,حسب القيم الاستعمارية الغربية , في سوريا ! . فهل مسموح القتل و الدمار في بلداننا فيما هو يستحق الإدانة و الملاحقة و تنظيم مجالس العزاء الدولية في بلدانهم ؟! و هل هي حقا " ثورة " في سوريا و إرهاب في فرنسا ؟!

بات مفهوما ضمنا اليوم أن كلمة الإرهاب هي البديل لكلمة " الإسلام " . و أن الهدف من الحرب الكونية على " الإرهاب " هو لترسيخ إحتلال الدول الإسلامية و امتصاص خيراتها عبر" ثوار " ترعاهم جهات غربية عبر وكلاءها العرب و تمولهم جهات " عربية اسلامية " يحرفون مسارات الإحتجاج السلمي و العادل و يستغلون غياب العدالة الاجتماعية .

في العراق تم قتل و تهجير شعب بأكمله على يد التحالف الذي تقوده الولايات المتحده فلم نسمع عن مسيرات تقودها زعامات دولية تطالب بمحاكمة المجرمين و لا عن محاولات تكفير عن هذه الذنوب , مع ان هؤلاء الضحايا من العراقيين قتلوا في وطنهم و لم يمسوا احدا بشر ! .

في فلسطين إرهاب صهيوني يومي منظم منذ العام 1948 أكدت الدول الكبرى النافذة في هذا العالم , و التي تشتكي ظلم الإرهاب , أنها شريكة فيه عبرعدم قبولها مؤخرا بتنبي قرار دولي ينهي جزء من الإحتلال الذي تدعمه هذه الدول و يخفف من حدة الشعور بالظلم و يعفي الشعوب من الإحساس بالغبن الذي قد يدفعها لخيارات دموية. فرنسا ذاتها ترفض الى يومنا هذا الإعتذار من الشعب الجزائري بسبب إحتلالها لوطنهم لأكثر من مئة عام و تنكيلها بهم !

من سيقول من الزعماء العرب و المسلمين أننا أكثر المتضريين من إرهاب حركات التكفير التي ترعاها الدول الغربية و أن ضحايا المسلمين من أعمال تيارات التكفير أكثر من الغرب بكثير . و ان الاسلام ليس منتجا حصريا للإرهاب كما يتم تصويره و أن الإستمرار في إستعداء المسلمين و حصار محاولات النهوض و ملاحقة اي بوادر للتقدم لدى المسلمين و سرقة خيراتهم سيؤدي الى المزيد من التنافر و يدفع للعداء .

بيننا و بين الغرب عامة و فرنسا خاصة مئات المليارات من الدولارات يذهب سوادها للفرنسيين كان من الممكن ان تسهم في تعديل مسارات السياسة لصالح القضايا العربية لو أننا لوحنا باستخدام هذه المصالح للضغط عليها بدلا من ذرف الدموع على ضحايا باريس الذي كان من الممكن إنقاذ حياتهم عبر إستخدام الضغط لردعهم عن تهكمهم الدائم قبل ان تقع الواقعه !

مصيبة الإسلام اليوم أن الذين يدافعون عنه و يتبنونه هم إما من تيارات تكفيرية تريد الرجوع بالحياة الى اكثر من الف و خمسمائة عام حرفيا في كل شيء دون اي تفكير بروح الإسلام و بغاياته التي تهدف لإعمار الارض و نشر العدل و احترام الانسانية , أو حتى بتيارات الاسلام السياسي المعتدل التي تفكر بعقلية إنتهازية و تريد استغلال الحركات الإحتجاجية السلمية , او أئمة الحكومات و وزارات الاوقاف التي تحرم النقد السياسي للإنظمة و تسوغ للعبودية و تسبغ القدسية على الحكام و تغرق المجتمع بما هو شكلي من الدين و لا تتذكر و لا تُذكر بعدل " عمر " مثلا !

أنا حتما مع ابداء التعاطف مع الفرنسيين و مشاركتهم فعاليتهم التضامنية , مع التمسك بالقول لهم أننا نأسف حقا لضحايا الإرهاب في الغرب , فماذا عن ضحاينا بسبب الغرب ؟!



تعليقات القراء

ميزان
حسبي الله ونعم الوكيل ما المسلمون الذين يقتلون بكل مكان بالعالم دون شفقه ولا رحمه ولا استنكار فلهم الله وكفى حسبي الله ونعم الوكيل
11-01-2015 01:03 PM
السوسنة السوداء
عشان 2 ماتوا وكانوا سبب بتشويه صورة الرسول عليه الصلاة والسلام العالم استنكر
ليش ما استنكروا قتل الاطفال والنساء بغزة وسوريا
رد بواسطة السوسنه البيضاء
طولي بالك .
13-01-2015 09:18 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات