بوركت الزنود والجباه الوضاءة،


نم قرير العين ايها الاردني، فهناك من يحرسك من الانواء الجوية ومن عاديات الزمان في المكان، المعبء بالثلج وبالصقيع. فالجيش كل الجيش والشرطة بعديدها واطقم الدفاع المدني وقوات الدرك وكذا البلديات والاشغال العامة تسهر وهي قابضة على المقود والمقاود والمقابض تتجمد اياديها لتنام انت وانا بسلام ووئام. ايها الاردني اطلب منك الفهم والعزيمة باخذ الامر على محمل من الجد، فالطبيعة لا ترحم الا من يأخذ الامر بحزم وجد ! ويا ايها المتفسحون والمتفسحات من الابناء والبنات التزموا بالنصيحة وقروا في بيوتكم وحول مدافئكم ولا تكونوا جزئ من معانات اهلنا ومرضاهم واصحاب الحاجات الماسة فيهم، نعلم بأن عجلون وجبالها وكل المرتفعات والاعالي في بلادنا قطع من مهجنا وفي سويداء القلب، وهي مصايفنا وليست مشاتينا، والثلج في اعاليها مبهج وجميل، ونعلم ان خروجكم للإصطياف في الشتاء والثلج والصقيع يغلق الطرقات ويضيق العيش على الآهلين، لا تذهبوا لهناك فالامر جد خطير !

وتحية لمن يعملون والناس نيام وتحية للجيش، فهذا, جيش أبي الفلاح, وجيش أبن عمي الشهيد وأخي الطبيب, هو جيش القرى والبوادي وجيش العقود الماضية. تاريخه مشرف في الكرامة كما المكبر والقدس وجنين, وهو جيشنا الذي لا يكاد يحصر مآثره جيل واحد ولا مؤرخ واحد ! هو جيش العقيدة الذي لا تلين له قناة في الدفاع عن الوطن, والجيش الذي شارك في إزالة التلال الترابية في الأمس لبناء المدارس والجامعات والمستشفيات, واليوم يفتح الطرقات بكل كوادره ورتبه. طرقنا غصت بالثلج بفعل الطبيعة وفعل العاصفة الثلجية هدى, لتغلق الطرق وتحطم الأشجار وتمنع الأبناء من الدوام المدرسي والجامعي, فتصدى لها الجيش الباسل بأفراده وضباطه ودباباته ومجنزراته وسيارات الدفع الرباعي ترفده الشرطة ورجال الامن وطواقم الدفاع المدني والدرك في كل مكان، في القمم والقيعان والتلال والوهاد, وما زالت المعركة مستمرة حتى كتابة هذه النص.

شكرا للزنود وللجباه التي تتصدى لعاديات الزمان, فجيشنا واطقمنا المتناغمة معه من ابنائنا وبناتنا في الخدمات هم رصيدنا الاستراتيجي، وهم العزوة والسند والأمل, ولا فرق عندهم بين معارك الشرف بالجهاد وحراسة الحدود، وبين المواجهة المفتوحة مع الثلوج وما بعد الثلوج، بما حباهم الله من آليات وهمة وقدرة وعزم.

نفخر بالجيش العربي وجهده ونظاميته, كما نفخر بالشرطة واطقم الدفاع المدني وكل من ساهم ويساهم في دفع البلى عن الوطن والمواطن، وتسلم أيادي الضباط والجنود، والمتطوعين من المدنيين، القابضة على مقاود آلياتهم في جبال عجلون والبلقاء والعاصمة عمان، وفي رحلة العاصفة الثلجية هدى وربما اخواتها إلى الجنوب.

بيض الله وجوهكم ووجه من أمر بتكليفكم رحمة بالآهلين، وطاب صباحكم بنور الله الكريم، ولنقراء واياكم آيات الله البينات التامات في "الفلق" و "العاديات" ونهدي هديها ومعانيها لكم، ولنقول شكرا لكم من بيوتنا وحول مدافئنا بوركت زنودكم وعلى جباهكم النور والسرور والغار، كل التحايا الطيبات لكم وعليكم السلام والرحمة من الله، طبتم وطاب جهدكم ومسعاكم يامن تسهرون على امن الوطن لينام المواطن قرير العين في امن وسلام.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات