سوار كسرى


يقال في كتب التاريخ أن هناك عقدة تاريخية بين الفرس والعرب ، وهذه العقدة جاءت بعد انهيار الدول الفارسية نتيجة لهزيمتها من قبل العرب المسلمين ، وكذلك ما زال التاريخ يذكر قصة سوار كسرى زعيم الفرس الذي وعد الرسول محمد به احد الصحابة وتم هذا الوعد في عهد عمر بن الخطاب .

واليوم من التاريخ ايضا نجد أن هناك إصرار تاريخيا من قبل ايران على إبقاء المسميات التاريخية كما هي وخصوصا فيما يتعلق بالخليج العربي الذي تؤكد ايران على أنه فارسي ، ومن هاتين المفارقتين نعيد فهم ما يجري في كل من العراق وسريا واليمن والتصريحات الأخيرة لنائب الحرس الثوري الايراني بأن جيشهم العشبي في كلا من سورياواليمن والعراق يبلغ حجمها اضغاف جزب الله في لبنان .

والذي لايرغب بأن يعيد قراءة التاريخ فهو أعمى في الواقع الذي يعيش فيه ، واللغة الفارسية هي المسيطرة في الجمهورية الايرانية بين بقية اللغات وان اعتمدت على حروف الابجدية العربية ولكنها تنطق باللغة الفارسية المحكية ، وهنا على من لايرغب في قراءة التاريخ كما سبق وقلنا عليه أن يعود لسنوات قليلية ماضية عندما كانت الدول العربية المسلمة تبذر ثرواتها هنا وهناك ، الجمهورية الايرانية تعد العدة لما هو قادم ومايحدث هذه الايلاام هو جزء من ذلك القادم .

وبنظرة للجغرافية السياسية نجد أن ما أطلق عليه الهلال الشيعي هو في الحقيقة اليوم يتمثل في والحلقة الفارسية الشبه مكتملة والتي تحيط بدول عربية رئيسية " الجزيرة العربية وما يتصل معها من بلاد الشام " وهي حلقة تتمثل في سوريا والعراق وايران وعُمان واليمن كدول تحكمها الدولة الفارسية سواء بالطائفية أو بالجيوش على أرض الواقع .

وخلاصة الأمر هنا أن ما يجري في الدول العربية المسلمة منها وفي أرض الكنانة هو " عودة سوار كسرى " ولايمكن فهمه دون العودة للتاريخ ؛ وعلى أساس أن هناك امبراطوريات انتهت بفعل سياسي عسكري ديني وجاءها الوقت كي تعيد نفسها سياسيا وعسكريا وان الدين هنا يستخدم كغطاء ليس أكثر .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات