بدون مقدمات وبعد أن سوق لبرنامجه الإذاعي" إرمي همك " للسنة الجديدة على أن مدته سوف تكون ساعتين بدلا من ساعة واحدة ؛ يغيب الشيخ محمد نوح عن أثير محطة هلا إف أم ، ويحل مكانه وبدون مقدمات أو إعلان يأتي الشيخ زيد المصري ويقدم برنامج " ريح بالك " بنفس الموعد على محطة هلا إف أم .

وهذا التغير الرئيس في الخطط البرامجية لمحطة اذاعة " هلا إف أم " يوضح حقيقة الدور الذي تعلبه هذا المحطة والتي تنطق عبر الأثير تحت أسم " القوات المسلحة الأردنية " ، وهي بهذا التغير المفاجىء يعود الى إعلان الشيخ محمد نوح وبالتوافق مع احد النواب على تشكيل حزب سياسي تحت أسم " حزب الفضول" ، وهي أي ادارة المحطة لاتريد انتخلط ما بين السياسة والدين وفي نفس الوقت هي تبعد نفسها عن الساحة السياسية في الأردن .

وبالتالي يطرح السؤال البسيط هنا والمتمثل في أسس وقواعد العمل الإعلامي التي تقول أن المال هو الذي يحدد اجندة أية وسيلة إعلامية ، ومحطة " هلا إف أم " تمول بالكامل من قبل القوات المسلحة الأردنية ولاتمارس في نفس الوقت دورها التوعوي الذي تعرف به دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة الأردنية ، بل تكتفي بالغناء الصباحي وبث البرامج المباشرة الصباحية والمسائية والتي تقوم على حوارات مباشرة يتم من خلالها استهلاك وقت البث دون فائدة إعلامية تمس الدور التوعوي .

والذي يتتبع بث محطة " هلا إف أم " خلال بداية آزمة الطيار الكساسبة نجد انها قد لعبت دورها التوعوي العسكري بكل قوة ، وعلى حساب المحتوى المعتاد لأثيرها الإذاعي مما أحدث ارباك لدى مستمعي تلك المحطة ، وبالعودة لبرنامجي " إرمي همك و ريح بالك " وعملية التبديل السريع بينهما ودون مقدمات نعيد طرح السؤال أين تلك المحطة من الرقابة على محتواها وخططها البرامجية ، وكذلك ما هو الدور الذي تقوم به القوات المسلحة الأردنية في تنسيق العملية الإعلانية التي تحصل عليها تلك المحطة وبحجم يتفوق على بقية المحطات الإذاعية الأردنية؟ .