جاء الاسلام ليكون قيادة دائمة للعالم


العلم و الرشد و المواصلات و الاتصالات أهم عوامل نجاح و انتشار المبادئ ، لذلك بعث الله تعالى في أول عمر البشرية البدائية في كل قرية نبيا من أهلها " وإنْ مِن أمةٍ إلا خلا فيها نذير " بسبب بعد هذه القرى عن بعضها و صعوبة الانتقال إليها فلا يستطيع نبي صنعاء مثلا أن يقوم بالواجب الأمثل لدعوة الناس في الهند أو المكسيك في ذلك الزمان البدائي و العكس صحيح .

ولأن البشرية في بداية عمرها بدائية في كل شيء فقد كانت التكاليف الشرعية على الناس قليلة و بسيطة لكنها تدرجت في التطور من زمن إلى آخر بحسب تطور البشرية .

وكما هو الحال مع الطفل الذي ينمو تدريجيا جسديا و عقليا فتزداد عليه تكاليف الحياة تبعا لذلك حتى يبلغ رشده فقد كانت البشرية أيضا تنمو و تتطور حتى أكتملت و بلغت رشدها بتقدمها المذهل الذي نراه اليوم .
الرب واحد و الدين واحد منذ بدأت البشرية بآدم و حواء عليهما السلام ، فكان جميع الأنبياء الذين بعثهم الله تعالى في أقوامهم يدعون إلى عبادة الله الواحد و بشريعة بسيطة تختلف بحسب تطور الحياة و تقدم العقل البشري " لكلٍّ جعلنا منكم شِرعةً و منهاجا " .

ولهذا نصح موسى عليه السلام أخاه محمدا صلى الله عليه و سلم في معراجه بسؤال ربه تخفيف الصلاة على أمته أكثر من مرة حتى صارت بشكلها الحالي .

أرسل الله تبارك و تعالى لكل قوم نبيا منهم ، و أحيانا عدة أنبياء للقوم الواحدة ، لكن الرسالة للجميع واحدة هي توحيد الله و عدم الشرك به ولم بأمر سبحانه و تعالى أحدا من هؤلاء الأنبياء جميعا ولا أتباعهم بقتال الكافرين ولم يسمح لهم بحمل السيف ، لكنه بعد أن يظهر أنه لن يؤمن أحد إلا من قد آمن ، ينجي الله المؤمنين و يهلك الكافرين بأمر من عنده " فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية " " و أما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية " وهكذا قوم نوح و قوم لوط و فرعون و جنوده و غيرهم ، و اقتصر عمل الأنبياء و أتباعهم على الدعوة السلمية فقط .

استمر هذا الحال و هذا النمط في الدعوة إلى الله منذ بدء الخليقة إلى أن بعث الله عز و جل محمداً بن عبدالله صلى الله عليه و آله و سلم بالرسالة العالمية إلى الناس كافة " وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا و نذيرا " .

ذلك لأن الرشد البشري و تطور المواصلات و الاتصالات صارت قادرة على إيصال هذه الرسالة العالمية لكل بيت في العالم وكلّف الله المسلمين بما كلّف به النبيين لنشر هذه الدعوة لجميع شعوب العالم ، التي هي دعوة كل الأنبياء غير أنها بتكاليف و أحكام شرعية مختلفة بسبب اكتمال عقل البشرية و تطور حضارتها التي سهلت القيام بهذه التكاليف الجديدة تمهيدا لقيام الدولة الأسلامية العالمية ، وهكذا جاء الاسلام ليكون قيادة عالمية دائمة لإسعاد البشرية إلى يوم القيامة .

من دخل في الاسلام صار من أهله ، لا فرق بين عربي و أعجمي ، أما الكافرون بهذه الرسالة و المحاربون لها فقد جعل الله مهمة أهلاكهم من اختصاص المؤمنين بهذه الرسالة و أذن لهم بالقتال " كُتبَ عليكم القتال وهو كره لكم "

" قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم " " يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال "، وسمح لهم و لنبيهم باستخدام السيف .

الرب واحد و الدين واحد ، و يخطئ من يظن أن رسالة الاسلام هي للعرب وحدهم ولا يوجد عربي يقول بهذا ، ذلك لأن الاسلام دين الله الخاتم وهو لكل الخلق " ومن يبتغِ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه " وهذا لا يتناقض مع حرية الاعتقاد التي كفلها الاسلام لأهل الكتاب خاصة دون غيرهم .

وبما أن الرب واحد و الدين واحد فإنني لا أتفق مع من يقوم بالترويج لمصطلح " حوار الأديان " للتغطية على جرائم الغزاة بحق الاسلام و المسلمين ، إذ ليس هناك أديان و أنما هو دين واحد و رب واحد وانما هو الحق و الباطل لأن الصراع الناشب منذ بداية القرن الماضي وحتى اليوم هو صراع بين الحق و الباطل ، وإذا كانوا يسمون حقبة الاستعمار وما نجم عنها من مجازر بحق المسلمين من الجزائر إلى أفغانستان ومن السودان إلى البوسنة و الهرسك و الشيشان وهذه الطائرات التي ما زالت تقصف المسلمين اليوم في أفغانستان و باكستان و اليمن و العراق و سوريا و فلسطين " حوارا " او أنه كان نتيجة للحوار.. فما أروعه من حوار!! .

و الحقيقة أنه الصراع الدائم بين الحق و الباطل ، وأن ما تعاني منه البشرية اليوم من بؤس و شقاء و انحطاط و جريمة و رذيلة و سفك دماء الأبرياء، إنما هو بسبب غياب شرعة و منهاج الاسلام عن حياتها .

ولهذا جاء الاسلام ليكون قيادة عالمية دائمة للبشرية لإسعادها ، و إن أهله لفاعلون إن شاء الله .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات