حكومه النسور والاقتصاد الكئيب


الخليفه العادل عمر بن عبالعزيز رحمه الله جلس يوماً في مصلاه واضع خده علي يده ودموعه تسيل علي خده ، فقالت زوجته مالك يا امير المؤمنين؟ فقال: ويحك ،فقد وُليّتُ من هذه الأمة ما وُليّتُ، فتفكرت في الفقير الجائع، والمريض الضائع،والعاري المجهود ، واليتيم المكسور ،والأرملة الوحيدة، والمظلوم المقهور، والغريب والأسير، والشيخ الكبير في أقطار الأرض وأطراف البلاد، فعلمت أن ربي عزّ وجلّ سيسألني عنهم يوم القيامة، وإن خصمي فيهم محمد صلي الله عليه وسلم ، فخشيت أن لايثبت لي حجة عند خصومته فرحمت نفسي فبكيت ) إنه عمر بن عبد العزيز الخليفة العادل يُحاسِب نفسه قبل أن يُحاسب.

وحكومة النسور التقيه النقيه تطلق شعارات واذهلتنا بالارقام والنسب ومنذ قدومها أنقصت من عمرنا ورغم كل الارقام والنسب لم يحصل المواطن البائس الا على الجوع والفقر والحرمان والبطاله ولم تقم بشيء تشكر عليه الا السطو على جيوب الفقراء وتقليبها واخذ ما فيها وتقول اننا في مأمن تزداد الجرائم وحالات القتل والسرقات وووو ولم تعترف بالفشل الاقتصادي في ادارة الدوله رغم كل دروس الرياضيات والاحصاء والمحاسبه التي يجلدنا بها دولة الرئيس عافاه الله واصبح لدينا كم هائل من المصطلحات الاقتصاديه والذي سماه الاقتصاديون بالعلم الكئيب وكأبته انعكست على وجوه الاطفال والرجال والنساء وفي كل طله حكوميه مصطلح جديد ، عجز، تسليف ، تضخم ، فائده ،نمو، سيوله ، ارباح ، تاميم ، لقد حفظنا كل تلك المصطلحات ومعانيها وعن ظهر قلب كمن كثرة ترديدها وعمتي السبعينيه تحفظها وتعيد ترديدها ،

انها سياسات إقتصادية فاشلة على الورق أوردتنا موارد السوء وتحملنا الحكومه اعباء لا قدرة لنا بحملها تدعونا الى التقشف والتنشف وشد الأحزمة علي البطون وتقليص الصرف وستعود بالمواطن الى اكل الخبز والبصل والهواء للروجيم والحكومه ووزرائها يتلقون الدعوات ويقدم لهم كل ما لذ وطاب وبدون مقابل والمواطن يقف امام الملحمه واجماً صامتاً متاملاًً في شقة الذبيحه يخاطبها في ذهول ما في اليد حيله ،

اذا اشتريتك بزعل النسور وبتنقطع علينا الكهرباء

الدولة تحثنا على التقشف وتتحدث عنه وتقول لا بد من الاداره تقليل المنصرفات ووقف الصرف الزائد، ولكن أن يأتي المسئول يرافقه عشرة سيارات واذا اندعى الى دعوه يرافقه فاردة مرافقين أين التقشف؟ هل فكر ذلك المسئول في كم تكلفة حضوره لمراسم حضور وليمه او زياره تفقديه لا فائده منها الا الوعود بسوف واخواتها ؟

المواطن اصبح يجول في محلات الباله ليتقي برد الشتاء وقر الصيف ويجدها قد ارتفع سعرها وغلى ثمنها حتى الباله اصبحت تغلق ابوابها في وجه المواطن محدود الدخل ، يمطرونا بكلام انشاء وبذلة صاحب الدوله او المعالي بثمن كل ملابسنا وغيارتنا الداخليه المهترئه الرجل الذي جاء يسأل عن الخليفة العادل عمر بن الخطاب ، أين وجده؟ نائم تحت ظل شجرة وهوأمير المؤمنين ، فقال: حكمت فعدلت فأمنت فنمت، ، وبكي عمر بن عبد العزيز لأنه يُدرك أنه مسؤول أمام الواحد الأحد عن تلك الأمة فردا فردا ، بل زاد عمر بن الخطاب عن مسؤوليته تجاه الرعية بما في ذلك تلك البغلة التي لو عثرت بالعراق لكان عمرا مسئولا عنها لِم لَم يسوي لها الطريق،

أيها المسؤول أينما كنت تذكر طفلاً رضيعاً لايملك لبنا وبطنا خاوية لاتملك ما يسد رمقها وشيخاً كهلاً يفترش الأرض ويلتحف السماء وطالب بدون كراس وإجلاس ومريضا بدون دواء وخريجاً جامعياً عاطلاً عن العمل بعد ان اوقفت التعيينات ،

الوطن فقراءه يدفعون ضريبة سياسات الحكومات البائسه والاغنياء يلتهمون ويأكلون خيره والفاسدون لا يستطع احد الاقتراب منهم وكل القضايا في مكافحة الفساد بحقهم شوهدت وتحفظ لعدم ثبوت الادله او قل لعدم حضور الشهود فالشاهد اما جبن وخاف او دفع له وتم شراء ذمته وشهادته،ومن يقل غير ذلك فهو المخبول ،

ما الحل رحيل حكومة الاقتصاد الكئيب ام رحيل المواطن ؟ وأخيرا تذكروا أنها أمانة ويوم القيامة خزي وندامة ، يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم، يوم تأتون فرادي كما ولدتكم أمهاتكم أمام الواحد الأحد دون عربات فارهه اتقوا الله ، حاسبوا انفسكم اليوم قبل أن تحاسبوا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات