هل نتوقع مزيدا من الاسرى والخسائر ؟


كتب .. ايهاب سلامة - اذا كنا نعتقد انه يمكننا ان نخوض حربا اي حرب دون ان نتكبد خسائر، بشرية مادية وخلافها، فالافضل بنا ان نعيد النظر باي مشاركة تقرر الدولة فيها ان تخوض معركة.

ويجب ان نعي ايضا، ونهيىء انفسنا لاحقا، اذا ما ظل القرار السياسي العسكري قائما بمشاركة قواتنا العسكرية في الحرب ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" ، او اي مشاركة عسكرية اردنية، بان ديدن المعارك يفرض تقديم خسائر بل واحيانا خسائر بالغة بالغة !

الامر ببساطة هكذا .. فاذا كان اسر الطيار الاردني معاذ الكساسبة قد احدث ردود فعل لاهبة في الشارع الاردني، الا يفترض بمن يديرون دفة السياسة الوعي ان الايام القادمة و - بكل تجرد ووضوح - قد يقع فيها لا قدر الله  اسيرا اخر ؟..او حتى اسرى ؟ او  ارتقاء شهداء ؟..

وبوضوح اكثر .. هل وضع اصحاب القرار لدينا تصورا لحجم ردود الفعل فيما لو لا قدر الله، وقع منا مزيد من الاسرى ؟ أو حتى خسائر بالارواح ؟.. بل وما هي الاستراتيجية التي وضعتها حكومتنا للتعامل مع الموقف حينها ؟ وهل ستكون بحجم الفعل ورد الفعل ام ان الامر غير مدرج بالحسابات ومتروك للصدفة ؟

ان قرار الدخول في حرب، يحمل في طياته بشكل مؤكد توقعات وحسابات دقيقة لدى من يديرون المعركة مفادها ان سقوط الخسائر "امر طبيعي" في كل المعارك، بل ويبقى الباب مفتوحا غير معلوم النتائج بدقة متناهية لحجم وكم تلك الخسائر أو الانتصارات ؟..

وقبل هذا وذاك، فان الساسة يعون، ان خوض الدول لحروب ومعارك، يعطل بعض المفاهيم الديمقراطية، ما يحدث انقسامات طبيعية مؤيدة وغير مؤيدة للقرار السياسي والعسكري، تبقى في الاطار الصحي، الامر الذي يجب على اي من الاطراف عدم المغالاة ، وتقبل الاخر دون اقصاء او تهميش بل احيانا وصولا الى حدود كلمة منبوذة بقواميس الاردنيين تسمى .. "تخوين الاخر" .

الاجماع الشعبي التام، لم يحدث في كل العصور على قضية ما، باستثناء انتخابات رؤوساء انظمة عربية شمولية بائدة، كانت تحصد 99 بالمئة من اصوات شعوبها في انتخابات كاريكاتورية مسرحية هزلية.. والاجماع ايضا، لم يحدث حتى على خير المرسلين محمد صلوات الله عليه وسلامه، بل حتى لم يحدث اجماعا "ايمانيا" على ذاتية الله سبحانه وتعالى !

مشكلتنا ان البعض لا يعون "ثقافة الاختلاف" ؟، وتقبل الاخر، بل ان بعض المغالين في مواقفهم، يعتبرون ان التسليم برأي الاخر حتى لو كان صوابا يعد "انهزاما" (!) ، وهو الامر الذي يخالف كل منطق لاسس التعايش البشري السليم .

مشاركة الاردن بمعركة ضد تنظيم "داعش" او اي قرار سيادي سياسي وعسكري بالمشاركة في اي حرب ومعركة، امر طبيعي عدم وجود اجماع وطني وشعبي عليه.

الدول التي لا تحترم تنوع افكار ومواقف شعوبها، دول منغلقة متخلفة ، اوصلت شعوبها في العديد من المراحل التاريخية الى "احتقانات"، باتت تفرغها شعوبها في الداخل، واوجدت "معارك داخلية" كانت هي في غنى بالكامل عنها.

الاردنييون، وصلوا الى مرحلة متقدمة من الوعي وباتوا يرفضون اي "وصاية" فكرية عليهم، وباتوا بشكل مؤكد يرفضون "الحجر" على افكارهم التي أصبحت تظهر علانية على شكل مواقف، بل تحولت الى سلوك يومي معاش، لن ترجعه عقارب الساعة يوما ابدا.

وذا ما سلمنا ان الاردنيين على هذا القدر من الوعي، فان لغة الخطاب التي يفترض بها ان تطرح عليهم، يجب ان ترتقي الى مراتب وعيهم، فسياسات العقود الغابرة يجب العمل على تحدثيها، والارتقاء بها، وتطوير الخطاب السياسي والاعلامي ليرتقي الى عقلية الوعي الشعبي الاردني .

المشاركة في الحرب، بما لها من مواقف مؤيدة وغير مؤيدة، الا ان الاردنيون جميعهم توحدوا سوية خلف الطيار الاسير معاذ الكساسبة، وكما كل القضايا المصيرية التي واجهت الاردن، فان الاردنيون طالما تخندقوا مع القيادة والقوات المسلحة الاردنية .. وهذا المفترض به ان يكون في كل الحروب والمعارك .. ان تنحى الخلافات جانبا، ويسود الوطن ويسمو فوقها جميعها .. !



تعليقات القراء

ابن الكرك انا
تحليل ذكي وواقعي وواضح والشمس لا تختبى خلف غربال ويجب ان نكون على قدر التوقعات
رد بواسطة العجرمي,,
يعني انت داخل حرب من الطبيعي وجود خسائر ومن يعتبرها نزهه او مشاركه فهو واهم
حمى الله الاردن
30-12-2014 10:53 PM
عواد المشاقبة
مبدع استاذ ايهاب وتحدثت بصوت عالي وخرجت افكارك التي هي مثل افكارنا تحتاج الى اجابات
30-12-2014 11:11 PM
رأي مواطن
انظر ايها الكاتب المحترم الى مشاريع طوقان النووي كيف ضرب هذا الرجل الحائط بعرض رأي الغالبية الساحقه من المواطنين وحتى لم يحترم قرار مجلس الأمة بوقف المشروع واحال العطاءات ووقع الاتفاقيات رغما عن الجم
31-12-2014 12:11 PM
مازن العلي
يعني هل نتوقع من الذي ذهب يقاتل انه ذاهب الى نزهة ؟؟؟ الحروب اما خاسر او منتصر وسقوط اي ضحايا لا سمح الله امر متوقع
31-12-2014 03:09 PM
نقطة
كلنا فداء الوطن ونقطة
31-12-2014 03:22 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات