السلطة الفلسطينية واسرائيل تمهدان الطريق لاستئناف المفاوضات


جراسا -

غزة – رغم حرص السلطة الفلسطينية على التأكيد بأن اللقاء الذي جمع الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بحضور الرئيس الأميركي باراك اوباما يوم الثلاثاء الماضي كان خارج نطاق المفاوضات بين الجانب الفلسطيني والاسرائيلي وأن لا نية لاستئناف تلك المفاوضات قبل رضوخ الاسرائيليين للمطالب المتعلقة بالاستيطان؛ رغم ذلك فإن اللقاء الذي عقد الخميس بين طاقمي التفاوض بين الجانبين في نيويورك يترك الكثير من علامات الاستفهام ويؤكد بحسب مراقبين قرب تدشين المفاوضات رسميا إن لم تكن قد استؤنفت بالفعل.

وكانت مصادر عبرية قد كشفت النقاب عن عقد لقاء هو الأول منذ نحو عام في نيويورك لطاقمي التفاوض الفلسطيني والإسرائيلي إذ التقى مستشار رئيس الوزراء الاسرائيلي المحامي يتسحاق مولخو برئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات.

وقالت صحيفة معاريف العبرية إن مولخو كان قد اجتمع الأربعاء بالموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل للاعداد للقاء الخميس الذي اعتبر الأول بين الجانبين من تولي بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة في اسرائيل، وحسب ما ذكرته الصحيفة؛ "سيحاول مولخو وعريقات التوصل إلى سلسلة تفاهمات من شأنها التمهيد لبدء التفاوض على مستوى أعلى، أي بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس".

ورجح مصدر في حاشية رئيس الوزراء الإسرائيلي أن تبدأ المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية نهاية الشهر القادم وهو ما توقعته مصادر دبلوماسية غربية، حيت تجري حاليا محاولات لاقناع الجانب الفلسطيني بالموافقة على استئناف المفاوضات التي ستكون على الأرجح الخيار الوحيد أمام السلطة في ظل شدة الضغوطات الدولية الممارسة عليها.

وكان الرئيس الأميركي باراك اوباما أكد خلال اللقاء الثلاثي على وجوب استئناف المفاوضات بأسرع وقت ممكن ودون شروط، وهو ما اعتبره المراقبون انحيازا واضحا من الادارة الأميركية للجانب الاسرائيلي، خصوصا ان اوباما نفسه كان قد طلب مرارا من الاسرائيليين وقف الاستيطان والتمهيد للمفاوضات بخطوات عملية على الارض وهو ما لم يتحقق.

ودأبت السلطة الفلسطينية على القول بأنها ليست جاهزة لاجراء اي مفاوضات متعلقة بالوضع النهائي قبل موافقة اسرائيل على شروط من بينها الوقف التام للاستيطان في الضفة الغربية ومنح بعض التسهيلات كما نصت خطة خارطة الطريق، غير انها باتت تجد نفسها محشورة في زاوية الخضوع للمطلب الاسرائيلي القاضي بالتفاوض دون شروط وللضغوط الأميركية التي باتت أقرب كثيرا للجانب الاسرائيلي لا سيما بعد اللقاء الأخير وما تلاه من تصريحات اميركية.

وفي موازاة ذلك ستجد السلطة ورئيسها محمود عباس نفسها أمام انتقادات لاذعة من معظم الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس التي رفضت اللقاء الثلاثي واعتبرتها خضوعا للاملائات الخارجة وتراجعا عن مواقف سابقة، وبالتاكيد فإن تلك الانتقادات ستصبح أكثر حدة في حال تم الاعلان عن استئناف المفاوضات رسميا.

ولم تكن حماس وحدها التي انتقدت السلطة بل كانت فصائل أخرى من بينها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجهاد الاسلامي، في حين رفضت قيادات وازنة في حركة فتح تلك اللقاءات واكدت ان لا طائل من عقدها في ظل وجود تلك الحكومة اليمينية في اسرائيل والتي ترفض تقديم أي تنازلات وتسعى لكسب الوقت لتكرس الاستيطان.
وكالات



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات