"ماذا بعد أسر معاذ الكساسبة -وهل من حل بدمشق؟؟ "


لا مجال ألان للاخذ والرد والمنأكفاة ,,بين المؤسسات الرسمية وبين قوى المعارضة بالاردن ,,حول أسباب وتداعيات أسر الملازم معاذ الكساسبة من قبل تنظيم "داعش " ,,اليوم على الجميع ان يعترف أننا امام تحدي مصيري ,,فالدولة ألاردنية بكل أركانها موضوعة أمام هذا التحدي المصيري واللحظة التاريخية ,,فلا مجال للغو الفارغ والمنآكفات هنا وهناك,,فهناك اليوم مواطن أردني بوضع خطير وصعب .

وهنا بالتحديد على الدولة ألاردنية ممثلة بنظامها الرسمي ,أن تبدأ من ألان بتشكيل خلية أزمة ذات خبرة ,للعمل من ألان على على رسم ألأطر العامة لحيثيات التفاوض المستقبلية ,,مع تنظيم "داعش ",فجميع التحليلات والقراءات ألاولية تظهر أن داعش ,,ستناور بورقة الكساسبة ,,ولن تقوم بعمل ما قد يهدد حياة الكساسبة بهذه المرحلة تحديدآ ,,فداعش ستؤخذ ورقة الكساسبة كورقة قوة ,,لتفاوض عليها مستقبلآ الدولة الاردنية تحديدآ ,والهدف هو وضع الاردن امام خيارات عدة داخليآ وخارجيآ وأولى هذه الخيارات هو أخراج ألاردن من التحالف الدولي ضد الحرب على داعش كنقطة أساس قد تتبعها شروط اخرى مستقبلآ,,ومن هنا ستبدأ أولى مراحل المفاوضات .

فهنا من المفترض أن تكون الدولة ألاردنية تملك خبرة وحنكة التفاوض بمثل هذه الحالات ,,وقد مر على ألاردن الكثير من هذه الحالات وليس اخرها أختطاف السفير الاردني العيطان بليبيا بمطلع شهر نيسان من هذا العام ,,فهذه الحوداث تحدث في كل حين وفي كل زمان وهي متوقعة ,,ولهذا ومن هذا الباب على الدولة ألاردنية ,,أن تبدأ بمسار تفاوض واضح و"سري " مع التنظيم عن طريق وسطاء سيتدخلون قريبآ بهذا الاتجاه .

فاليوم يجب على الدولة ألاردنية أن تعمل بصمت ,وأن تتخذ من تجارب ألاخرين عبرة لها ,,وخصوصآ التجربة اللبنانية ,,التي أصبحت قضية ألاسرى العسكريين اللبنانيين لدى النصرة وداعش ,قضية كل من أتى يدلو برأيه فيها ,,مما افسد مجموعة مسارات خاصة بمسار التفاوض بهذه القضية ,,وعلى رأي المسؤوليين اللبنانيين الذين يبررون أسباب فشل التفاوض حول هذه القضية "أن الطبخة أذا كثر طباخينها بتخرب " ,,ومن هنا على الدولة ألاردنية أن تستفيد من التجربة اللبنانية ,وان تعمل بسرية ,وان تكون خلية الازمة التي ستتشكل ,هي الجهة الوحيدة المعنية بهذه القضية .

وأن يبدأ العمل من ألان على توزيع وتبادل الادوار بين خلية الازمة التي من المفترض انها شكلت ألان ,والبدأ بالبحث عن تشعب علاقات التنظيم مع أفراد او جماعات تؤيد فكر وفلسفة هذا التنظيم داخل الاردن ,,لتكون هذه الجماعات او الافراد هم ورقة القوة الاردنية بمسار هذا التفاوض ,,وليكونو هم الوسطاء أو على الاقل أن يكونو بخندق الدولة الاردنية للمساعدة بأنجاز صفقة الافراج عن الكساسبة .

ومن المفترض ألان ان الدولة الاردنية قد تبنت منهجية واضحة بخصوص اطر العمل مع الشركاء والحلفاء بالمنطقة والعالم ,,لتحديد مسار واضح لاطر التفاوض السليمة لانجاز صفقة الافراج عن الكساسبة بأسرع وقت ممكن ,,وهنا يجب على الدولة الاردنية التوجه وبسرعة نحو"دمشق- تحديدآ " مع ان البعض يطرح ورقتي انقرة والدوحة ,,للمساعدة بهذا الموضوع ,فالسوريين لديهم القدرة والامكانيات لانجاز عملية تحرير الكساسبة , مع أن البعض يعتقد ان الاتراك قد يملكون نوعآ ما قدرة كبيرة على الضغط على التنظيم وخبرة بالتفاوض مع التنظيم فتركيا تعرضت لمواقف مشابهة فقد خطف لها عشرات المواطنين والدبلوماسيين الاتراك بالموصل شمال العراق من قبل التنظيم بمنتصف العام الحالي ,,وانجزت الصفقة مع التنظيم بسرعة قياسية,,وكذلك الدوحة التي يقال ان لها دور كبير بتحقيق شروط التفاوض وانجاز الصفقة مع التنظيم بخصوص الاتراك وبخصوص موضوع العسكريين اللبنانيين المحتجزين للأن .

ومن هنا على الدولة ألاردنية ان تعمل بحكمة وحنكة وبصمت وبسرية ,,دون ألارتهان لمسار الضغوط الشعبية والتي من المتوقع انها ستصل الى حدود كبيرة ,,فعلى الدولة ألاردنية ممثلة بخلية الازمة التي شكلت ألان على الاغلب ان تضع جميع الخيارات المتوفرة والممكنة لانجاز صفقة التبادل ,,فالمرحلة صعبة والارتهان لمسارالضغوط الشعبية هو امر خطير جدآ ,,ولهذا على الدولة ان تبدأ من الان برسم معالم واضحة لاطار التفاوض "السري " لانجاز صفقة الافراج عن الكساسبة بأسرع وقت ممكن لان المرحلة المقبلة قد تشهد تطورات خطرة وهذا ما لانتمناه ونتنمى ان تتم الصفقة بأسرع وقت ممكن ,,ليتسنى حينها وبعد عودة الكساسبة سالمآ ألى ارض الوطن ان شاء الله ,,وضع الكثير من النقاط على الحروف لمسار وطبيعة السياسة الاردنية الخارجية ...........

*كاتب وناشط سياسي –الاردن .

hesham.awamleh@yahoo.com



تعليقات القراء

ابراهيم فاخوري
نعم يا استاذ هشام اتفق معك ١٠٠٪
يجب العمل بيصمت
وانشالله يرجع الى الوطن سالم
24-12-2014 07:30 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات