الصراع العربي الإسرائيلي كان دائماً هو التفاعل الرئيسي الأكثر أهمية وتأثيراً على المنطقة العربية والقضية الفلسطينية التي تعتبر جوهر الأزمة في الشرق الأوسط وقد دخلت المنطقة مرحلة المفاوضات على أساس حل التنافس بين الحقوق القومية الفلسطينية والأهداف القومية الإسرائيلية والبحث عن معادلة تقوم على إيجاد توازن وكسر الجمود والوصول إلى سلام شامل وعادل ودخل الفلسطينيون أخطر معاركهم في العصر الحديث مستخدمين أداة المفاوضات لكن ما يثير الاهتمام هو نوعية المفاوضات وكيفية الخلط بين الأوراق التفاوضية إلى حد التجاوزات فهناك حاجة ملحة لتطوير الفهم التحليلي والعملي للرقي بعملية المفاوضات فالفريق الفلسطيني المفاوض عليه مهمات مستقبلية بغاية الصعوبة وتحتاج إلى إعادة دراسة الأوراق لتحريكها واستخدامها ضمن دراسات نفسية في الفهم المتكامل لظاهرة المفاوضات مع الطرف الآخر والتركيز على متغيرات وجزيئات التفاوض وكيفية التعامل مع هذه الحالات وخلق عملية التفاعل بالرغم من التعقيد المتشابك للقضية وتداخل عناصرها ومتغيراتها وتحقيق نتائج أفضل في المفاوضات خاصة وأن الحكومة الإسرائيلية قد عرضت برامجها وخطوطها الجديدة العريضة لذلك فهناك استراتيجية أمام المفاوض الفلسطيني عليه أن يبدأ بوضع التكتيك لفهم وتحليل هذه البيئة وتحديد عناصرها خاصة وأن أمامه حشداً كبيراً من المؤثرات التي تشكل السلوك التفاوضي وحتى يحقق أفضل النتائج عليه تكثيف عمليات التكتيك والتأثير وخلق نموذج يثبت قدرة عالية في الجدل حول مخرجات التفاوض.
 فالمفاوضات تحتاج إلى تفاصيل فنية ضرورية نتيجة انعدام الثقة والصداقة لذلك نجد التشدد والتباعد وعدم المرونة في الحلول الوسطية وهذه العدمية تؤثر على عملية التفاوض وتبطئ من إيقاعها وتؤثر على الجدول الزمني في صنع القرار بحرية عالية وصياغة الموقف التفاوضي بحكمة خاصة. إن المفاوض لا يستطيع أن يلغي الدوافع النفسية والشخصية في عملية التفاوض وهي تؤثر تأثيراً سلبياً على السلوك التفاوضي وتؤدي إلى الإخلال بالقدرة على تفهم وجهة النظر الأخرى والاستفادة من المعلومات بعيداً عن السلوك التساومي لذلك لابد من توافر الإرادة السياسية لعملية التفاعل والجدل الإقناعي والهدف منها مسألة سمعة المفاوض وحفظ ماء الوجه ضمن السلوكيات التفاوضية القادمة.
talal_gerasa@yahoo.com