طبل المسؤول


أن الطبل اعلى صوتا بالرغم من انه اجوف و النظر بالمرآة دائماً يزيد المقدرة على اكتشاف تجاعيد الوجه, ولونه ونظافته, وخير لك أن تنظر مرة في المرآة من أن تنظر ألف مرة إلى وجوه الآخرين لتتعرف الى حقيقة ذاك الوجه الذي يعكس داخلك
الكل منا يتحدث عن الفساد بانواعه اداريا سياسيا اقتصاديا اجتماعيا ولايختلف اثنان على ان أنَّ هناك فساداً إدارياً في بعض المؤسسات والدوائر الحكومية,مردهُ إلى ضعف النفس والاستهتار بالشأن العام من جهة, وإلى قلة المحاسبة وتدخل الوساطات والمحسوبيات من جهة أخرى
و هذا الفساد أصبح تراكمياً واسع الطيف, وسمة للشطارة والنجاح عند بعض الجهلاء وضعاف العقول, الذين لايرون من الحياة إلا الجني والكسب حتى ولو على حساب الوطن و الكرامة والشرف والأمانة والأخلاق.‏
والغريب أن هؤلاء الفاسدين المفسدين أكثر الناس حديثاً عن الاستقامة وحبِّ الوطن, والتمسك بالقيم النبيلة والمعاني السامية , والمبادئ العظيمة, وأشدهم دفاعاً عن الأنظمة والقوانين المعمول بها في دوائرهم ومؤسساتهم, مطلقين لذلك الشعارات الطنانة والعبارات الرنانة التي يجيدون العزف على أوتارها والرقص على أنغامها واكثرهم يحملون لواء الحرب على الفساد ويدقون طبولها حتى تجد فسك منجرا ورائهم دون تفكير ظانا انهم المخلص من هذا الشر المنتشر بمجتمعنا ودوائرنا ومؤسساتنا انتشار النار بالهشيم .‏
ناهيك عن أصواتهم العالية وانتقاداتهم اللاذعة داخل مديرياتهم وخارجها. فهم في الداخل المهتمون بتحقيق العدالة, المطالبون بالحوافز والمكافآت, المتفردون بالنقد والانتقاد وإثارة الفوضى بين زملائهم تحت عناوين مختلفة, أهمها المطالبة بحقوق مسلوبة, والتخفيف من ضغط العمل وحجمه الذي ينوء به كاهلهم العتيد والبعض يغادر مكتبه قبل ان يقرع الجرس .‏
والبعض في الخارج يشكّلون جوقة للكذب والافتراء والشائعات والاتهامات, التي لاتخدم إلا عقولهم الصدئة وقلوبهم السوداءفمنهم من ينسب نفسه ومنهم من يسمي نفسه ومنهم من يتحدث باسم المسؤول حتى تجد البعض يتملق له ويتزحلق فهو حسب قولهم واصل وقريب وخط سريع ناقل خاصة بالوايت صب الذي يتقن صاحبنا العمل به والتفنن ولايترك صغيرة ولاكبيره الا وتصل لمسؤول مدلى اذنيه ظانا انها الحقيقة وهي قشور مغلفه للحقيقة فكم من كلمه ظالمه وكم من كذبه وكم من امر نسبه صاحبنا لنفسه باسم مخبر صادق والدق منه براء .‏
فهم يقيسون الحق والصواب والخير والعطاء على مقاس منفعتهم الشخصية, فكل مايحقق هذه المصلحة جيد وصالح, وكل من يخالفها سيء وظالم ومتحيز و.. و.. إلى آخر مفرداتهم المعبّرة عن ظلامهم , واعتلال نفوسهم وعمى بصائرهم التي لاترى الشمس, ولاتنعم بضوء القمر.. فهم أشبه بالنعامة وأخشى أن تتظلم النعامة من تشبيههم بها.‏
والسؤال : أما كان الأجدى بهؤلاء القيام بواجبهم , والالتزام بدوامهم , والعمل على نهضة دوائرهم بجدية وصدق عوضاً عن هذه الجعجعة التي لاتخدم إلا التخلف والفساد ؟‏
نأمل أن يعود هؤلاء إلى ضمائرهم الغافية إن لم نقل الميتة, ليوقظوها ويتصالحوا معها وصولاً إلى نهضة حقيقية تعود بالمنفعة والخير على كل أبناء هذا الوطن.‏
وليكن العام الجديد بداية لجردة حساب تعيد الميزان إلى وضعه الصحيح قبل فوات الأوان, والسعيد من اتعظ بغيره, والشقي من اتعظ بنفسه.‏
ولنتذكر دائماً أنالطبول اعظم صوتا , وأنَّ النظر بالمرآة دائماً يزيد المقدرة على اكتشاف تجاعيد الوجه, ولونه ونظافته, وخير لك أن تنظر مرة في المرآة من أن تنظر ألف مرة إلى وجوه الآخرين
أتمنى أن يأتي ذلك اليوم الذي يستفيق فيه البعض من من سباته الأخلاقي والمعرفي، ويبحث عن الجمال لا عن القبح، وعن المحبة لا عن الكره، وعن الفضيلة لاعن الرذيلة منطلقين في بحثهم هذا من مقولةٍ تقيهم السقوط في مستنقع الحسد ومهاوي الشرور: «عاملوا الناس كما تحبون أن يعاملوكم» فهل سيفعلون



تعليقات القراء

مواطنه
اخي الجمل عمره ماشاف حردبته
12-12-2014 02:33 PM
مهند
نعم وزاراتنا ودوائرنا تعج بتلك الناس اللي مابتعرف غير نقل الاخبار
12-12-2014 06:00 PM
جريس
تعال شوف بوزارتنا شو في لشر من هالشكل
12-12-2014 06:01 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات