مر الربيع العربي من امامنا محدثا زلزالا في بنية الاوطان هذا الزلزال لم يخرج لنا لا وردا ولا ازهارا ولا ريحان - بل اخرج لنا حمما وغلا و(سخام ودمار ) وصب غضبه على الحجر والانسان والعمران - فالانسان فقد فيه وعيه وامعن في تخريب المؤسسات العامة وقتل اخيه الانسان و امعن في بث ثقافة الكراهية والتشأؤم والتحريض المذهبي والطائفي والقبلي واحدث شرخا عاموديا كبيرا في الوحدة الوطنية لبعض الاوطان – هذا المشهد الذي يركز على ثقافة التدمير والهدم لا التعمير والبناء واحلال التشأؤم بدل التفائل بحاجة الى وقفة صادقة مع الذات اولا – والتسأؤل عن - ماهي علاقة هذا الغل والطاقة الهدامة على المنجزات الوطنية ؟! واين هي مناهجنا ومدارسنا وجامعاتنا ومراكزنا الثقافية ومنتدياتنا العلمية والادبية والتربوية من ذلك ؟!

فماذا – اذا - كانت معاهدنا تدرس خلال الاعوام السابقة ؟! وما علاقة السياسة بمصباح الكهرباء في الشارع ان يكسر ؟! بل ما علاقة المدرسة ان تنهب ؟! وما علاقة المرافق العامة ان تدمر ؟! الم يعلم الجاني ان هذه الانجازات ملك للمواطن بناها المواطن بعرقه وبالضرائب السنوية التي يدفعها لخزينة الدولة - الدولة التي يشكل فيها المواطن - الاس والمقام - والذي هو الجزء الابرز والاصيل فيها و من مكوناتها وهو اصل وجودها ؟ فالدولة كما يعرفها فقهاء القانون – بانها الارض والانسان والسيادة – نعلم جميعا بان الحالة الشعبية العربية ليست كما نريد نظرا لمدى الافراغ من المضمون التي مارسها الاستبداد والظلم والفساد عليها من قبل اصحاب السلطة والنفوذ لكن لايمكن بحالة من الاحوال ان يستمر هذا العبث بمقدرات الامة الى مالانهاية –لهذا لابديل من اعادة الرشد والوعي لهذه الامة من خلال استنفار الشرفاء من ابناء امتنا الماجدة وهم كثر لإعادة تسليح الامة بالوعي الوطني والقومي والروحي الوسطي والتقدمي اللازم لتشجيعها وتحريضها على رفض الواقع التشاؤمي والانطلاق نحو ثقافة الاعمار والبناء والى ثقافة التفكير لا التكفير والى ثقافة الحياة والانجاز واعادة الثقة بنفسها والمشاركة الواسعة والفاعلة في صنع القرار ورسم صورة للمستقبل الارحب الاكثر اشرقا وتقدما لها وللانسانية جمعا .