المجالس التربوية فكرة رائدة بحد ذاتها لتطوير وتنمية العملية التعليمية والتربوية في المدارس الحكومية والخاصة، وتقوية الشراكة المجتمعية مع البيئة المدرسية بما يعود بالنفع على المعلم والطالب والمنهاج.
وضع لهذه المجالس نظام خاص لتنظيم عملها ، بما يحقق منهجية العمل المؤسسي في هذا التنظيم ليعرف الجميع ما له وما عليه من حقوق وواجبات.

النظام غطى جميع النواحي الادارية لهذه المجالس، ولكن رغم فنيتها مع الاسف لم يتطرق الى النواحي العلمية والعملية والتربوية والفنية من حيث اسس انتخاب واختيار اعضائها وشروط عضويتهم على اعتبار ان هذه المجالس متخصصة تربويا، وتشكل تنظيما على مستوى المملكة يسعى الى تطوير العلاقة التشاركية بين المدرسة والمجتمع المحلي ومديرية التربية والتعليم ووزارة التربية والتعليم، ويستعان به بخطوات جرئية لاصلاح التعليم ، واكتفى النظام في شروط العضوية ان يكون اردني الجنسية.

هل تعلم عزيزي القارىء بأن معظم الذين تم انتخابهم في هذه المجالس المختصصة بعضهم ممن لا يحملون مؤهلات علمية ولا مسلكية ولا تربوية ولا اصحاب خبراب في مجال التربية والتعليم مع احترامي لشخوصهم جميعا وليس تقليلا من قدرهم ولكن العملية التربوية هي من اهم العمليات في المجتمعات الراقية والتي يُأخذ على عاتقها اعداد الفرد للحياة ولا يجوز العبث بها،ولا المجاملة فيها، فكل ذلك بحاجة الى متخصصين في المجالات التربوية.

وهل تعلم عزيزي القارىء بأن بعضهم من الباحثين عن الوجاهة ولا يستطيع بأي حال من الاحوال خدمة قطاع التربية والتعليم، فكيف نسعى لتطوير قطاع التربية والتعليم بهذه المعطيات التي لا تشكل أي اضافة نوعية وعلمية او تربوية لهذه المجالس.

وهل تعلم عزيزي القارىء بأن انتخابات هذه المجالس جرت وسط عمليات تجيش من قبل معظم المرشحين ومؤيدهم الامر الذي عكس صورة سلبة عنها، ونقل تجيش العشائرمن الانتخابات النيابية والبلدية الى هذه المجالس، رغم انها غير مؤجورة وتطوعية واستشارية وبحاجة الى خبرات تربوية من اجل خدمة قطاع التربية والتعليم في الممللكة.

وهل تعلم بان هذه المجالس في حقيقة الامر ليست مجالس تطوير ولا شراكة مجتمعية بهذه الصورة، كيف يكن ان يتوائم نداء وزارة التربية والتعليم حول اصلاح التعليم ، ووضع نظام للمجالس التربوية غير قادر على تشكيل مجلس متخصص بهذه الاهمية.
وهل تعلم عزيزي القارىء بان معظم هذه المجالس قاصرة ومناطقية وعشائرية، ولا تتمتع بمؤهلات ولا خبرات وخصوصا في المناطق ذات الطابع العشائري.

نداء الى وزارة التربية والتعليم من اجل ايجاد نظام حقيقي للمجالس التربوية لاهميتها في المجتمع، ووضع شروط من شأنها السعي لتحقيق التطوير التربوي ووضع اسسن وشروط واضحة بما يخص المرشحين وان يتمتعوا بمؤهلات علمية وتربوية خدمة لنداء اصلاح التعليم في الوطن.