صرخة المعتصم بالله للملك .. ابكت العيون وأدمت القلوب .. !!!


العطاء والنماء لدى الانسان لا يقف عند حد معلوم ولا سن مرقوم ولا بأمر محتوم ، بل مستمر من المهد إلى اللحد ولهذا خلق الأنسان لإعمار الأرض وديمومة الحياة على مكونها الطبيعي والحفاظ على مخلوقات الله ومنه النسل البشري بطموحاته المتعددة وأساليبه المختلفة وأشكاله المتنوعة وقدراته المتفاوتة ، من بين كل فئة وفئة إن كانت جسدية بحاجة لجهد وقوة عضلية أو فكرية وعقلية وهي الأكثر تأثيرا في المجتمع ... كون الفكر الذي يوصل المدارك العقلية للأهداف المبتغاة لنمو المجتمعات وتطويرها في جميع الحالات والمجالات.

وهنا قد يتفوق البعض من غير الأصحاء جسديا ً في مجالات قد تكون لها الوقع المؤثر على عملية إستغلال عقول منتجة تعيقها الحركات جراء وجود إعاقات جسدية ، في فئة ليس بالقليلة في كل المجتمعات الدولية ومن بين الدول تجد الإهتمام المتكامل لهذه الفئة التي تجد من نفسها القصور في عملية تدوير العجلة الإنتاجية، وتجد بعض الأشخاص يثيره الأمر... فلن يرضى لنفسه أن يبقى عالة على مجتمعه وذويه ، دون وجود مصدر دخل إنتاجي ووسيلة معاشية للاسرة التي ينتمي أليها ويصبح عنصر مساهم بجدية في بناء وطنه وبنو مجتمعه ، الذي يأبى على نفسه أن يكون عنصر سلبي نتيجة لإعاقة ألمت به وجعلته من عديد العناصر المواطنية الذين تطلق عليهم أصحاب ذوي الإعاقات الجسدية ...ومنهم الشاب الذي بإرادته حطم المستحيل ...ووصل لأول درجات سلم المجد وباب الفرج الذي يفتح له آفاق العلا نحو المساهمة في بناء الوطن الأردني ومن بعده العربي وطموحه يتعدى ذلك ليصبح دوليا ً .
وهذا الشاب هو المعتصم بالله بن أنور إبن زياد أبو محفوظ الطالب المعاق جسديا ً ، نتيجة لأخطاء أطبائنا الكرام الذين ينالون على الشهادة العلمية أكثرهم بوسائل مختلفة ويحرم منها المعتصم بالله صاحب الإعاقة الجسدية التي عطلت أطرافه الأربع واللسان وبقي سليم من جسده القلب الكبير والعقل المنير والعين البصير فهذه حالة المعتصم بعد ولادته لغاية هذه اللحظة يحتاج لمرافق ومساعد طوال الوقت ، وكان والديه له مخلصين كونه وحيد أخواته الاربع وابنهم البكر فكان الإهتمام شاغل والديه وتم تدريسه في مدارس عمان من رياض الأطفال... وكان والده يوصله لعمان صباحا مع بداية الدوام وعند انتهاء الدوام يذهب مرة اخرى ليوصل معتصم بالله للبيت ، ليبدء دور الام من رعاية وعناية وتغيير فوط وطعام واستغرق ذلك اربعة عشر عاما ً... والمعاناة تعيش مع المعتصم ووالديه ...حتى بداية العام الحالي الذي انتقل معتصم في الصف النهائي التوجيهي العلمي لمدارس في الزرقاء طبعا ً خاصة وهي مدارس الجامعة .

وقد تفوق مع زملائه بالدراسة مع العلم انه لا يستطيع الكتابة بيديه المعطلات عن الحركة نتيجة التشنج الملازمه مدى حياته ، فكانت وسيلة الكتابه له الانف على الآيباد واللابتوب ...وقد تفاجئ المعتصم انه حرم من تقديم الامتحان التوجيهي لعدم قدرته على الكتابة والنطق والسير على اقدامه ، فكان الفرج الذي بدأ من مقابلة على شاشة جوسات وإن لم يكن الاهتمام المطلوب ...فجاء الدور الاكبر الذي اكرم الله به العتصم بالله ، وهو برنامج يسعد صباحك الذي اجرى روبرتاج مع المعتصم الذي بث عبر شاشة التلفزيون الاردني قبل اسبوعين ، وقد تفاعلت المذيعة مقدمة البرنامج مع حالة النابغة معتصم بالله ...جزاها الله خيرا ومعدي ومخرجي البرنامج وكل واحد من الجنود المجهولين من كوادر التلفزيون الاردني الذي نعتز به ونفتخر .

وقد تدخلت وزارة التربية والتعليم واستدعي ذوي المعتصم بالله لوزارة التربية والتعليم ....لحل مشكلة المعتصم بالله واوعز الوزير لمدير الامتحانات بان يحل مشكلة المعتصم بالله بن انور ابومحفوظ وقد استجاب مدير الامتحانات لاضافة وقت لامتحان معتصم ووضع كاتب يدون اجابات معتصم ...ورفض وجود ام المعتصم للترجمة بين الكاتب والمعتصم كونها هي الوحيدة التي تفهم الكلام من المعتصم بالله صاحب العقل المفكر النابغة الذي سيحرمه مدير الامتحانات ....وجود امه لتنقل المعلومة من ولدها الوحيد التي تعيش لاجله وخدمته .

فمن هنا نناشد وزير التربية والتعليم وهو المعروف بدماثة خلقه وامانته مذ كان يقطن الزرقاء ...وهذا نداء من كل صاحب اعاقة ان تكون السند له يا معالي الوزير ، فالمعتصم بالله من النوابغ عقليا فلا تحرمه وجود امه بجانبه وهو فلذة كبدها ...واعتبر يا معالي الوزير بان ولدك يمر في حالة معتصم لا سمح الله ، فتصرف بذلك واوعز لمدير الامتحانات الذي رفض تعليماتك وتنفيذها وكأن المعتصم بالله سيتجاوز القوانين ويحطم الممنوعات حسب راي مدير الامتحانات ، الذي يتعامل مع المعتصم كالسوي ....مع العلم بان المعتصم وجه في ندائه صرخة ادمت القلوب وهو يناشد الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه ، بان يرأف بحالته ويسمح للمعتصم بالتقديم للامتحان التوجيهية ووالدته معه كناقل الجواب للكاتب الوزاري الذي يدون اجابات المعتصم بالله.

ذلك الانسان الذي حطم المستحيل وتجاوز كل الصعاب التي يمر بها بمساعدة والديه ...ووصل التوجيهية بتفوق عالي جدا حققه المعتصم بالله ، وهو يمر بظرف صحي صعب بدت نسبة العجز عالية جدا ولكن كل هذا هان على المعتصم الذي اصر بقوة الابطال بان يكون من الذين يحصلون الشهادة العلمية العليا ، ليكون عنصر من بناة الوطن الاردني ومن العناصر المنتجة ....في بلد يقودها ملك انسان ملك قيضه الله لخدمة الوطن.... وكذلك جلالة الملكة ام الحسين ولي عهدنا المحبوب ، عاش الاردن آمنا ً بالطمئنينة والأمان عاش مواطننا بكرامه في بلده ....يقدم الواجبات ويحصل على حقه والقانون لم يحرم احدا من حقه فللمعتصم بالله حق على دولته فانصافه أنصاف لكل المواطنين ، وفق الله الجميع تحت ظل الراية الهاشمية الخفاقة التي ينعم الجميع بالتفيئ بظلها الظليل .
Saleem4727@yahoo.com

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات