في الأربعين لوفاة حسين مجلي يتوحد الخطاب


حسين مجلي، رجل في امة توحدت في ذكرى رحيله الاربعين بقصر الثقافة في عمان، توحد الخطاب وتوحد المتحدثون، وما بين كلمات وانغام النشيد وطني الأكبر، ونشيد موطني، توحدت المعارضة الاردنية من اليسار الى اليمين مرورا بالوسط مع رجال االحكم في الدولة الاردنية من مختلف الرتب.

فهذا عميد اصحاب الدولة صديق المرحوم جالس في الصف الامامي، ومن تبعه في الرئاسة من بعض اصحاب الدولة بجلسون عن يمينه وشماله، ورئيس دولة ورئيس مجلس امة ورئيس مجلس نواب سابق، رصين حويط، ملء العين والبصر من ابرز المتحدثين، يجلس الى جانب اسرتك، وذاك علم بارز من التيار القومي يجلس بجانب رئيس برلمان سابق ورئيس مجلس الشورى والحكماء من الاخوان المسلمين، ووزراء كثر، ثلاثون او اربعون عاملون وسابقون وذوات ثقافية واعيان الاردن والامة، ونقباء، واصحاب القاب من رجال الادارات المحلية والحكومية، وطلبة علم واطباء ومهندسين واساتذة جامعات ومدارس، وجل رجال االقضاء والمحامين كثر، ورجال ونساء وصبايا وشباب من العقبة حتى عقربا ومن الطرة حتى الدره ومن سواحل المتوسط في فلسطين حتى شط الفرات في العراق الجريح . وذوات حزبية ونقباء من الوطن العربي، من مصر والجزائر وتونس واليمن ومن فلسطين من نابلس، جبل النار ومن الخليل وطول كرم ويافا وحيفا وبيت ريم،....

، نعم توحدت الامة حول القضايا الكبرى التي كان يحمل همومها الراحل صاحب التأبين، وهي العداء مع اليهود ومع الصهيونية العالمية، ومن يقف خلفها من قوى الشر العالمية، ووحدة الأمة العربية والتقارب ما بين دعاة القومية ودعاة الدين الاسلامي، الذين صفقوا لشعار الزعيم الخالد جمال عبدالناصر "ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير بالقوة" ومقولات وحدوية طالما رددها صاحب الذكرى حسين مجلي ومنها " نحن أمة مخيرة بين البقاء والفناء، بين الوجود وللاوجود ووجودنا وبقاؤنا مرتبط ومرهون بتحقيق المشروع القومي العربي" و " إن من يضع الاسلام في مواجهة العروبة فقد دخل في الهرطقة، فليس في العالم أمة يحاول بعض بنيها وضع دينها في صدام مع قوميتها سوى هذه الأمة" و "نحن اصحاب الحق بإقامة حركة عربية واحدة لأمة عربية واحدة تقيم الدولة العربية الواحدة التي تتطابق حدودها مع حدود الأمة". شكرا للوفاء من هذا الرعيل الأصيل، المنتمي لأمته، وشكرا لمن سهر وابدع في انتاج الفلم المصور الفخم ذو الدلالات عن مسيرة حياة الراحل الكبير، الذي تطابق مبداءه مع معتقدة طوال حياته، وذلك بعدم ذكر مسمى عشيرته الرواشدة، العشيرة الكريمة والكبيرة، والهامة في الجهد والإنجاز على مساحة الاردن والوطن العربي في نهاية اسمه الكبير "حسين مجلي"

نعم حسين مجلي ذلك الصنديد العربي، القائد الفكري والمحام والنائب والوزير والنقيب، الذي بنى نفسه بنفسه، وثقف نفسه بنفسه وتتلمذ على افكار الكبار مثل عبدالله الريماوي، وعصمت سيف الدولة ونهل من فكر وفروسية وجسارة عبدالناصر، وحاور الكبار من قادة الأمة من مراكش للبحرين ومن سوريا حتى اليمن وهي في احلك ظروفها. إنه المكين المتمكن مما يعتقد ونحسبه في رحاب الصالحين، إنه تصدق وعلم وسد رمق اسر بأكملها وترك إرثا خالدا من الثوابت الوطنية والقومية. ابا شجاع يا فارس المنابر والخطابة والبيان، كنت مبينا في الدنيا تشهد لك مواقفك وصولاتك في البرلمان وفي النقابات والوزارة وقاعات المحاكم هنا وفي الوطن العربي ويشهد لك الخلق، نم قرير العين يا حسين مجلي، ومثلك تحيا افكاره فينا وفي النشء من بعدنا، وجهدك كروحك، لن يموت كما جسدك، كنت نصيرا للحق في الدنيا وسنذكرك ولن ينساك الحق من رحمته في ملكوته في عالمك البرزخي الذي لا ندركه في عالم الحياة الوقتية الزائلة بعد حين، وعليك رحمة الله وسلامه وبركاته في الخالدين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات