لنحكم العقل ونتقي الله ...حمداً لله على أن الله اختار أبناء سيدنا محمداً صل الله عليه وسلم لجواره ولم يمكن لأحد أن يكون وريثاً له وهذه حكمة بالغة تتجلى في عنجهية الكثير من أبناء البشر في (الوطن العربي) حيث كلاً يقحم نفسه في قضية النسب ويرد نفسه الى الحسن والحسين سبطا رسول الله صل الله عليه وسلم أبنا سيدنا علي بن أبي طالب وأبناء سيدتنا فاطمة بنت رسول الله ...ان العقل هو الفيصل وغير ذلك هراء فالمنطق أن نعترف بواقع ونبتعد عن جهل فالوطن العربي ( خليط من السكان نتيجة الحضارات التي تعاقبت على أرضه والهجرات القسرية التي فرغت الكثير من السكان وجعلت منها أساس فهناك الروم والفرس والكرد والترك والتتار وغيرهم ممن اندمجوا في المجتمع العربي بالجوار والمصاهرة فأصبح من المستحيل التفريق بينهم وبين العربي خاصة اذا ما عرفنا بأن القرون الطويلة التي كانت خلف ذلك اجهزت على الحقيقة وأبقتنا في توقع جله خطأ ...فمن هنا علينا الاعتراف بواقع ونبذ العشائرية النتنة والابقاء على خلق قويم قوامه قول رسولنا الكريم الذي يقول:"كلكم لآدم وآدم من تراب" وقول سيدنا علي بن أبي طلب رضي الله عنه :الناس مـن جهـة الأبـاء أكفاء أبوهـم آدم والأم حـواء......فإن يكن لهم من أصلهم شرف يفاخرون به فالطين والماء ويقول:أيها الفاجر جهلاً بالنسب إنما الناس لأم وأب هل تراهم خلقوا من فضة أم حديد أم ذهب...واننا نجزم بالبتة بأن أي كان لا يستطيع في وقتنا الحاضر أن يعد للجد العاشر كوننا ندرك تماماً بأن المراجع المعتمد عليها هي التاريخ الشفوي والمصداقية فيه قليلة ونادرة وكذلك سجلات تعداد النفوس العثماني والتي لا يتجاوز فيها التوثيق عن عام(1850) والتي لا تعطي عمقاً للوصول لنسب يعود لكثير .راجين من الجيل الجديد الانتباه لقضية هامة وهي التقوى التي تعد مقياس المؤمن ومكانته في المجتمع حيث يقول الله تعالى" يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير " فالعشائرية النتنة تبعث أفكاراً شيطانية تمكن للمرء تغيير نسبه والانتماء لعشائر كبيرة معروفة من أجل التفاخر والتباهي تاركاً للنفس هواها الذي يقودها الى النار فالانسان بخلقه وما يقدمه من أفعال حميدة تمكن له أن يكون سيد قومه فالفيصل خلق وتقوى وفكر منير.