كنز عظيم


كلمات قليلة لها وزن كبير عند الله عز وجل بها تفرج الكربات وتستجب الدعوات، ما لنا لا نكررها دائماً في كل حال وفي كل مكان

ذكرٍ جميلٍ جليلٍ، قليلِ المبنى، عظيمِ المعنى، فيه من التوحيد والإجلال والتوقير للرب المتعال، وفيه من التوكل والاستعانة بالله سبحانه وبحمده ما يُريح البال، ويغير الأحوال إنها كلمة؛ لكنها من تحت العرش! وغَرْسٌ وبابٌ؛ لكنْ مِن غِراس الجنة أبوابها! وهي كَنْز؛ لكنَّها من كنوز الجنة! إنها: لا حول ولا قوة إلا بالله هي كلمة لا حولولا قوة إلا بالله.. 

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ألا أعلّمك – أو قال – ألا أدُلُّك على كلمة من تحت العرش من كنز الجنّة ؟ تقول : لا حول ولا قوّة إلاّ بالله ، فيقول الله عزّ وجلّ : أسلم عبدي واسْتسلم ) رواه الحاكم (1/21 ) بسند صحيح .
لا حول ولا قوة إلا بالله

وقال ابن القيّم رحمه الله ( لمّا كان الكنز هو المال النفيس المجتمع الذي يخفى على أكثر النّاس ، وكان هذا شأن هذه الكلمة ، كانت كنزاً من كنوز الجنة ، فأوتيها النبي صلى الله عليه وسلم من كنز تحت العرش ، وكان قائلها أسلم واستسلم لمن أزمّة الأمور بيديه ، وفوّض أمره إليه )) .

وقال (هذه الكلمة لها تأثير عجيب في معاناة الأشغال الصعبة، وتحمّل المشاق، والدخول على الملوك ومن يُخاف، وركوب الأهوال)) .

وقال شيخ الإسلام رحمه الله ( هذه الكلمة بها تحمل الأثقال، وتكابد الأهوال، وينال رفيع الأحوال)) .

وقال(هذه الكلمة كلمة استعانة، لا كلمة اسْترجاع، وكثير من النّاس يقولها عند المصائب بمنزلة الاسترجاع، ويقولها جزعاً لا صبراً )) .

فلنكثر من هذا الذكر العظيم: لا حول ولا قوة إلا بالله، ومعناها: لا تحول للعبد من حال إلى حال , ولا قوة له على ذلك إلا بالله، فلا تحول للعبد من الذل إلى العزة إلا بالله، ولا تحول من المعصية إلى الطاعة إلا بالله، ولا تحول من المرض إلى الشفاء إلا بالله، ولا تحول من الفقر إلى الغنى إلا بالله، ولا تحول من العزوبة إلى الزواج إلا بالله، ولا تحول من الفشل إلى النجاح إلا بالله، ولا تحول من الهزيمة إلى النصر إلا بالله، ولا قوة إلا بالله.

وفي الختام : فإنّ لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من تحت العرش من كنوز الجنّة حقيقة، أنزلها الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم، وعلمه إياها، ومنّ عليه وعلى أمّته بها، وقد حث صلى الله عليه وسلم على الإكثار من قولها لتحصيل ثوابها المدّخر في الجنّة، وهو ثواب نفيس، وهكذا الكنز يكون نفيساً.

فلنردد دائماً لا حول ولا قوة إلا بالله



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات