الخصخصه .. عندما تكون كارثه ..


ألأصل في مفهوم الخصخصة هو بيع ممتلكات الدوله او جزء منها الى القطاع الخاص سواء من المستثمرين المحليين او المستثمرين الأجانب ذوو الخبرات الجيده والوضع المالي السليم على ان يتم استعمال حصيلة البيع في الصرف على البنيه التحتيه في البلد والمساهمه في تخفيض المديونيه الهائله التي يتمتع بها في امتياز الأقتصاد الأردني , على ان يتم البدء في خصخصة الشركات والمصانع الشبه متعثره بعدتهيئة ظروفها الماليه والقانونيه بما يسمح لها ان تكون جاهزه للبيع.

للأسف ماحصل لدينا العكس تماما فقد قمنا ببيع الشركات الجيده والمصانع ذات الدخل الجيد مثل الأسمنت والاسمده والكهرباء والماء والأتصالات وهي من القطاعات ذات المردود العالي وليست بحاجه الى شريك استراتيجي للدخول اليها لأن مجمل التطوير الذي حصل على هذه الشركات كان من الناحيه الأداريه فقط حيث ان الأموال التي تم استقطابها في عملية الخصخصه هذه تم استردادها بزمن قياسي وذلك من خلال لعبه قذره وهي السوق المالي حيث تضخمت اسعار اسهم تلك الشركات الى مستوى خيالي قام هؤلاء المستثمرون والتابعون لهم ببيع جزء كبير من الأسهم المملوكه لهم والأحتفاظ باسهم تبقي على مساهماتهم في تلك الشركات , بمعنى آخر تم تمليكهم تلك الشركات باموال الشعب هذا من الناحيه الماليه اما من الناحيه العلميه والتكنولوجيه فيلاحظ ان جميع تلك الشركات والمصانع لم تكن بحاجه الى علم جديد او تكنولوجيا جديده حيث ان الخبراء الأردنيين والعلماء الأردنيين في هذه المجالات يجوبون العالم ويبهرون العالم بنجاحهم وعلمهم وهم بسواعدهم الذين انشأوا مثل هذه المصانع والشركات وحققوا نجاح باهر في هذا المجال اصبحو الآن عاطلين عن العمل او يبجثون عن العمل في دول الخليج او غيرها اذا كان لهم فسحه من الأمل .

من ناحيه اخرى اين ذهبت اموال الخصخصه ..؟؟ حيث لم يتم تخفيض المديونيه بل بالعكس تطالعنا الأخبار بين الحين والآخر لجوء البلد الى البنك الدولي للأقتراض بمئات الملايين من الدولارات لتسديد العجز في الميزانيه كما ان معظم مشاريعنا الأستراتيجيه والزراعيه وغيرها ليس لها مخصصات في ميزانية الدوله , علما بان اصحاب القرار الأقتصادي وعلى اثر الأزمه الماليه العالميه اكدوا لنا سلامة الوضع المالي وعدم تاثر المملكه بالأزمه الماليه وذالك نتيجه لعبقريتهم وعلمهم في اتخاذ الأجراءات الأحترازيه المسبقه في حماية الأقتصاد جزاهم الله خيرا ...؟؟؟؟؟؟

الأمور المنوه عنها اعلاه انعكست سلبيا على المجتمع الأردني حيث انعدمت الطبقه الوسطى من خلال ارهاقها بالقروض البنكيه والأستهلاكيه واصبحت عاله على الدولة والمجتمع واتسع الفقر والبطاله وظهرت على السطح عادات سيئه وغريبه عن المجتمع الأردني من تفكك اسري وجرائم قتل وسرقات وانحلال خلقي مسيطر على شبابنا وشاباتنا نتيجه للفروقات الماليه الشاسعه بين ابناء المجتمع الواحد والهائهم بالركض وراء لقمة العيش والأبتعاد عن مبادئهم.

صدقوني انني خائف على هذا الوطن ومكتسبات هذا الوطن اللذي بناه آبائنا واجدادنا ونحتو في الصخر حتى يصبح هذا الكيان الجميل وهذا الأردن اللذي نعشق .. فمن يعلق الجرس.

انني انتظر .....
 مع التحيه
wmezrawi@hotmail.com



تعليقات القراء

مراد العلي
مقال في غاية الروعه كالعادة
للاسف القائمين على الاقتصاد هنا متناسين مفهوم الخصخصة يعني مثل ما ذكرت يبيعون الشركات التي تمد خزينة الدولة بالمليارات ويتركون الشركات التعبانه بيدها ولا اعلم ما قصدهم من هذا
المطلوب هو تغير كامل للكادر الاقتصادي العامل هنا حتى نعاود النهوض من جديد لان اقتصادنا في ورطة
12-09-2009 11:14 PM
سارية الجبل
من يفهم لغة لغة الارقام ؟
سيطول انتظارك ايها الكاتب
13-09-2009 10:27 AM
حسان الرواد
أشكرك على هذا الموضوع الرائع, وسلمت يداك
واقول إننا بتنا في صدمة وحيرة مما نرى أو نشاهد أو نسمع
وكان الله في عونك ياوطني

13-09-2009 12:29 PM
محمود
وهنا يحضرني قول للزعيم المصري مصطفى كامل . إن الأمة التي لا تأكل مما تزرع وتلبس مما تصنع أمة محكوم عليها بالتبعية والفناء. وإن من يتهاون في حق من حقوق دينه وأمته ولو مرة واحدة، يعش أبد الدهر مزلزل العقيدة سقيم الوجدان
13-09-2009 05:23 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات